محمود عساف
الحوار المتمدن-العدد: 4659 - 2014 / 12 / 11 - 21:44
المحور:
سيرة ذاتية
قالت لي امي : انا ووالدك ربيناك على الخلق والأخلاق وأصلنّا فيك معاناة اللجوء وفقد الوطن وماذا تعني فلسطين لنا وزرعنا فيك حب العائلة ودفء الأسرة واعتقدنا اننا بذلك اعطيناك كل ما يحميك من اي خلل او تقاعس عن حب الوطن .
ولكن مع الايام والسنوات ما كنت تفتأ عن ذكر فلسطين او تتقاعس عن اي مسيرة او مظاهرة او مناسبه من أجلها ، وارى عشقك للقاء اصدقاءك الذين لاحقا عرفت انهم رفاقك ومن ثم تفتحت مداركك وتفكيرك فلم اعد اراك ذاك الولد الصغير رغم حداثة سنك وكنت تخوض النقاش تلو النقاش وتجلس مجالس الرجال وترافق والدك احيانا فيعود فخورا بك بما كنت تناقش الآخرين من اصدقائه .
واصبحت اخاف عليك رغم سعادتي بنضجك الفكري واتزان حديثك ، فأصبحت اقرا بعض اوراقك الخاصة فكنت ارى اسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الأوراق واسمعك احيانا تردد الأسم بكل فخر واعتزاز وبكل دفء اسريّ ، وان ناقشك او حدثك احد اخوتك عن الجبهة ولم يعجبك الحديث كنت تشتاط غضبا وكـأن احدهم قد شتمك شخصيا وكنت تدافع بنبرة صوتك الحادة ، فسالتك يوما : هل تحب الجبهة اكثر من اسرتك ؟ أجبتني ان لا فرق يا امي فمن كنف اسرتي الصغيرة خرجت الى رحاب اسرتي الكبيرة ولكن الفرق ان دمي احمر ورايتي حمراء وطريقي قلوب الفقراء والكادحين ومعالمي انسانيتي الجبهاوية ، وثوريتي النضالية ، فلم اولد الا لأكون ابنا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .
===================
عاشت الذكرى .
#محمود_عساف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