أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق جواد - لا لدياجير الظلام..والتخلف الطائفي..














المزيد.....

لا لدياجير الظلام..والتخلف الطائفي..


فاروق جواد

الحوار المتمدن-العدد: 1306 - 2005 / 9 / 3 - 08:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.. لا جدال في أن الإسلام كدين جاء ليوحد بين المسلمين والناس كافة ولاصلاح النفوس والقلوب على المستوى الإنساني ودعا الى حل المشاكل الإنسانية بالحكمة والموعظة الحسنة (وجادلهم بالتي هي أحسن ) كما دعى الى ترسيخ الوحدة الإنسانية والذي جاء ذلك واضحا في القرآن الكريم (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) كما بين في سورة النساء أن الإنسانية كلها جاءت من نفس واحدة ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجال كثيرا ونساء) ويقال أيضا أن النبي (ص )عندما جاء الى المدينة قال (المسلمون والمشركون ويهود بني عوف وكذا..أمة واحدة ) وكما خاطب الإمام علي (ع) الأنسان بقوله وما معناه أن الأنسان أما أن يكون أخاك في الدين أو في الإنسانية.. إلا أن هذه المبادئ الإنسانية والسامية التي جاءت لتطبق في كل زمان ومكان ولتجمع بين المسلمين والبشر كافة ولتوحد بين قلوبهم لم تطبق بشكلها الصحيح في العراق ، إذ أنه ومنذ مئات السنين كان الإسلام عندنا عامل فصل وإنشقاق أكثر منه عامل وحدة ودمج بين سكنة البلاد عموما وخاصة الشيعة والسنة منهم بالرغم من وجود سمات مشتركة بين العرب منهم ! وكان هناك دائما بينهم والى زمن قريب حواجز نفسية وإجتماعية ويسكنون مناطق مختلفه وقلما اختلط هؤلاء واولئك وحتى أنه لم يكن بينهما أي تزاوج سابقا ! وكانوا وما زالوا في بعض المناطق ينتمون الى عالمين منفصلين وحتى في المدن المختلطة تجدهم كلا يعيش حياته الخاصة ، وانها حقا لمهزلة كبرى أن نجد ونحن تجاوزنا القرن العشرين أن نرى الشيعة والسنة وهم يعيشون مناطق مختلفة وكلا على حدةلابل وصل الحال بهم ومن بركات الاحتلال الى الذبح والقتل على الهوية مؤخرا
هناك أسباب عديدة لهذاالتزمت الطائفي في وطننا أساسه أصلا الجهل وسوء فهم كبير للتاريخ ، إذ أن الإمام موسى الكاظم والإمام محمد ابو حنيفة كانا قد أستشهدا من أجل نفس القضية وهي حق الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الخلافة مقارنة بحق أبناء عمومتهم آل العباس إذ يقول علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين بأن المغفلين الطائفيين من بعض سكان الاعظمية والكاظمية كانوا يتراشقون فيما بينهم دون أن يدركواأن كلا الإمامين هم من حزب واحد ! لاشك أن النظام االطائفي المقيت السابق والانظمة المتهرئه التي سبقته ووعاظ السلاطين وبعض الجهلة والأميين من رجال الدين وغياب الديموقراطية الحقيقية هي التي عمقت الهوة بين أبناء الوطن الواحد إضافة الى دور قوات الاحتلال إذ ( زادت هي الأخرى في الطين بله) ولغايات ومآرب أخرى.. لاشك أن الطائفية وتسييس الدين أشد ما يهدد وحدة الوطن حاليا لذا نرى أنفسنا اليوم بأمس الحاجة لنأخذ الدرس من الفترات التاريخية ناصعة البياض في تاريخنا الوطني حيث كنا نرىأن كل مكونات شعبنا في العراق من عرب وأكراد وتركمان وفرس وغيرهم من مسلمين ومسيحين وصابئة ويزيديين ويهود يتسابقون للموت دفاعا عن الوطن و المبادئ والقيم والمتل العليا .. لذا نرى لزاما علينا أيضا أن نتعظ ونأخذ العبرة والعظة من الأموات - ألأحياء من الرواد الوطنيين الأوائل رحمهم الله الذين لم تكتحل أعينهم برؤية الوطن المحرر..ومن زيارة لهم في مقبرة العظماء في لندن والمخصصة لدفن اللاجئيين السياسين الاجانب سنجد السمو ووحدة الإنسان والوطن تتجلى باروع وأبها صورها ، إذ أنهم أبوا إلا أن يعطونا درسا في مماتهم كما كانوا دوما في حياتهم وآثروا إلا أن يكونوا أبناء للإنسانية والوطن الواحد في مماتهم أيضا .فنرى فيهم العاني والنجفي والراوي والكربلائي ومن قوميات وديانات أخرى من ارض الرافدين ، يرقدون سوية بسلام إذ أن كل ما كان يجمعهم هو حب الوطن و العطاء الدائم و العمل الدؤوب لنصرة الإنسان باعتباره أفضل الكائنات الحية وهذاهو ارفع معاني السمو والمعايير الاخلاقية و ما أوصت به أيضا كل الديانات والمذاهب المختلفة (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) . نعتقد أنه لايمكننا الارتقاء بشعبنا إجتماعيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا من خلال نظم سياسية ومفاهيم طائفية متخلفة أثبتت تجارب التاريخ والحياة فشلها وتخلفها عن الركب الحضاري وأنها لم تعد تتماشى مع روح العصر وتطلعات الشعوب ، وأن النظر الى أي تطلع سياسي آخر بالضد من الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان سيقود حتما الى توفير المناخ الملائم لبناء نظام دكتاتوري وايديولوجي جديد يقوم على اليقين واحتكار الحقيقة والعودة بنا مرة أخرى لنعيش دياجير الظلام والتخلف ، وكما قيل لا يكون لأمة أو لشعب قيمة حضارية ..إن لم يكن الفرد في تلك الأمة أو ذاك الشعب حرا سياسيا



#فاروق_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهي مقاومة لمحتل ام تنفيذا لمخطط
- القوى اليسارية والديموقراطية بحاجة الى بذل جهود جبارة واستثن ...


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق جواد - لا لدياجير الظلام..والتخلف الطائفي..