أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عمار مجيد كاظم - اشتراكية الاسلام















المزيد.....

اشتراكية الاسلام


عمار مجيد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 20:00
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


من أقوال العقاد رحمه الله :
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه...
كن شريفاً أميناً، لا لأن الناس يستحقون الشرف والأمانة، بل لأنك أنت لا تستحق الضعة والخيانة...
أحب الكتاب لأن حياة واحدة لا تكفيني...
ما الإرادة إلا كالسيف يصدئه الإهمال، ويشحذه الضرب والنزال
د. عمار مجيد كاظم
اشتراكية الإسلام
في أعقاب الانهيار الكامل للمعسكر الاشتراكي في أوائل التسعينات من القرن الماضي علق احد مواطني ما كان يعرف ببرلين الشرقية لافتة على رقبة تمثال كارل ماركس المنصوب في ميدان كارل ماركس مكتوب عليها ( لست مسؤولا̋-;- عما حدث....التوقيع : كارل ماركس ).... هذا الخبر الذي نشرته وكالات الأنباء آنذاك من باب الطرفة حمل الكثير من المعاني والدلالات البعيدة الأغوار...فيبدو أن الماركسية لم تكن محظوظة فعوضآ عن أن تجد طريقها إلى التطبيق في بلد رأسمالي متطور مثل بريطانيا ذات التقاليد الديمقراطية الراسخة فإنها دخلت حيز التطبيق في بلد له جذور قديمة في نمط الاستبداد الآسيوي ولم يتم القضاء فيه على الإقطاع إلا قبل خمسين سنة ونيف من انتصار الثورة الاشتراكية التي سميت بالعظمى وذلك بمرسوم الإصلاح الصادر في العام 1860 لتحرير الأقنان. ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فالدعاية الضخمة التي رافقت قيام الاتحاد السوفيتي و ملأت أرجاء المعمورة عن جنة الاشتراكية حيث العدالة والمساواة التي تحققت على ارض الواقع حفزت إلى قيام أحزاب شيوعية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية . أي ببلدان لا يوجد فيها الحد الأدنى من شروط قيام أحزاب ماركسية لينينية تقود الطبقة العاملة ( التي لا وجود لها في تلك الأنحاء )، كالقاطرة حسب التعريف الستاليني للتنظيم الشيوعي الحديدي...ولاجتياز ذلك العائق الموضوعي وتشجيع أحزاب العالم الثالث الشيوعية لجأ الحزب الشيوعي الأم بموسكو في احد مؤتمراته إلى سك شعار ينتسب إلى عالم الفانتازيا وهو ( إمكانية الانتقال إلى الاشتراكية بدون المرور بمرحلة الرأسمالية ) وهي بمثابة الانتقال إلى المرحلة الجامعية دون المرور بالمرحلة الثانوية.
من جانب آخر أعاق الإسلام الحلقات الماركسية التي ظهرت في بعض البلدان الإسلامية الناطقة بالعربية وتحولت إلى أحزاب شيوعية لم تواجه فقط حقيقة أن الطبقة التي انشئ الحزب من اجلها على أكتاف نخب من البرجوازية الصغيرة لا وجود لها أو مازالت في حالة جنينية بل وواجهت عقبة اكبر هي عقبة الدين .... فقد وصمت منذ البداية بأنها أحزاب الحادية وخاصة بعد انتشار تلك المقولة الماركسية الشهيرة انتشار النار في الهشيم (( الدين أفيون الشعوب )) ....وازدادت عقبة الدين وعورة بعد دخول أمريكا في الخط ...فأثر تحول الاتحاد السوفيتي إلى قوة عالمية كبرى عقب الحرب العالمية الثانية بات في قبضته نصف أوربا انهمكت أمريكا في تنفيذ إستراتيجيتها الجديدة القائمة على حصار الاتحاد السوفيتي ومنع أي انتشار لنفوذه في بلدان غرب أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية...واعتبرت تلك الإستراتيجية جميع الأحزاب الشيوعية في مختلف القارات أدوات للاتحاد السوفيتي تساعد على انتشار نفوذه فاتجهت إلى محاصرة هذه الأحزاب وعزلها مستخدمة الوسائل التي تناسب كل مجتمع....ففي المجتمعات الإسلامية الناطقة بالعربية تحالفت أمريكا مع الحركات الإسلامية لإدراكها أن المفتاح إلى العقل الإسلامي المغيب هو الدين ولا شئ غير الدين.... وبلغ هذا التحالف ذروته في نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات بإعلان الجهاد ضد قوات الغزو السوفيتي لأفغانستان...وهكذا كان المحور الأساسي للحرب الدعائية ضد الأحزاب الشيوعية في البلدان الإسلامية هو الدين...وكانت على هذا النحو: الأحزاب الشيوعية تعمل على نشر الإلحاد والتفسخ والانحلال....مؤسس الماركسية يهودي...في الاتحاد السوفيتي أغلقوا المساجد والكنائس وحولوها إلى مخازن والأحزاب الشيوعية ستفعل نفس الشيء إذا استلمت السلطة في البلدان الإسلامية.
إن العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تضافرت لخلق واقع ظالم جائر وفاسد في العصرين الأموي والعباسي أرهق كاهل الأمم المغلوبة المضطهدة أدى إلى نهوض ثلاث حركات مسلحة اشتراكية في منظورها الأيديولوجي وهي حركة بابك والإسماعيلية والقرامطة... فالقرامطة أقاموا في البحرين (( دولة شيوعية )) أو (( الجمهورية العربية الاشتراكية ))... فهي شيوعية، ليست بالغريبة على التراث العربي الإسلامي بل من المفاهيم الثورية والتحررية والاشتراكية الإسلامية.
