حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4659 - 2014 / 12 / 11 - 16:24
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
كانت جدّتي -رحمها الله- تواسي أمّهات من لم يحالفهم الحظ بالنجاح في الثانوية العامة –التوجيهي- فتقول لهن: "حياة وبدها تمر واذا أنا أمير وأنت أمير فمن سيسوق الحمير؟" فهل كانت جدّتي توازي وتساوي بين الأمير وسائق الحمير؟ أم أنّها كانت حريصة على توازن المجتمع وتكامله دون أن تدري؟ وفي الواقع لم يطل بها العمر حتى أسألها هذه الأسئلة التي أدركت معانيها لاحقا.
وعودة الى التعليم في مدارس القدس، والذي يبدو أنه يسير حسب مخطط التجهيل الاحتلالي المرسوم للمدينة ومواطنيها الفلسطينيين، فمدارس القدس داخل حدود البلدية حسب تقسيمات الاحتلال الادارية تعاني من نقص يصل الى 2200 صف دراسي، ولولا المدارس الخاصة التي تستوعب حوالي 48% من بناتنا وأبنائنا الطلبة لسادت الأميّة بين أبنائنا. وهناك نقص كبير في الملاعب والمختبرات والمكتبات وغيرها، لكن اللافت هو تسرب الطلبة وخصوصا الذكور منهم من المدارس، فنسبة الطلبة المتسربين في المرحلتين الابتدائية والاعدادية تصل الى 11%، بينما تصل في المرحلة الثانوية الى 37% وهذا يعني أن نصف أبنائنا الطلبة لا ينهون المرحلة الثانوية، فأين دور أولياء الأمور في تربية أبنائهم ومتابعتهم حتى ينهوا المرحلة الثانوية على الأقل؟ أم أننا حريصون على سياقة الحمير على رأي جدتي؟ لكنّ أبناءنا سائقي الحمير هذه الأيام لا يسوقون حميرنا، بل يسوقون حمير الأغراب الذين يريدون تحويلنا الى "حطابين وسقائين" في خدمتهم. وهل يدرك أولياء الأمور أن هزائمنا على مختلف الأصعدة سببها الجهل؟
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