|
الدين والإلحاد وجهاً لوجه [4]
إسلام بحيري
الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 22:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
-1- استوقفتني مسألة رجوع بعض الملاحدة عن مذهبهم والإيمان بالله ولكن بعد كبر سنهم ومفارقتهم لسن الشباب.. مثال من عالمنا العربي د. مصطفى محمود رحمه الله، ومن الغرب البروفيسور أنتوني فلو.. ما هو سر رجوعهم في هذه السن المتأخرة ؟ إنها حكمة العقل بعد فورة الشباب وخمود حب التمرد والتفرد الشيطاني ولو مع إلغاء العقل (نلاحظ حب التمرد والتفرد هذا شيئاً مشتركاً بين السلفيين والملاحدة، وكلاهما يحمل أفكاراً سلبية تجاه المجتمع، حقد وتجهيل للناس واحتقار لهم، أستاذية وعجرفة بلا مبرر ولا رصيد، الخ).. فحينما يكتمل العقل وتضعف الجواذب النفسية المضادة : ترجع الأمور إلى نصابها ولكن بعد خراب مالطة!
-2- هناك هلوسة فكرية أخذها "ريتشارد دوكنز" عن "برتراند رسل، وهي تشبيه الإله بإبريق يحتمل وجوده بين الكواكب، فلو اكتشفنا الإبريق يكون هناك احتمال لأن نجد الله، هذا ينم عن تخلف عقلي.. لماذا ؟ لأن الإبريق لم يقل أحد أنه العلة الفاعلية لنشأة الكون! ربما يكون كذلك غداً عند دوكنز.. وكذلك وحش الإسباجيتي الطائر، وكذلك العنقاء والتنين وكل هذه السخافات التي يوردها هؤلاء.. كل هذه لم يقل أحد أنها العلة الفاعلية لنشأة الكون، وإنما هي أساطير لا يقوم دليل عقلي ولا فلسفي عليها! وأما الخالق فكل الأدلة والمؤشرات الكونية والعقلية تدل عليه! ولا يهمني أن تحذف عقلك وتلقي به في سلة المهملات! ثم تريدنا أن نتفق على ذلك.. لا لن نتفق!! ولذلك فذكر الإبريق والتنين في مقام الحديث عن العلة الفاعلية، كل هذا أنا أعتبره (فهلوة) بغية التهرب من ضعف حجتهم في تفسير كيف أن المادة خلقت نفسها في الإنفجار العظيم، فيحلو لهم الهروب من مواجهة الحقيقة التي يثبتها العقل بالضرورة الملحة، إلى التظاهر بمظهر آخر غير مظهر الجهل والضعف. حينما قرأت هذا الكلام لدوكنز قلت في نفسي: هل هو جاد فعلاً في كلامه أم أنه يمزح! قلت: لأكمل وسوف أرى، فوجدت أن الرجل جاد ولا يمزح!! فعرفت أنه غير منصف، أو ليست لديه إمكانات فكرية تساعده على أن يقول أفضل من هذا.. قد تكون هذه هي إمكانات الرجل بالفعل!.
