أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أديب طالب - أيها البعثيون السوريون ... كفى!















المزيد.....

أيها البعثيون السوريون ... كفى!


أديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1305 - 2005 / 9 / 2 - 11:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حبر على ورق:

ورد في التقرير السياسي للمؤتمر العاشر لحزب البعث تحت بند المعارضة السورية أن هذه استغلت ما يلي:
1- ضعف الحضور الحزبي و الجبهوي
2- مظاهر التقصير و الفساد في الدولة
3- سلبيات الأداء الحكومي
4- عدم و جود تعددية سياسية حقيقية
أما الفقرة التاسعة من التوصيات فهي:
1- تعزيز مبدأ سيادة القانون و تطبيقه على الجميع
2- اعتبار المواطنة هي الأساس في علاقة المواطن بالمجتمع
بعد ثلاث و أربعين عاما ً من حكمهم لسورية, اكتشف البعثيون أن حضورهم الحزبي ضعيف, و أن دولتهم مقصرة و فاسدة و غارقة في السلبيات و أهم من ذلك كله أنها عدوة حقيقية للتعددية السياسية.
لقد نسي البعثيون أن دستورهم و الذي نص على أن حزبهم هو القائد للدولة و المجتمع؛ كان وراء تلك النواقص التي اعترفوا بها في تقريرهم السياسي و التي تحولت إلى مصائب و نوائب نَعُمَ بنتائجها الباهرة الشعب السوري المسكين عبر جيلين.
بعد ثلاث و أربعين عاما ً تأكدت لهم ضرورة سيادة القانون و تطبيقه على الجميع و أن المواطنة هي الأساس في علاقة المواطن بالمجتمع و الدولة... لقد أعاد البعثيون السوريون اكتشاف الحرية و الديمقراطية بعد أربعمئة عام من اكتشافها من قبل الأجنبي !!! بعد كم سنة سيهنأ السوريون باكتشاف بعثييهم للحرية؟ ......... الله بهذا أعلم و ما أخافه و خوفي حق أن المسألة كلها حبر على ورق.
المواطنون السوريون اللابعثيون:
في مقابلة للبعثي الحاج علي و العضو في لجنة تطوير البعث قال المذيع " إن عدد البعثيين السوريين مليونان", قاطعه الحاج علي: "إنهم مع عائلاتهم عشرة ملايين" و أضيف من عندي أهم مع أصدقائهم خمسة عشر مليونا ً ............... أين ذهب الشعب السوري؟ هل تبخرت أمة بكاملها؟
بعد سقوط الدولة السوفييتية, أجريت انتخابات شرعية و نزيهة حصل فيها الحزب الشيوعي على 13% فقط من الأصوات. هذا هو الحجم الحقيقي لأعظم حزب شمولي في تاريخ البشرية 13% فقط من شعبه. و لا ننسى أن ما قدمه هذا الحزب للمجتمع السوفييتي من خدمات و بنىً اقتصادية ٍ و ثقافية و أمن غذائي و سكني يفوق الوصف و مع هذا فما زاد عن 13% و السبب الرئيسي أنه حرم الشعب الروسي و عشرات الشعوب المجاورة ثلاث حريات: حرية التعبير, و حرية التنظيم, و حرية العقيدة.
إذا عدنا للمواطنين السوريين البعثيين فمؤكد أنهم لن يحصلوا في ظل خيمة الحرية على أكثر من 6% إذا ً المواطنون اللابعثيون السوريون 94% !! و السؤال المهم لماذا رفضتم دعوة المعارضة السورية إلى مؤتمر إنقاذ وطني تتشرفون بالتحضير له لدفع الخطر الداهم بالوطن؟ أين المصداقية في دعوتكم للتعددية السياسية؟ أين المصداقية في دعوتكم لسيادة القانون؟ أين المصداقية في اكتشافكم العبقري أن المواطنة هي الأساس في علاقة المواطن بالمجتمع و الدولة و ليس الأساس الانتماء البعثي؟
