هل رئاسة البرلمان القادمه للفريق احمد شفيق ؟!

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 17:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صمت القياده السياسيه الحاليه هو نوع من الحيره وعدم القدره علي اتخاذ قرار فيما يختص بالتردد والمماطله في اجراء الانتخابات البرلمانيه والمسؤل الوحيد عن هذا الوضع هو السيسي الذي يعتمد بشكل كامل في قراراته علي تقارير الاجهزه الامنيه والتي كثيرا ما تكون موجهه ولها مصالح ذات توجه محدد لانها تتداخل بشكل مباشر او غير مباشر في القرار والتوجه السياسي وتخشي من المتغيرات التي قد تأتي بصوره سلبيه علي اوضاعها وشبكة مصالحها !

كل تلك الفتره والمماطله في اجراء العمليه الانتخابيه وانفراد السيسي بالقرار وانعزاله عن السياسيين افقد الكثيرين الثقه في قدراته السياسيه علي مواجهة الاوضاع فالخوف من القادم هو السمه الاساسيه في تردد السيسي لاتخاذ خطوة الانتخابات فالرئيس هو السلطه الثالثه بحكم الدستور الذي تم اقراره بعد سلطة البرلمان ورئيس الوزراء

من الطبيعي لآي مسؤل يتحلي بالوطنيه والتجرد ان يفتح الباب للجميع وان يكونوا حاضرين حول مائدة القرار السياسي لا ان ينعزل ويحصر قيادته لوطن في اشخاص من نفس المؤسسه التي جاء منها الرئيس وهم ايضا لايفقهون شئ في الحكم ولا في ادارة البلاد كل معرفتهم ومداركهم انحصرت في امر تمام يا فندم ولاتخرج عن هذا الاطار !!

الطريقه التي تدار بها البلاد والاحكام القضائيه التي صدرت مكنة نظام مبارك واعادة له الروح مره اخري وستعيدهم الي مجدهم السياسي علي الساحه مره اخري وهذا لليس غريبا فالسيسي نفسه من نفس النظام وتاريخ الثورات حدد طريقين لكل الثورات تسلكهم بعد قيامها اليمين المتطرف الدوره الاولي والثانيه تأتي بالفلول ونحن في طور المرحله الثانيه والتي بالفعل تتشابك خيوطها الان لتاتي بنظام فاسد فاشي يعيد تدوير نفسه ويغسل تاريخه باستخدام اعلام مضلل هو سلاح في يديه

الان يقوم مهندس لجنة السياسات رجل الاعمال احمد عز بعقد لقاءات برموز رجال الوطني القديم والمشاروات تتم في فنادق رسميه وامام الجميع وبكل صراحه ووضوح وتتم محادثات مع فرع اخر من الفلول تمثله اطياف اخري ممن حسبوا علي نظام مبارك وابرزهم الفريق احمد شفيق وتكتله الانتخابي وعمرو موسي واخرون وبتلك الصوره لايستطيع احد ان ينكر ان هذا التحالف سيتبلور ليقود البرلمان القادم وفي حال استطاع شفيق الحضور الي مصر سيكون في الغالب هو رئيس البرلمان القادم

وحتي في حال عدم سماح السلطه الحاليه له بالحضور سيكون هو صاحب قرار سياسي اعلي من السيسي نفسه من خلال البرلمان القادم فهذا التكتل له تواجد قوي داخل مؤسستين تتعامل بشكل مباشر مع العمليه الانتخابيه وزارة الداخليه صاحبت التاريخ المعروف في ادارة الانتخابات والمؤسسه القضائيه التي تشرف بشكل كامل علي الانتخابات ناهيك عن رأس المال القوي الذي تمتلكه هذه المجموعه سيجعلها تحسم الامر بسهوله لصالحها الي جانب خبرتهم الكبيره

في ادارة العمليه الانتخابيه ودهاليزها في مصر غير ان اعلام التهليل والتطبيل ساهم بشكل كبير في شيطنة القوي المدنيه التي يعتبرها هؤلاء انها خارج اطارهم فهم يمثلون لهم صداع مزمن بالاضافه الي استبعاد السلطه لهم من الصوره وبهذا اصبحت الساحه خاليه تماما بإثتثناء بقايا تيار الاسلام السياسي وفي الغالب سيتم احتواءهم من فلول مبارك كالعاده

لايمتلك السيسي الدفاع عن سلطته سوي بأمر واحد هو ان يكون هناك عيبا دستوريا يشوب العمليه الانتخابيه القادمه التي بموجبها يتم الطعن عليها ليتم حل البرلمان في حال خرج عن سيطرة النظام او رأه انه يمثل شوكه له في مسيرة حكمه وكثيرون يرجحون ان تجربة برلمان الاخوان قد تتكرر مره اخري فالبرلمان القادم سيجدد صراعا عنيفا بين الرئيس واغلبية البرلمان التي ستكون منتميه الي الفلول فهناك ضغينه مبيته بين الفلول والسيسي

فهو مهندس الاطاحه بهم في السجون في 25 يناير بحكم موقعه المؤثر كرئيس لجهاز المخابرات الحربيه وهو الذي كان يدير القرار في البلاد في تلك الفتره بعد ان انسحبت الداخليه وكثيرين يرون انه ساهم بشكل كبير في الضغط علي طنطاوي لاخراج مبارك خارج المشهد مع ضمان سلامته الي جانب ان قرار عودة الفريق شفيق بيد السيسي لا احد اخر وكانت رسالته واضحه في اول خطاب له من قصر القبه ان هناك اداره واحده للبلاد !

كل هذه العوامل مجتمعه تجعل من حالة عدم الاستقرار في البلاد ستتخذ وقت اطول مما كان البعض يتوقعه الي جانب ان هناك تردي واضح في الاقتصاد وتدهور كبير ونقص في الاحتياطي النقدي وغياب رؤيه وسياسات فكل هذه الامور جميعها ترسم صوره واضحه ان الوضع الحالي هش وقابل للانفجار في اي وقت !

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات