أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تقلقل وضع تركية الاقليمي















المزيد.....

تقلقل وضع تركية الاقليمي


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتجه مصطفى كمال أتاتورك بتركية نحو الغرب بعد انتهاء الدولة العثمانية.لعبت أنقرة دوراً رئيسياً في مجهود المعسكر الغربي أثناء الحرب الباردة(1947-1989)ضد موسكو.مع انهيار وتفكك الاتحاد السوفياتي في الأسبوع الأخير من عام1991نشأ عالم جديد من الدول المستقلة عن موسكو ينتمي للثقافة التركية يمتد من أذربيجان حتى كازاكستان عند الحدود الصينية وهو ماجعل الرئيس التركي توركوت أوزال يطرح انشاء رابطة تركية تمتد من بحر ايجة إلى حدود قرغيزيا وكازاكستان مع الصين عند أقاليم صينية يسكن فيها الإيغور في الشمال الغربي وهم المنتمون لعالم الثقافة التركية.عندما وصل زعيم (حزب الرفاه)الاسلامي نجم الدين أرباكان لمنصب رئيس الوزراء في حزيران/يونيو1996طرح تصوراً جديداً لأول مرة منذ انهيار العثمانيين عام1918بأن المجال الجغرافي الحيوي لتركية هو الجنوب العربي المسلم مع جنوبها الشرقي المسلم الايراني.دمج تلميذه رجب طيب أردوغان مع وصول(حزب العدالة والتنمية)للسلطة منذ تشرين ثاني/نوفمبر2002بين تصوري أوزال وأرباكان مع التخلي عن نظرة أتاتورك وخاصة مع رفض الاتحاد الأوروبي القبول بعضوية تركية من خلال تصريحات أطلقت من المستشار الألماني هلموت كول ومن رئيس لجنة وضع "ميثاق ماستريخت"للاتحاد جيسكار ديستان بأنه "نادي مسيحي".
كان الخلاف الذي مازال يشغل الأتراك في الربع قرن الماضي بين الخيارات الثلاث،وهي تشمل اتجاهات أيديولوجية رئيسية:الأتاتوركيون،القوميون الطورانيون،والاسلاميون،تعبيراً عن حيرة وظيفية لبلد هو جسر بين آسية وأوروبة،وجد نفسه بعد الانهيار السوفياتي يفقد وظيفته كجبهة جنوبية شرقية لحلف الأطلسي.وجد أردوغان الحل في الجمع بين المجالات الثلاث من خلال أن يكون رأس جسر للولايات المتحدة،من غير رضا الأوروبيين غالباً،ضد الروس في الجمهوريات السوفياتية السابقة،وفي العالم العربي ومع ايران وضدها.كانت الخدمات التركية لواشنطن غالباً اقتصادية ضد موسكو من خلال حرب أنابيب النفط والغاز التي وضعت فيها أنقرة نداً لموسكو عبرمشروع أنابيب يمتد من تركمانستان عبر بحر قزوين مروراً بأذربيجان وجورجيا حتى الشاطىء التركي للمتوسط كبديل عن أنابيب النفط والغاز الروسية،وقد كانت اصطفافات أنقرة ضد موسكو في أزمة ناغورني كاراباخ بين أذربيجان وأرمينية ثم في حرب آب/أغسطس2008الروسية الجورجية تعبيراً سياسياً عن هذه الوقائع الاقتصادية.منذ خريف عام2006عندما وضعت كوندوليسا رايس رؤية لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها ميداناً "للصراع بين المعتدلين والمتطرفين"كان أردوغان رأس حربة ضد طهران،وعندما حاد عن هذا الطريق في يوم 17أيار/مايو2010عبر الاتفاق الثلاثي الايراني التركي البرازيلي لحل الموضوع النووي الايراني تم رفع الكرت الأصفر له للالتزام بقواعد اللعبة الأميركية عبر حادثة السفينة مرمرة بعد أسبوعين من ذلك اليوم.في "الربيع العربي"خلال عام2011كان رئيس الوزراء التركي بمثابة مقاول عند الأميركان لترتيب وضع المنطقة لصالح واشنطن في مرحلة مابعد سقوط رؤوس الأنظمة القائمة عبر الاتيان ب(الاخوان المسلمين)،القريبون من نموذج أردوغان،للسلطة في تونس والقاهرة وللمشاركة بها في صنعاء وطرابلس الغرب والرباط،مع محاولة اشراكهم في السلطة بدمشق عبر ضغوط مارستها أنقرة بين نيسان/إبريل2011وآب/أغسطس2011ثم من خلال "المجلس الوطني"المعلن في اسطنبول يوم2تشرين أول/أوكتوبر2011ايصالهم للسلطة في دمشق على طراز ماأوصلت طهران بالتحالف مع واشنطن (حزب الدعوة)ليكون رأس حربتها في بغداد.عندما زار أردوغان في خريف2011تونس وطرابلس الغرب والقاهرة تصرف وكأنه السلطان سليم بعد معركتي مرج دابق والريدانية في عامي1516و1517.كان ينقصه دمشق التي كانت مدخلاً للسلطان العثماني إلى كل المنطقة.
