أحمد سعده
(أيمï آïم)
الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 12:58
المحور:
حقوق الانسان
لمحته على الرصيف المقابل، يجلس وحيدا ويبذل مجهودا واضحا ليحبس دموعا حائرة تأبى النزول من عينيه، يشرب سيجارته المتهالكة بعمق وكأنه يشكي لها همه الأبدي..، يضع أمامه أدوات الشغل التي يستخدمها كل عمال الفاعل.. ينتظر بفارغ الصبر ربما يأتي زبون.. رمى السيجارة بعد آخر قبلة تعطيه الحياة ويعطيها هو الموت..
معرفش ليه كنت واقف براقبه..! لكن حسيت إني مسئول عنه.. يوما ما كان شابا وسيما وقويا، له طموح في الحياة وأحلام مشروعة، إنتهت بالبؤس ككل الحكايات العادية..
إقتربت منه، قام منتفضا من مكانه وإفتكرني زبون، لكن خاب أمله.. طبطبت عليه وقعدت جنبه واتكلمت معاه، وتوقعت كلامه.. عم سيد من الفيوم يصارع الضياع في المتبقي من العمر.
بس إنت ليه قاعد بالليل كده ياعم سيد هو فيه زباين بتيجي دلوقت؟
- أنا من الصبح قاعد، مفيش زباين، وأنا بعمل اللي عليا. وكده كده مسافر بلدنا بعد الفجر فقلت أخليني عالرصيف يمكن ربك يرزق..
هتسافر الفيوم؟
- أيوة، عندي 3 بنات، ومراتي حامل في الشهر الأخير والحمدلله الدكتورة قالتلنا إنها حامل في ولد..
.
أخرجت كل القليل اللي في جيبي، وسلمت عليه وسيبتهم في إيده، وقلتله قوم سافر دلوقت. ومشيت بسرعة، ليكون الموقف هكذا بلا كلام...
ربما يسافر عم سيد الفيوم ليرى بناته، ويحتضن بطن زوجته ليسمع صوت إبنه القادم.. وحتما سيشعر إن بكرة أحسن ومليان أمل. وأن ربنا مبينساش عبيده وبيرزقهم طالما بيسعوا..
#أحمد_سعده (هاشتاغ)
أيمï_آïم#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