سعيد العليمى
الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 21:35
المحور:
الارشيف الماركسي
لم تمر البورجوازية الالمانية ابدا بمرحلة التطور الليبرالى
حيث تطورت البورجوازية فى المانيا بشكل متأخر عنها فى انجلترا وفرنسا ، والتى لم يسبقها ، كما حدث فى هذين البلدين ، فترة من الازدهار الاقتصادى للبورجوازية وكذلك بعلو مكانتها السياسية ، تعين على كامل التطور السياسي ان يتخذ طابعا آخر . هناك نظفت التربة من العفن والتخلف ، اما هنا فنعاين الأوضاع احدث الحديثة ، حديثة مثل فرنسا وانجلترا ، فى وسط العفن القروسطى والتخلف ، يقترن النمو الصحى مع الطفيلى الذى يمتص الحياة من كل شئ يمسكه بزوائده الذى يحيا فقط على الموت والعفن وهو ماينبغى استئصاله وقطعه حتى نحول دون ان يضحى بالصحى والنامى لصالح الميت . ان البورجوازية الالمانية ، التى كانت تغفو غفوة العجز فى وقت طبعت فيه بورجوازيات البلدان الاخرى الدولة بطابعها ، لاتملك حتى الآن القوة لتنزع وتستأصل النبات الطفيلى الرومانسي الذى يحمل الموت الذى يتمثل فى طبقة كبار الملاك وشبه بربرية القرون الوسطى .
ان عجز المواطنة الالمانية فى الماضى والحاضر هو مايميز الحياة السياسية فى المانيا عنها فى البلدان المتقدمة الاخرى ، وقد القى هذا العجز على عاتق البروليتاريا الالمانية مهمة ألاتقتصر فقط على حل مهامها البروليتارية الأصلية ، وانما ان تنجزايضا المهام التى لم تقم بها بورجوازيتنا . تتحدد التاكتيكات بطبيعة الظروف . بقدر ماتكون البورجوازية راسمالوية ، فعلينا ان نحاربها ، وبقدر ماتعارض البورجوازية الراسمالية والرجعية التى تحميها وتساعدها ، فعلينا اما ان ندعمها ايجابيا او على الاقل لانتخذ منها موقفا عدائيا ، مالم تقف فى مرمى نيراننا ، مثلما هو الحال فى انتخابات الرايشستاج حينما يتنافس اشتراكى ديموقراطى مع بورجوازى .
بغض النظر عن الفصل التمثيلى للسيد فون شفايتزر ، فان الاشتراكية الديموقراطية قد اتبعت بثبات وبوعى التاكتيكات الموصوفة فى البيان الشيوعى ، بتوجيه هجومها الرئيسى نحو الرجعية السياسية وبمد يد العون للبورجوازية ، بقدر ماتكون ليبرالية او ديموقراطية ، فى حربها ضد الرجعية السياسية ، ولم تلق بنفسها الى جانب الرجعية السياسية فى نضالها ضد البورجوازية . ومن الضرورى التأكيد على هذا لأن برنشتين فى جداله المكتوب ضد الحزب الاشتراكى الديموقراطى فى المانيا ، الذى جرى مدحه والايصاء به على نحومريب ، قد اتهمنا بشئ هو الخرافة القديمة المفضلة لإيوجين ريختر ، اى ، اننا عارضنا البورجوازية الالمانية بعمى لصالح الرجعية السياسية ونفرناها وارعبناها للغاية حتى انها فى ثورة مخاوفها احتمت واستظلت باجنحة دولة الملكية العقارية الرجعية ، الشرطوية ، والعسكرية . لايمكن ان نجد انكارا فظا للحقيقة اكثر مما فى هذا القول .
يتبع
#سعيد_العليمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