تكسر "الربيع العربي" في دمشق،وبين خريف2012وربيع2013،بعد محطات(بنغازي)و(مالي)و(بوسطن)،تخلت واشنطن عن الاسلاميين.منذ تنحي أمير قطر في 25حزيران /يونيو2013وسقوط حكم (الاخوان المسلمون)في القاهرة بيوم3يوليو2013يعيش أردوغان في وضع الفاقد لدور المحظي الأميركي الذي كانه منذ خريف عام2006.ترافق هذا مع اضطرابات في اسطنبول بذلك الصيف ثم بدأت بالتنامي معارضةلأردوغان "من داخل البيت الاسلامي"عبر أتباع فتح الله غولين المقيم في الولايات المتحدة والذين امتدوا مع وصول (حزب العدالة والتنمية)إلى مفاصل كبرى في القضاء وأجهزة الأمن والشرطة.منذ ربيع عام2013وبالذات مع اتفاقية موسكو بين كيري ولافروف يوم7أيار/مايو2013كان واضحاً أن التلزيم الأميركي لأنقرة في الملف السوري قد سحب وأن واشنطن قد تولته مباشرة مع موسكو وهو ماظهرت ترجماته في اتفاقية الكيماوي السوري/14أيلول-سبتمبر2013/وفي (جنيف2)المنعقد يوم22كانون ثاني/يناير2014.كان سقوط(الاخوان المسلمون)من الحكم مع مرسي وبعده في تونس ومن المشاركة فيه في طرابلس الغرب وصنعاء مترافقاً مع تقلقل وضع تركية الاقليمي.
في معركة عين العرب،بدءاً من منتصف أيلول/سبتمبر2014،وضح مقدار هذا التقلقل:أنقرة تريد هزيمة الأكراد وانتصار داعش لكي تستغل ذلك من أجل إقامة منطقة عازلة على طول الحدود التركية السورية.واشنطن لاتريد ذلك وهي تقود تحالفاً دولياً- اقليمياً لمنع انتصار داعش ولهزيمتها.بسبب داعش ومن خلال استهدافها وجدت واشنطن وأنقرة أنفسهما في طرفي نقيض فيماتقارب الأميركان أكثر لهذا السبب مع الرياض و مع الجنرال السيسي ويحاولون التقارب مع بوتين وقد وجدت العاصمة الأميركية مصلحتها في التقارب مع طهران في عموم المنطقة وبالذات في عراق مابعد موصل 10حزيران/يونيو2014.في أثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لأنقرة الشهر الماضي كانت التناقضات واضحة في مواضيع ثلاث:الأولوية ضد داعش أم ضد النظام السوري؟..،المنطقة العازلة،وفي موضوع الأكراد.كانت الزيارة فاشلة،وقد أطلق أردوغان بعدها تصريحات نارية ضد واشنطن.
على الأرجح أن مبادرة الرئيس الروسي في الأول من الشهر الحالي بالغاء مشروع (ساوث ستريم)،وهو خط غاز روسي يمتد عبر البحر الأسود إلى بلغارية ومنه لصربيا والمجر والنمسة وصولاً لأوروبة واستبداله بخط يمتد لتركية ثم اليونان وايطالية عبر بحري ايجة والأدرياتيكي وصولاً إلى أوروبة،محاولة من بوتين للاصطياد في المياه العكرة الأميركية التركية ولطي صفحة ربع قرن من حرب الأنابيب بين موسكو وأنقرة عبر احتواء ارضائي للأخيرة لابعادها عن واشنطن،وفي الوقت نفسه لمنع هاجس يؤرق موسكو وهو استبدال الغاز الروسي لأوروبة بغاز ايراني (مع غاز بحر قزوين)عبر تركية في مرحلة مابعد عقد الاتفاق الأميركي- الايراني حول الملف النووي،تماماً كماكان هناك هاجس روسي طوال الأزمة السورية من أن أحد الأهداف هو استبدال الغاز الروسي بآخر قطري عبر سورية وتركية إلى أوروبة:في نفس الإطار تأتي التوددات الايرانية لتركية من أجل استغلال الضعف التركي الراهن في اللوحة الاقليمية القائمة لكسبها أيضاً واستخدامها كورقة في المساومات الكبرى القادمة حول اقليم الشرق الأوسط التي من المرجح أن يكون مداها الزمني مسقوفاً بيوم30حزيران/يونيو2015الذي تم تحديده كموعد لانتهاء المفاوضات بين ايران و(مجموعة 5+1).



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل -الربيع العربي-
- تحوّلات في مشهد المعارضة السورية
- تفسيران عربيان للسياسة
- اليمن:26سبتمبر و21سبتمبر
- من سيملأ فراغ انحسار تيار الإسلام السياسي؟
- محاولة في تحديد -الأصولية-
- تحديد السلفية
- داعش كمؤشر على انحسار تيار الاسلام السياسي
- من البنا إلى البغدادي
- تضعضع المخفر الإسرائيلي
- الأشكال المتبدلة للتعبير السياسي
- الزواج الليبرالي – الاسلامي في سورية
- فراغ الدكتاتور
- ربيع العسكر
- انفجار عراق بول بريمر
- الانشقاق السلفي الإخواني
- (نزعة التعامل مع الشيطان)عند معارضين سوريين
- الصعود الثاني للأصولية الهندوسية
- يساريون وليبراليون وعلمانيون مع الجنرال
- ملامح الحياة السياسية العراقية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تقلقل وضع تركية الاقليمي