-3- الله ليس مادة.. ولذلك لا تعرفه الحواس ولكن يعرفه العقل فكل من أنكر وجود منشئ للكون فقد عطّل عقله المسائل الفلسفية عصية التصوّر، بعكس المسائل الرياضية فإذا صوّرت المسألة الفلسفية بشكل دقيق وصحيح، يسهُل حلها، والعكس صحيح إذالم تتصورها بشكل دقيق يصعب حلها ويظل يتكرر السؤال لأن التصور خاطيء. ولذلك إلى اليوم قد نجد علماء كبار مشاهير حول العالم ويقولوا لك نحن لم نجدِ الله تحت المايكروسكوب، لم نُحِسَّهُ لم نمسّه، كيف نؤمن بشيء لم نجربه!.. عجيب! ومن قال لك أصلا أن الله الذي يُبحث في مسألة وجوده من عدمها يُبحث عنه في عرض اشياء الكون؟! أي فيلسوف إلهـي طرح المسألة بهذه الطريقة ؟! أقول له يا سيدي العالم الكبير حتى وإن كان من حَمَلة جائزة نوبل: ابحث لي بنفس الطريقة عن الزمن ؟!! نريد ان نضبط الزمان متلبسا تحت التلسكوب او المايكروسكوب او بأي وسيلة، لا الزمــان ولا المكان يمكن البحث عنهما في عرض الاشياء الطبيعية، يعني كشيء من أشياء الطبيعة، كجزء من أجزاء الطبيعة.. أي عالم فيزيائي يفهم هذا جيدا.. أما الزمان وأما المكان فيُنظر اليها على انهما بُعدان يوجدان في الاشياء ومع الاشياء وتحيطان بالاشياء، هذا بُعْد ليس شيئا! كذلك البحث عن الله لايُبحث عنه كشيء ولا كبعد، لكن كوجـود محيط بكل شيء وبكل بُعد (هو الاول والآخر والظاهر والباطن) (وهو معكم أينما كنتم) الله ليس جزءاً من الطبيعة التي خلقها، ولذلك هو منزه عن المادة وعن الحس وعن التجريب.. هذا لايصلح في البحث عن الزمان فكيف يصلح في البحث عن رب الزمان؟!!.. هذه مشكلة الضعف الفلسفي عند العلماء للأسف الشديد، عالم كبير يتورط في حماقة فلسفية كهذه ! لأنه لم يدرس الفلسفة ولم يفهم حتى كيف تُصاغ المفاهيم الفلسفية..!
-4- احتمال وجود الكون بالصدفة.. ما نسبته ؟ العالم الشهير (بول ديفيس) لديه كتاب Super Force القوة الفائقة، يقول فيه: " الكون متوازن ولا يزال يتوسع تحت تاثير قوتين (قوة الانفجار وقوة الجاذبية)، لكن هذا التاثير متوازن وهو الذي يعطي للكون امكانية ان يظل يتوسع بهذه الطريقة المعقولة والمفهومة، كان يمكن لهذا الكون ان ينهار على نفسه مرة ثانية ، تحت تأثير غلَبَة الجاذبية على قوة الانفجار، او يتلاشى الكون، أي يتوسع بمعدل اسرع بحيث يكون ربما تلاشي من ملايين او ربما حتى من بلايين السنين، لكن الكون فيه توازن دقيق. يقول (بول ديفيس): "لو اختل هذا التوازن بأكثر من (10) مرفوعة للأُُس السالب (-18) من الثانية، (يعني بجزء من مليون تريليون جزء من الثانية) إسراعا او إبطاءا، إما ان ينهار على نفسه هذا الكون أو إما ان يتلاشى" بهذا المقدار؟!! ليس بمقدار ثانية بل جزء من مليون التريليون من الثانية > ينعدم الكون ! .. يقول مؤكدا كلامه: "وكلما طال الزمان والكون يتمدد زادت دقة ورهافة هذا التوازن! . (ستيفن هوكينج) في كتاب "تاريخ موجز للزمان" يقول :"لو كان معدل التمدد بعد ثانية واحدة من الانفجار، أي بمعدل جزء من مئة مليون التريليون جزء من الثانية لانهار الكون على نفسه قبل ان يصل الى حجمه الحالي". صديق (ستيفن هوكينج) هو (روجر بنروز) فيزيائي ورياضياتي كبير انجليزي، لديه كتاب اسمه "اباطرة العقل الحديث" يقول فيه، درس فيه مقدار الاحتمال ان يكون جاء هذا الكون صدفة، فوجد أن هذا الاحتمال بمقدار (0.1) مرفوعة لعشرة مرفوعة لأُس !!!123
-5- نشأة الكون.. "الإنفجار العظيم" كيف حدث ؟ من أين أتت المادة ؟ نظرية "الانتخاب الطبيعي" ليس مجالها في الكونيات، فضلا عن أم المسائل الكونية وهي مسألة نشوء الكون نفسه، لايوجد أبدا مجال للإختيار والاصطفاء، يوجد فقط كون تكوّن بطريقة الانفجار العظيم.. في لحظة واحدة كلمح بالبصر! أين دور الصدفة، أين دور العشوائية، أين دور التراكمات.. لا يوجد! لذلك عند الكلام مع أي ملحد تطوري، يجب ألا نتتركه يأخذك إلى متاهات التطور والنشوء والإرتقاء الخ مما يستغرق آلاف السنين.. ادخل من البوابة الرئيسية مباشرة (نشأة الكون) وقفا عندها أولاً قبل التيه في شوارع المدينة وشعابها.
