عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 00:13
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
• "قلم" أم "ألم"؟!:
حتى الآن لا أعرف كيف أكتب بالصواب، عبارة: "ضربني بالقلم"!
فهل المقصود بالقلم، ذلك "القلم" الذي نكتب به.. أم "الألم" كتشبيه بليغ عن أن الضربة مؤلمة؟!..
في الحقيقة، القلم لا يضرب باليد، واليد ليست بريئة من الألم!...
• حصار الموت:
حذّروك، فقالوا: لا تأكل البطاطس؛ لأنها من عمل السرطان!. ولا تتناول الطعمية المقلية بالزيوت؛ لأنها تنضح بالسموم!. ولا تقترب من اللحوم المستوردة؛ لأنها تحمل مرض جنون البقر!. ولا تشرب من مياه الصنابير؛ لأنها ملوثة بكل داء لعين!. ولا ترتدي سترة جلدية معينة؛ لأنها تنقل لك مع الدفء، المرض الخبيث!. ولا تستخدم باصات النقل العام، ولا الميكروباصات، ولا القطارات؛ لأنها تنتظرك على الرحب والسعة، بينما هي تتعاون في محاولة اغتيالك!
وهكذا يدركك الموت: أينما ركبت، وذهبت، وحللت، وأكلت، وشربت، وارتديت... يعني من الآخر: "ميّت.. ميّت"!...
• من فوائد الموت:
من قال: أننا نخاف الموت، ونبغض سيرته؟!..
ألسنا، نردد مثل هذه العبارات الموحية: "أحبك موت".. و "أموت فيك"..؟!..
وألسنا، نؤرخ بالموت، تذكارات رحيل: فنانينا، وعلمائنا، وشهدائنا؟!..
لن أتحدث عن الذين يشتهون الموت تخلصاً من متاعبهم، وآلامهم المبرحة.. ولا عن الذين يعتبرونه جسراً إلى حياة أبدية. وإنما أتحدث عن الذين يجدون في الموت: رداً لاعتبارهم، واظهاراً لقيمتهم الإنسانية الموءودة!
فقد تعودنا: أن نتذكر محاسن موتانا، وأن نحترم الوصية، ونعتبرها ثابتة على الموتى. وأن نكتشف موهبة ما كنا نتجاهلها في حياة صاحبها!
وأقول للذين يعتقدون أنهم بلا كرامة في أوطانهم: لو أن واحداً منهم قتل ـ لا سمح الله ـ؛ فإن السلطات المعنية لن تألو جهداً في تعقب الجاني، والامساك به، وتقديمه إلى العدالة للقصاص منه!
ألم أقل لكم: ان في الموت فوائد!...
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