أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - قليل من الوقاحة














المزيد.....

قليل من الوقاحة


إبراهيم رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 18:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نجد في كتب التراث * حكاية، مجملها: أن شيخا هرما، أشرف على الخرف، سوّغ له ماله الوافر الزواج بشابة جميلة، ولكنه كان "يعلل نفسه بالباطل"، لأنه "ساعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح"، فعِنّته حالت دون امتلاك جسد الفتاة. فطلبت منه تطليقها.
وتكمِل "الاجتهاداتُ" الشعبية المرحة: ... فامتنع، لأنه لا يستطيع الاستغناء عنها. فأخبرته أنها تعشق شابا. فقَبِل أن تبقى في عصمته وتخادِن الشاب. فكان عندما يستقبل ضيوفا يقول: هذه زوجتي. ثم يسكت. فيظن الضيوف أن الشاب من خدمه وحاشيته. إلى أن ابتلي بضيف ملحاح أصر على معرفة حقيقة الشاب. فما كان من الشيخ إلا أن رد: هذه زوجتي، (ثم أشار إلى الشاب) وقال: وهذا أيري. (منتوج مستورد ؟).

أعتذر للقراء المحترمين إذا ذكّرت ببعض ما في التراث الإسلامي العربي.
أما الداعي لذلك، فـ "شيخ" لا يفوِّت – تقريبا – أي مقال ينشر على موقع الحوار المتمدن، دون أن يبادر إلي ملء خانة التعليق بروابط من الشبكة، يعتبرها "صالحة" لـ "زلزلة" كل مقال كيفما كان نوعه، و"نسف" صاحب المقال، و"تدمير" أفكاره، مع التحريض عليه والاستعداء.
والظن أنه لا يقرأ أي مقال، إذ يكفيه أن "يحدس" من العنوان ميولات علمانية. ولو كان يقرأ لميز بين مستويات العلمانية، مثلما يميز العلمانيون بين غلاة "المتصنِّمِين" دعاة الإرهاب الفكري والدموي، وبين سماحة المعتدلين، من أتباع عقيدته.
ولو كان منصفا لأقر بأن أفضل فضائل العلمانية هي المساهمة في تطوير عقيدته بنفض ما تراكم عليها - عبر القرون – من ترهات وخرافات، دسها فقهاء الحكام.
صارت "روابطه" - لكثرة تكرارها وظهورها في أعقاب أي مقال – غثيانا مملا. تشبه مقولة الأعمى الذي عاد له البصر فجأة خلال لحظة وجيزة – فقط -، لمح خلالها الجمل. فصار الجمل عنده هو مقياس الأشياء. فكان الناس إذا تحدثوا من حوله عن شيء، لهج "الشيخ" بذكْر الجمل: أهو مثل الجمل؟ أهو أكبر من الجمل أم أصغر؟ ....
فهو – بروابطه "العنكبوتية" أو "المنتوجات المستوردة"– كأنما فصّلتْ على مقاسه الأمثالُ: "كالعبد يفخر بزب مولاه" و "كالأمَة تفخر بحدج مولاتها" و "ضَـرِطُ البلقاءِ وَخْـواخٌ نَـفِـقٌ".

يا لها من حالة بؤس تثير الرثاء لحال (مِسْتر روابط).

لأنه لا يدرك رحابة آفاق الاختلاف والتعايش.

لأن ملجأه - حين يُفحَم ويُبهَت -: قاموسٌ نابِ مستقىً من حُشّ القذارة، يرمي به شخص الكاتب، بديلا لعجْزه عن مجادلة الأفكار.

لأن بدهيات العقل والمنطق توجعه. فيُهرِّب - بنذالة – فقاقيعَ مخّه من الأضواء الكشّافة للحاضر، إلى غياهب الماضي السحيق بـ"فتراته" الحالكة الكثيرة الظلام، و"حواشيه" القليلة العتمة. يراوغ، ولا يقارع الحجة بالحجة، والرأي بمثيله.

لأن له تبعية عمياء للأحفوريات المخدِّرة، ينتقي من "ظلماتها" ما يحلو له ويخاله "قابلا" للتلميع، ثم يضفي عليه – من أركيولوجيته الزئبقية - "بَركات" وهمية، سِمتها الكبرى: الببغائية، والضحالة، وانسداد أفق الإبداع لمسايرة الحياة الإنسانية المعاصرة.

* الحكاية، والأمثال، نجدها - بتفاصيلها وتلويناتها وأشعارها المختلفة - في:
الأغاني 261:21، 140:11 – الأصبهاني
البيان والتبيين 270:3 – الجاحظ
زهر الأكم 234 – اليوسي
خاص الخاص 14- الثعالبي
رجوع الشيخ إلى صباه 97- ابن كمال باشا
مجمع الأمثال 421:1، 422، 263، 367، 173:2 – الميداني
المنتخب 20 – الجرجاني
الباقلاني - أبو البركات الأنباري
رشد اللبيب - ابن فليتة
الوشاح – السيوطي
التذكرة الحمدونية - ابن حمدون
ديوان هدبة بن الخشرم



#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جَنة وجَنة
- تعقيب على: خطأ إملائي.
- بأية حال عدت يا عام؟
- الفحش في المؤلفات
- من أرض لوط
- دستور .. يا عالم، دستور
- رسالة إلى دعوي: لا تكن إلهي
- مقعد إسلامي دائم في مجلس الأمن
- ظل الله في الأرض؟؟؟
- قراءة في كتاب: تجربة فؤاد عالي الهمة بين الإبداع والاستنساخ.
- أدعية تسيء إلى النبي
- فتاوي النجاسة والكاماسوترا
- عن القُبلة ... ورمضان
- أحزاب جزر الواق واق
- جنس وخمر ... في رمضان
- قبل وجود اليونسكو
- الله .. في التراث
- أقدمSMS في التاريخ
- مناوشات في التراث - في صحبة الصحابة
- إشكالية سمكة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - قليل من الوقاحة