-6- حول برهان النظم 1- هذا البرهان من البراهين السهلة والواضحة التي تناسب العلماء والاخصائيين بل وحتى العــامة، ولهذا القرآن الكريم لم يزل يُظهر العناية الزائدة به!، حين يوجّه النظر.. (أفلا ينظرون..) (أفلا ينظر الانسان..) (وفي الأرض آيات..) كل البراهين الآياتية تتحدث عن برهان النظم تقريباً، القرآن اعتني به مالم يعتنِ بغيره. 2- برهان النظم لايُحتاجُ في اثباته الى تصفح كل موجودات الكون، مجرد تصفح بعض هذه الموجودات، و وجدان انها تمثل مقدمات لبرهان النظم مقدمات صغرى ، فهو يكفي في اثبات مصداقية واعتبار هذا البرهان، ولذلك يخطئ الملاحدة حين يقولون:"نحن تصفحنا بعض الاشياء ولم نتصفح كل شيء في الكون، مايدرينا؟" ان هؤلاء لا يفهمون حتى مباديء الاستدلال!. 3- الفلاسفة الإسلاميون، يفترقون عن اصحاب نظرية "التصميم الذكي" القائلين أن وظيفة برهان "التصميم الذكي" فقط هو اثبات أو برهنة أو التدليل على أن كل نظام لابد له من منظِّم وفقط، وجود الله فقط. نحن نقول – وهذا البرهان الآيوي يعني دلالة الآية على ذي الآية وهو مَدٌّ لبرهان النظم.. فـ "ابن سينا" فيلسوف عبقري بالطبع، ولكن من أين عرفت هذا ؟ من آثاره ومكتبه التي وضعها، إنها قطعة من علمه وعقله، فأنت عرفت ليس فقط وجود الصانع، بل استطعت ان تستدل ببعض خصائص المصنوع على بعض خصائص الصانع وليس على كل خصائصه! . فواضح من نظرية الانفجار الكبير أن صانع هذا الكون ومفجر هذه المفردة قدير، عليم، دقيق جدا أي حكيم.
-7- المادة ليست أزلية.. فمن الذي أوجدها الملحد : لا أدري.. لكن أي شئ غير الله الملحد (لا يريد) أن يثبت وجود الله، لا يريد أن توجد أدلة على وجوده، مع أنها كثيرة جداً بعدد المخلوقات.. ولكنه ينكر أبجديات عقله، وينكر البديهيات، ويكاد ينكر وجوده هو شخصياً، ثم يقول : لا توجد أدلة! ما الدليل!! وأنا لا أفهم الكيفية التي يريدنا بها الملحد أن نثبت وجود الله تعالى.. ماذا يريدون بالضبط، فنحن لا نؤمن بجسد على العرش، نحن نؤمن بإله منزه عن المادة.. ماذا يريدون، هل يشترطون أن يروه جهرة كما قالت اليهود ؟! أم ماذا ؟! الأمر بسيط.. - نحن نعرف أن المادة ليست أزلية بحسب الإنفجار الكوني العظيم.. - نرى كوناً مصمماً (العلم والمكتشفات العلمية ترينا هذا) - نرى كوناً متوازناً لأقصى درجات التوازن. هنا ينتهي دور العلم.. ليس في إمكانه البحث في أبعد من هذا.. ويأتي دور العقل، العقل يقول أن هذا لا يمكن أن يحدث اتفاقاً.. ناقضت أبجديات عقلك! ولكي أثبت لك أنهم يعملون على (تعجيزك) فقط ولا يتحدثون بلغة عقل ولا علم ولا أي شئ، تعال لنطالبهم بأن يخبرونا عما يريدون ويبحثون عنه.. هل يريدونه دليل عقلي ؟ هل يريدو دليل علمي ؟ وكيف ؟ ونحن نقول هذا الكلام لأنا نلاحظ أنهم – كالمتطرفين المتأسلمين تماماً – لديهم لازمة بل إدمان المطالبة بالدليل، بظل يقول لك (ما الدليل.. ما الدليل)! حتى ربما وأنت تسوق الدليل!! فهو لا يسمعك ولا يريد أن يسمعك.. مثله مثل السلفي تماماً، كلا العقلان كأنهما حبة فول وانفلقت نصفان.
