أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسام كصاي - التَحْول الدّيمُْقراطي: وِلادة ميّته














المزيد.....

التَحْول الدّيمُْقراطي: وِلادة ميّته


حسام كصاي

الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 00:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


التحوّل الديمقراطي: ولادةٍ ميتة
حسام كصاي
كاتب وصحفي عراقي
_________________________________________________
أن بمجرد طرح فكرة "التحوّل الديمقراطي", أو "الإنتقال الديمقراطي", أو "مرحلة الانتقال الى الديمقراطية" هو دليل كافٍ ودامغ على دكتاتورية العالم العربي واستبداده وتخلفه من جانب النخبة الحاكمة, والذي قد يحسب على الشعوب العربية, فلا أحد يقبل بالاستبداد إلا المتخلف والهزيل والعاجز عن تحقيق نهضته ومواكبة العصر وتطلعاته.
إذ أن الأمة العربية قد أُصيبت بخيبة أمل كبيرة وهي ترى الديمقراطية في العراق تعيد امجاد اوروبا الظلامية من حكم المرجعيات الدينية (الكنسية) وإعادة تشكيل المذاهب سياسيا وتجييش الشارع عن طريق اللعب على اوتار الطائفية والانقسامات التاريخية لتتبلور لدينا طائفية ديمقراطية لا تختلف عن تسميات الديمقراطية الإحتلالية (أو الديمقراطية الكولونيالية) التي حاولت نشر الفوضى على إنها حُرية, فبئس ما ينشرون !!
مع هذا ظلت صورة الديمقراطية رغم التشوية مُحافظة على الكثير من تقاسيمها وتراسيم وجهها, وهذا لا يمنع يأس العرب بالبحث والتفتيش عن الديمقراطية الحقيقية المجردة من اقترانات المستعمر والأجنبي او تجلياته العولمية او الحداثوية بما هم نماذج غربية فضائحية, قد يقلل من حظوظ الإنتقال, وهذه المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة, نتيجة لضرورة الديمقراطية بما تعنيه من "ابتداع وسائل لحسم هذه الخلافات باتباع اجراءات عادلة ومرضية يتفق عليها" , كون الديمقراطية ضرورة لأي جماعة مسلمة, سواء بلغت مستوى المجتمع الإسلامي أم لم تبلغه, .. وان طريق العودة للإسلام وللمجتمع الذي ابتعدنا عنه لا بد أن يمر بالديمقراطية باعتبارها النظام الذي يعطي فرصة لمناقشة مطالب النظام الإسلامي, .. فالديمقراطية هي أولى مطالب المسلمين بما هي ضرورة لحفظ تماسك المجتمع المسلم وحل خلافاته وبكونها المناخ الأصلح للتنمية والإنتاج , من خلال برنامجها الهادف التغيير الذي يحقق الأفضل والأحسن فيما يتعلق بقضية الفرد, إذ لا نجد فروقات جوهرية بين ثنائية (الإسلام والديمقراطية) فإلإسلام دين ديمقراطي وإن اختلفت الألفاظ والشكليات إلا ان الجوهر والمضمون هو ذاته, فالشورى في الإسلام مقابلة للديمقراطية في الغرب والمسيحية, والبيعة مقابلة للإنتخاب, واستخلاف الخليفة مقابلة للتداول السلمي للسلطة, والمؤاخاه واحترام الاخر المختلف تعني فكرة المواطنة اليوم, وقاعدة لا إكراه في الدين هو اقوى حضوراً من مصطلح حرية الرآي والتعبير التي يقابلنا بها الغرب, فلولا ديمقراطية الإسلام لما نجح في فتوحاته ونشر دعوته إلى معاقل اوروبا وبقاءه حتى اللحظة ديناً حيوياً, في حين يتوقع (تهكماً) اليهودي صموئيل هنتنغتون بإنه الموجة الحضارية الجديدة التي تهدد الغرب والعالم, رغم اكذوبة هنتنغتون على انه "خطر مهدداً" فهو أصبح رقماً سياسياً صعباً يستحيل تجاهله والأيام القوادم كفيله بالحديث عن طروحات المشروع الإسلامي النهضوي الحضاري الجديد بعيداً عن طيش ومراهقة زعامات الإسلام السياسي, الذي ما زال يعد الديمقراطية كفراً بواحاً, وردّه وإلحاد وشركٍ بالله, وفق نظريات العقل الديني الملثم!
ان عملية التحول الديمقراطي هي عملية ولدت ميته, ما زال العرب يراوحون مكانهم, منقسمين على بعضهم, البعض منهم يرديها انموذجا يُحتذى به, وبعضهم الأخر يُريد تعليقها على صلبان الواقع حتى يتم تعريتها وجلدها وتعزيرها للإنتقاص منها, وهذه الديالكتيكيه هي السبب الأساس الذي جعل العرب وما زالوا يراوحون في مدخل الجهل والتخلف والتردي والانحطاط, وأخطر انماط رفض التحوّل الديمقراطي هو النمط الديني الذي يملك حيزاً لا يستهان به من الرصيد الجماهيري او ربما هو في المرتبة الأولى من حيث القاعدة الجماهيرية التي تستحكم بقلوبها ومشاعرها قبل ان تستحكم السيطرة على العقول.
وان الإسلام السياسي عكس الحركات اللا دينية (العلمانية) _ التي حسمت امرها من موضوع الدين والسياسة فترفعت بذاتها عن الطائفية _ سيظل عصي على الديمقراطية, بل ستبقى تلك الحركات هي العقبة الكبرى امام تحقيق وترسيخ مشروع الديمقراطية .. ولن تفلح في حسم موضوع الدين والدولة الذي ظل هو الأخر عائقاً معرفياً ولغوياً وسياسيا واجتماعياً امام نهضة وتقدم الامة العربية.
وقد أصبح من الواضح أن طغيان البعد الطائفي على السياسة في معظم المجتمعات العربية وتغلغل التَشدّد الديني في قضايا الفكر والعمل السياسي والحياة اليومية هو الخطر الأكبر الذي يهدد بناء الأمة ويعوق جهود النهضة ويجهض التحول إلى الديمقراطية ويعيد إحياء النزعات القبلية والعشائرية بدرجة تقترب من النكوص إلى عصور الجاهلية الأولى الأمر الذي جعل من الديمقراطية مجرد مشروع وهمي وخيالي هرطقي لم يجد له المناخ الكافي لقبوله وترسيخها.



#حسام_كصاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركات الإسلامية: المصالح والمشالح
- إنْتكاسّة الدّيمُقراطيَّة في العرَاق
- التداول العنفي للسلطة: خيار إسلامي!
- دولة شيوخ المودرن
- لماذا نكتب عن الطائفية
- الدَوُلة العَرَبَية المُعَاصْرة: ثَقرَّطْة ام مَدنَّنة
- عرب النيران الصديقة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسام كصاي - التَحْول الدّيمُْقراطي: وِلادة ميّته