أما الشعوبية فهي شعوبيتان...شعوبية معتدلة كانت تطالب بالمساواة وأخرى شوفينية عنصرية ترى أنها أفضل من العرب... كانت ردا̋-;- طبيعيا̋-;- لشوفينية الأمويين وعنصريتهم وتعاليهم على الشعوب المغلوبة وتسخيرها لخدمة الفاتحين واتخاذ أبنائها موالي... وان الحركة الشعوبية في مجملها جاءت ردآ على شعار ((العرب خير الأمم)).
إن الصورة الإنسانية لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كقائد لثورة اجتماعية تحررية اشتراكية ضد أثرياء قريش التف حولها الفقراء والأرقاء...فهي خلاصة ثقافة العصر العبودي..... فهي المرحلة المكية مرحلة الضعف...أو مرحلة ( لكم دينكم ولي دين) أما المرحلة اليثربية المدنية فهي المرحلة الثورية الانقلابية التي تحول فيها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى قائد دولة يدافع عن دولته من هجمات قبائل الجزيرة العربية حتى استطاع من توحيدها تحت راية الإسلام العظيم.
ثم جاءت الفتوحات الإسلامية تحت راية الفاتح عمر بن الخطاب (رض)...وصاحب ((العهدة العمرية ))، تلك الفتوحات التي حولت شعوب العراق وفارس ومصر والشام وشمال إفريقيا إلى مسلمين... فالفتوحات عملية حضارية كبرى فأهل الشام مثلا̋-;- رحبوا بالفتح الإسلامي كرها̋-;- للبيزنطيين كما أن الفاتحين عاملوا سكان تلك البلاد المغلوبة بالحسنى ولم يجبروهم على الإسلام.
إن القيم الماركسية تلتقي مع القيم الإسلامية. فمن الناس من يجحد دور الإسلام ومحمد. ومن يتهم الإسلام بأنه حركة رجعية. ومن يتهم محمدآ بأنه ارستقراطي من أشراف مكة كان يطلب ملك الحجاز. وانه جاء لينظم العبودية وليحتال. على المجتمع ببعض الإصلاحات تخفف الضغط على الفقراء ليؤخر ثورتهم. وانه جاء ليضطهد اليهود. ومثل هذه الآراء ينشرها كتاب كثيرون في العالم بأكثر من لغة. وعلى الرغم من تفاهة وفساد هذه الآراء فالإسلام العظيم يملك من حقائق التاريخ الثابتة ما يقطع بان للإسلام دورآ تقدميآ وتحرريآ، لم يزل يؤثر في تاريخ البشرية ومستقبلها. وان محمدآ كان رسولآ يبشر بالحرية والإخاء الإنساني. وانه عامل اليهود بصبر ورحمة وحكمة لم يعرفها التاريخ من قبل ولا من بعد. كما أن المقاربة بين الماركسية وبين الإسلام ليست غريبة على المجتمعات الإسلامية. فهذا علي بن أبي طالب كتقي فقير زاهد عن عرض الدنيا والذي عاش ومات فقيرآ معدمآ، أما الأهم من ذلك فهو يستحق أن يكون بالنسبة لرسول الله بمنزلة هارون من موسى.
إن أهداف الماركسية في العدالة تلتقي مع أهداف الإسلام ولكنها تختلف معها في رؤيتها للمساواة، فالمساواة أمر طبيعي في الخلق ولكنها مختلفة في القدرات والتقوى بين البشر فالقرآن ينص صراحة على ذلك بقوله تعالى: (( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ-;- نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ-;- وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ-;- وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)) (32، الزخرف).و(( إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (37، آل عمران).
إن الحديث عن اشتراكية الإسلام ليس أمرا عرضيا بل هو جوهري في الرسول وصحابته الكرام كشخصية الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري... فقد كان أبو ذر قبل ظهور الإسلام وفي مطلع شبابه لصآ قاطع طريق....ومما يروى عنه جاء في صحيح مسلم انه سأل محمدآ أن يستعمله فرفض قائلآ (( انك ضعيف وإنها أمانة )) (( عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ابن حجيرة الأكبر "عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" (صحيح مسلم) )) ...لذا اقتصرت همته على خدمة محمد في النهار والنوم ليلآ في المسجد وقد كان من أفقر فقراء المهاجرين... بعد موت محمد وتفجر الصراع على السلطة انحاز إلى بني هاشم وتحديدآ إلى علي بن أبي طالب ضد البيت الأموي في صراعهما على السلطة والثروة ولذا نفاه عثمان بن عفان إلى الربذة بعد أن اخذ يحمل عليه وعلى قريبه وعامله في الشام معاوية بن أبي سفيان في كل مجلس. متهمآ إياهما بالاستئثار بأموال المسلمين... ومن الأقوال التي تنسب إليه كدليل على اشتراكيته قوله (( عجبت لمسلم لا يجد قوت يومه ولا يخرج على الناس شاهرا سيفه ))... وبعد إسلامه انضم إلى قيادة النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) الذي قال: (( جعل رزقي تحت ظل رمحي )).



#عمار_مجيد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نكره ماركس
- المسلمون الشيوعيون


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عمار مجيد كاظم - اشتراكية الاسلام