-8- الله تعالى في القرآن أخبر أن عالم الغيب مرتبط بعالم الشهادة (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم) هذا هو عالم الشهادة (حتى يتبين لهم أنه الحق) وهذا هو الله سبحانه.. ما معنى الآية ؟ الآية هي المعجزة.. فإذا كان المعجز مالا تستطيع أنت انجازه، ومالا تستقل الصدفة والاتفاق بإنجازه، وما يحكي قدرة خارقة ودقيقة وحكيمة وجبارة فكل مافي الوجود معجز من الذرة الى المجرة. ويسميها القرآن بالآيات.
-9- الرد على شبهات (ديفيد هيوم) حول برهان النظم : ملخص الشبهة الاولى التي أوردها هي قوله : "لقد جربنا المصنوعات البشرية فوجدنا أنها بطريقة التجربة والخطأ وتتطور وتترقى، واتضح لنا انه ما من صنعة متقنة ومحكمة تحكي قصداً وتشير الى غاية وهدفٍ إلا ولها مصمم ما يتصف بدوره بالذكاء والإحكام والدقة، ولكننا لم نجرب الكون! الكون يبدو انه وُجِد مرة واحدة هكذا نحن لم نجربه، الكون ليس بصدد التجريب. وفي ردنا على (هيوم) بيَّـنا انه أُوتِيَ من عدم فهمه بعمقٍ لبرهان النظام، برهان النظام ليس برهاناً تمثيلياً، وليس تجريبياً، برهان التصميم في حقيقته برهان عقلي، العقل فيه يتوجه الى الموضوع من حيث هو، أما أن مقدمات هذا البرهان مأخوذة من الحس مأخوذة من المشاهد هذا لا يؤثر عليه، لأن المقدمة الأخرى مقدمة عقلية وهي المهمة في البرهان.
الشبهة الثانية : يقول (هيوم) : " اذا كان النظام السائد حاليا في هذا الكون القابل للرصد يدل على وجود الخالق المنظم المصمم، اذن كيف نفسر وجود الظواهر العشوائية، الفوضوية، المتمثلة في شكل البراكين، الزلازل، الطوفانات، الاعاصير.. فنقول: نحن نسلّم بهذا ،ولكن هذه الظواهر الفوضوية لا تسمح ان نقول ان الكون الذي نعيش فيه، كون فوضوي وأن الأصل فيه الفوضى.. كما أن هذه الظواهر لا تنفي ولا تنقض التصميم والنظام الكوني.
الشبهة الثالثة يقول (ديفيد هيوم): "مالذي يحول بيننا وبين ان نعتقد ان هذا النظام وهذه الدقة والإحكام في الكون انما يُدار ويُنظّم و يُتحكّم فيه من قِبَل المادة ذاتها؟ وهي النظرية المعروفة بنظرية خاصية المادة، وقد تم الرد عليها في المقال السابق.
الشبهة الرابعة: يقول (ديفيد هيوم): كيف لنا أن نثبت أن هذا النظام الذي نلاحظه وندرسه، هو النظام الأكمل ؟! لكي تكون الأكمل لابد ان يكون ما بإزائه نظاما آخر بل نُظُم اخرى حتى تتسنى المقارنة، لاتوجد مقارنة لدينا كون وحيد هنا. هذا الكون هو القابل للتجريب او بعض ظواهره، وبعضها قابل للرصد، من أين لك أن تزعم أنه كون كامل ؟! ونقول: كمال الكون ليس شرطاً في وجود الخالق، و قد تكون تلك الظواهر الطبيعية هي عين كمال الكون.
