أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاشم عبد الرحمن تكروري - الحكمة من قصار السور














المزيد.....

الحكمة من قصار السور


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 00:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الحكمة من قِصار السور"
إنَّ القارئ لسور القرآن الكريم يلحظ دون عناء أن سور القرآن تتفاوت من الطول إلى القصر؛ مع العلم أن عدد لا بأس به من قصار السور قد سبق بالنزول كثير من طوال السور؛ ومع علمنا أن كلمة سورة لها مجموعة من المعاني التي تعكس الغاية من تسميتها؛ فالسُّورة مشتقة من السُّور، ومعلوم أنّ السُّور في الزمن القديم كان يحيط بالمدينة، وهو يرتفع بغرض الحماية والحفظ؛ ومن بعض معاني كلمة السورة: الدرجة الرفيعة؛ والمنزلة العالية؛ ومعلوم أنّ بناء السُّور يتم مرحلة تلو الأُخرى حتى يكتمل البناء، ولا يستبعد أن تكون السُّورة هي كل مرحلة من هذه المراحل؛ كذلك فإن هذه الكلمة تحمل معنى السُّمو والرفعة؛ ومعنى الإحاطة ويتضمن الاشتمال؛ والتمييز وتحديد المعالم ؛ لأن السُّور يشتمل على المدينة ويحتويها وما فيها؛ ثم هو يحدد معالمها ويميزها عمّا سواها؛ كذلك فإنَّ السورة بالمصطلح هي: التي تحتوي مجموعة من الآيات ذات المعنى الكامل؛ والرسالة غير المنقوصة، ومن التفسيرات السابقة يتبين لنا أن السورة تحمل بين ثناياها معنىً كامل شامل ليس يعتريه النقص ولا تطغى علية الزيادة، فسورة البقرة كسورة الكوثر، كل منها تؤدي معنى وكل منها له رسالة؛ هذه كتلك وتلك كهذه؛ ولكن هل هناك حكمة معينة من قِصار سور القرآن الكريم؟
نرى هنا والله أعلم أن الله عزوجل لا يعمل عملاً؛ ولا يرتب ترتيباً إلاّ له فيه حكمة وهدفاً؛ فالله عزوجل يقول في محكم التنزيل"وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين" (الآية 16،سورة الأنبياء) ، وهذا دليل أن الله عزوجل لا يخلق؛ ولا يُنزِّل شيء؛ ولا يقوم بأي عمل بدون سبب أو هدف أو حكمة يبتغيها، وبمراجعة بسيطة لمجمل القصار من السور نرى:أنها لا تحتوي حدود أو أحكام، ولكن بمعظمها تحاول إيصال رسالة قصيرة بليغة بعدد محدود من الآيات؛ فلو نظرنا على سبيل المثال لا الحصر إلى مجموعة من السور القصيرة لنستطلع ما تحاول إخبارنا به سنرى ذلك؛ ففي سورة العصر]وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[ نرى أن الله يخبرنا بآيات بليغات عن أهمية الوقت وكيفية التعامل معه؛ بصورة تصلح لان تكون هذه السورة بمثابة دستور للوقت ؛ وفي موضع آخر نطالع سورة الإخلاص]قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ؛ اللَّهُ الصَّمَدُ ؛ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ؛ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[ والتي يخبرنا الله عزوجل فيها بنسبه ببضع آيات وصف بهم ذاته؛ ولو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا الوصف الموجز لن يأتوا بمثله؛ وفي سورة أخرى نرى رسالة أخرى وهي: ]وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ؛ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ؛ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ؛ أَلا يَظُنُّ أُوْلَـئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ ؛ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ؛ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَـلَمِينَ[. يخبرنا الله عزوجل عن من يعبث في الميزان بزيادة أو نقص، وما سيؤول إليه وما عقابه؛ وهناك الكثير والكثير من السورة القصيرة ذات الرسالة السريعة البليغة المؤثرة في نفس سامعها، ونستطيع أن نرى من خلال هذه السور أن الله عزوجل له مُراد وحكمة في ذلك نستحضر بعضها بالتالي، أن الله يبلغّ الناس ببعض الأمور الغافلين عنها؛ والتي وجب التعامل معها بعناية مثل التوحيد والوقت والوزن والإيمان والكفر والجنة والنار بعيداً عن الإطالة التي قد تذهب بالفكرة المُرادة، كذلك فإن هذه السور مليئة بالترغيب والترهيب لإعادة الإنسان إلى مساره الصحيح، أيضاً نرى أن هذه السور سريعة الحفظ والفهم مما يؤدي إلى ترسيخ ما جاء بها من معان أراد الله للإنسان بها طريق النجاح والفلاح، والله أعلى وأعلم.



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان لا بد من السجن
- تشكل البنية المعرفية عند الإنسان
- الرأسمالية الثورية
- نظرية السيد والعبد


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاشم عبد الرحمن تكروري - الحكمة من قصار السور