أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - طاهر مسلم البكاء - هجرت الكفاءات طاقات ضائعة














المزيد.....

هجرت الكفاءات طاقات ضائعة


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4659 - 2014 / 12 / 11 - 00:21
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تقوم بلداننا بصرف ملايين من مواردها في عملية أعداد وتنشأة جيل كفوء قادر على تحمل اعباء الحياة وحمل مسؤولية مستقبل البلاد نحو البناء والتقدم والرفاه ،غير ان مايحدث في واقع الحال ان دولنا تهمل هذه الكوادر وبعضها لايعيرها اهتمام وبعضها يضيق عليها او لايوفر لها بيئة العمل الملائمة ، وتكون النتائج ان هذه الكوادر وهي طاقات مهيأة وجاهزة للابداع والبناء ستغادر البلاد بحثا ً عمن يقدرها ويوفر لها اجواء العمل السليم الذي تبدع فيه .
وفي الحقيقة ان مثل هذه البلدان التي تجدها مهتمة بالكوادر الوطنية في الأعلام فقط وفي الدعايات الأنتخابية ، نجد انها قد اهملت النشاطات الصناعية والزراعية ومات فيها الأبداع واصبحت اسواقا ً لغيرها من الدول تعتمد في مأكلها وملبسها وضرورياتها على غيرها ، مما يهدد استقلالها السياسي والأقتصادي ويضعف من قوة القرار فيها ،كما انها تصنف بلدان متخلفة تعود القهقري يوما ً بعد يوم .
الدول المستقبلة للكفاءات :
ان الدول التي توفر ظروف ميسرة لأستقبال هذه الكفاءات وتهيأ لهم سبل الأنتقال من بلدانهم اليها تكون قد حصلت على كفاءات معدة وبدون ان تكون قد تكلفت اي نفقة في اعدادها وهي وان يعطيها البعض العذر في ذلك كون ان بلدانها الأصلية قد تنصلت من مسؤوليتها ولم تهيأ لها ظروف العمل والأبداع والأمان والأجر المجزي والأهتمام اللائق .
ولكن البعض الآخر يعتبرها سرقة لجهود كبيرة بذلت لأعداد هذه الكفاءات وان الدول التي تيسر لهم سبل الأنتقال انما تكون ملامة في هذا كون مثل هذا العمل استنزاف لطاقات تلك البلاد وتعطيل والحد من دوران حركة البناء والتطور فيها .
ان اغلب هذه الدول هي من الدول الصناعية الكبرى والتي تظهر كمحتاجة لهذه الكفاءات بسبب انخفاض نسب الولادات فيها بسبب طبيعة المجتمع الغربي وبالتالي اصبح عدد المتخصصين لديها لايسد حاجتها المتزايدة .
الدول المتضررة :
ان اغلب بلدان الشرق الأوسط ومعظم البلاد العربية تندرج تحت مثل هذه البلدان التي تفقد ابناءها بعد اعدادهم او في منتصف طريق الأعداد وخاصة اولئك الذين يكملون دراستهم العالية في بلدان خارجية وتشير الأحصائيات في السنوات الأخيرة الى ان 25 – 50 % من كوادرها قد هاجرت الى الخارج ،يتوجهون الى الولايات المتحدة الأمريكية واوربا وكندا ،وقد بينت الدراسات ان اكثر من 50 % من العرب الدارسين في الخارج لايعودون الى بلدانهم ،ولو اخذنا مثال على ذلك العراق لوجدنا بيانات مخيفة في اعداد الهجرة الى الخارج ولكفاءات معتبرة كالعلماء والأطباء والمهندسين والتدريسين والفنيين وحتى العمالة البسيطة ،ومنذ الحرب الأيرانية العراقية فالحصار الأقتصادي فحروب آل بوش ثم هجمات الأرهاب واهتزاز الأمان في الداخل العراقي ، ارتفع المهاجرون الى اعداد مليونية ، ولو تفحصنا الداخل العراقي لوجدنا خمول وخمود النشاطات التصنيعية واهمال المنشآت الصناعية الضخمة التي كانت قائمة سابقا ً وانتشار السلع الأجنبية في السوق ، اي ان العالم يتقدم بتسارع هائل ونحن نتراجع بخطوات كبيرة !
وليس هذا فحسب بل ان هناك امور مهمة اخرى وهي ان الدولة لم تستطع حماية الكفاءات التي كانت جهات معينة معروفة ترغب في التخلص منها ،وبالفعل قامت هذه الجهات المعادية بأغتيال العديد من العلماء واساتذة الجامعات والأطباء المشهورين مما دفع بالآخرين الى الهجرة حفاظا ً على حياتهم ، كما برزت في اوقات معينة عصابات متخصصة بالسطو في وضح النهار على بيوت هذه الشخصيات وترويع عوائلها وسرقة ممتلكاتها .
اسباب الهجرة :
- عدم الأهتمام والتمييز بين ذوي الكفاءة وغيره مما يجعله دائم البحث عن فرص افضل .
- الواقع الأمني الذي يجعله قلقا ً على نفسه وعائلته وممتلكاته .
- فرص العيش الجاهزة التي يسيل لها اللعاب التي توفرها الدول المستقبلة .
- توفر امكانية متابعة التقدم العلمي والتكنلوجي ،وتوفر الأجهزة المتطورة الحديثة ،وفرص اكمال الدراسة .
- الأستقرار والطمأنينة التي توفرها الدول المستقبلة مقابل الخوف من المستقبل في البلاد الأصلية .
رغم ان اعداد العقول المهاجرة والمستمرة بالهجرة اصبحت تعد بالملايين فليس هناك اي دراسات جادة لجدولة الأسباب المؤدية لهذه الخسارة الكبيرة ووضع الحلول الواقعية لها ،وينسحب الواقع العربي العام والذي يوصف بالمتدهور على تفاقم هذه المشكلة وتضخمها بدلا ً من وضع الحلول لها ، ان من سوء حظ العرب انهم يصارعون اليوم من اجل البقاء ،فدول تصارع التفكك والتجزئة الداخلية واخرى اصبحت مسرحا ً لعصابات جمعت من آفاق الأرض وغيرها يعشش الأرهاب في ثناياها ،وهذا يجعل اي حل قريب بعيد الأحتمال وبالتالي تبقى دولنا تنزف عقول وكفاءات كما تنزف دماء .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسين .. الموالون والمخالفون
- سر القصف الصهيوني لسورية
- ضبابية السياسة الأمريكية
- الأنسان يطير الى الكواكب ..ج3
- الأنسان يطير الى الفضاء .. ج2
- الأنسان يطير الى الكواكب .. ج1
- حقوق الأنسان والنفاق الدولي
- الشرق الأوسط .. الحق والباطل
- فرص التوازن الدولي
- تركة معالي الوزير
- فكرة عن ما يحيط بنا من كون
- الهلال الشيعي بين الغرب والبريكس
- العمالة الأجنبية داء وليس دواء
- الأفضل لأمريكا
- آفاق الصراع في الشرق الأوسط
- كيف توسعت داعش
- العراقيون على مشارف حصار اقتصادي جديد
- السعادة
- النفط يتخلى عن الصدارة
- وعد بلفور والتكفير عن الذنب


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - طاهر مسلم البكاء - هجرت الكفاءات طاقات ضائعة