فلاسفة الصوفية يقولون أن الكون هو مرآة لصفات الله تعالى، وأن مثل هذه الظواهر الطبيعية تجلي لصفات الجلال، لأنه ليس في الكون إلا أسماء الله تعالى وصفاته، التي لا بد وأن تظهر.. وأسماء الله عندهم ثلاثة أقسام : - أسماء جمال 70 اسماً (الجميل، الرحمن، الرحيم، البر، الودود، الشكور، الخ) : تتجلى في كل شئ جميل جمال الطبيعة، تراحم المخلوقات والكائنات، الأمومة، زهرة جميلة، تغريد الطيور، الخ) وأكمل ظهور لها يكون في المؤمنين والأولياء والصالحين.. تظهر أسماء الله الجمالية في كل من تجلّت عليه تلك الأسماء. - أسماء جلال 19 اسماً (القوي، العزيز، الجبار، القهار، المنتقم، شديد البطش، الخ) : (وتتجلى في تلك الظواهر الكونية المذكورة، الزلازل والبراكين والإعاصير الخ، ونظائرها في عالم الحيوان، ظاهرة الإفتراس، ووجود الحيوانات المتوحشة، وفي عالم البشر، وجود الحاكم الطاغية، والفراعنة والجبابرة، والقتلة والمفسدين في الأرض، عصابات المافيا، تنظيم داعش، المتطرفون فكرياً يميناً أو يساراً (الأ صوليون والملحدون) ومنطق السب والشتم وإهانة وتحقير الآخرين..) هؤلاء تجلي لأسماء الجلال.. - أسماء كمال 10 أسماء (وهذه يختص بإظهارها الأنبياء والرسل والأئمة الورثة المحمديون المجددون على رأس كل قرن منهم إمام مجدد إلى يوم القيامة). الله عند الصوفية هو الخالق والعلة الأولى , والمصدر الجامع لكل الصفات والأسماء التي تجلّت على الكون
وأكثر من تجلت عليه صفات الله تعالى هو الانسان .. فإن كل هذه السماء تجل لإسم ( الرافع ) فقط , وكل هذه الأرض هي تجل لاسم ( الباسط ) وأما الانسان : فهو تجل لأسماء السميع البصير والحليم والرؤوف والرحيم والحي والودود الخ .. هذا كلام الصوفية وليس كلامي.
إذن الله في الإسلام توجد لديه أسماء جلال، ولكن كما قال (إن رحمتي سبقت غضبي) يغلب عليه الحب والرحمة، (أسماء الجمال سبعون وأسماء الجلال تسعة عشر فقط، وأسماء الكمال عشرة)، ولا يمكن أن نفهم الله في حزمة واحدة.. ويقول الصوفية : أن وقوع الجلال في موضعه جمال، وبضدها تتبين الأشياء، ولولا الجلال لما كان هناك عدل ولا عقاب لمن يستحق العقاب، وهذا لا يصلح في عالمنا.
الشبهة الخامسة: قال (ديفيد هيوم): "لنسلّم أن هذا الكون مصنوع لله، مصمم لهذا الرب القدير ، ولكن من اين لنا ان هذا الإله الذي صمم هذا الكون وخلقه وابدعه يتصف بسائر الصفات الكمالية من العدل والرحمة والخيرية والحكمة.. الخ. ونقول : قد أجبنا عن هذا ، ولكن بالإضافة : يبدو أن (ديفيد هيوم) فهم أن المؤمنون استنتجوا كمال الله تعالى من برهان النظم، وهذا غير صحيح، برهان النظام مهمته شيء واحد هو : إثبات أن هذا الوجود لم يأتِ صدفة، وأن له مصمما او خالقا، ولا يدخل في نطاقه أن الخالق أو الكون متصفاً بالكمال أو لا (كما طرح في الشبهتين الرابعة والخامسة). هناك براهين أخرى تثبت هذا. بل إن برهان النظم ليس هو الوحيد الذي نستدل به على خلق الله للكون، هناك أدلة أخرى ستأتي!
وللحديث بقية
#إسلام_بحيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [3]
-
الدين والإلحاد وجهاً لوجه [2]
-
الدين والإلحاد وجهاً لوجه [1]
-
-سلفيون ملاحدة- موقف االسلفيين والملحدين/اللادينيين من نموذج
...
-
كيف يكون الإسلام هو الحل ؟!
-
جمعة رفع المصاحف.. بنو أمية يطلبون تحكيم شرع الله في ميدان ا
...
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|