المعارضة السورية محدودة التأثير هذا صحيح و خطابها تقليدي هذا صحيح أما أنتم فلقد شملتم المجتمع السوري بتأثيركم لقد حكمتم الإنسان السوري من لحظة الولادة حتى لحظة الوفاة بطلائعكم و شبيبتكم... و بجملة واحدة بقبضتكم الأمنية ليس بالتعددية و ليس بالحرية و ليس بالمواطنة الحقة و إنما بالحديد و النار بالقمع و الإرهاب بالخوف, بإشاعة الفساد و الإفساد, بإنتاج السلبيات و سوء الإدارة. حكمتم الشعب السوري رغم إرادته و حذاؤكم على رقبته ثلاث و أربعون عاما ً و ما تزالون فكيف تريدون للمعارضة السورية أن تكون أكثو من محدودة, سجونكم تشهد عليكم و مساجيننا تشهد لنا باسم الحرية و مع هذا نقول لكم نحن السوريون اللابعثيون: وافقوا على مؤتمر و طني لا يستثني أحدا ً و تشرفوا في المشاركة بالتحضير له... ساعة الخطر قادمة فأين تذهبون؟, تقولون لا ! , و تستقوون !.......... لا أعرف بماذا دُلّونِي على من يعرف.
المعارضة السورية بلا برنامج:
تقولون أن لا برنامج واضح لدى المعارضة السورية أقول لكم باسم المواطنين السوريين اللابعثيين باسم أكثرية الشعب السوري برنامجنا ثلاث نقاط:
1- ألغوا قانون الطوارئ
2- أفرجوا عن المعتقلين السياسيين
3- اعقدوا مؤتمرا ً وطنيا ً لكل الشعب على قدم المساواة و على أرض الوطن لا على أرض باريس
هل تريدون وضوحا ً أكثر من هذا؟ هل تريدون وحدة وطنية أكثر من هذه؟ بقي لي طلب و حيد أرجوا أن تستجيبوا له. قلتم أن المعارضة السورية ظلت بعيدة عن التعبير عن إشكالية المجتمع السوري بكافة أشكاله. لم أفهم شيئا ً من هذا الكلام فسروا و أفصحوا أصلحنا الله و إياكم و طورنا و حدثكم و أفهمنا و أفهمكم إشكالية المجتمع السوري. قد تقولون و من أعطاك الحق لتتحدث باسم الشعب السوري؟ أترك جان ستيوارت ميل صاحب – رسالة في الحرية – يرد عليكم يقول " لو كانت الإنسانية كلها مجمعة على رأي ما عدا فرد واحد فلا يحق لها أن تسكت ذلك الفرد المخالف لرأيها كما لا يحق لذلك الفرد لو استطاع أن يسكت الإنسانية المعارضة لرأيه " ** أنا واحد من 94% من الشعب السوري من المواطنين السوريين اللابعثيين و إن لم تصدقوا هذا الرقم أجروا انتخابات حرة ديمقراطية نزيهة فسترون أن الرقم حقٌ و حقٌ كالشمس, و إن لم يكن حقا ً فابقوا على دستوركم و شموليتكم و قوتكم و فوقها شرعية صناديق الاقتراع.
الاستقواء بالأجنبي:
تحدثتم عن الاستقواء بالأجنبي حسنا ً هل نسيتم أنكم تستقوون بالظروف الدولية منذ ثلاث و أربعين عاما ً؟ ألم تقل رايس أنها دعمت الاستقرار- الدكتاتوري – في منطقتنا مدة ستين عاما ً؟. الاستقواء بعوامل القوة و الرهبة و الاستئثار بالسلطة و الثروة مشروعة أو لا مشروعة و ترك المواطنين رهائن لقمة العيش في ظل كرامة مهدورة و مَحْق ٍ سياسي و مسح لصورة الوطن من المخيلة و شبكية العين ليس أقل خطرا ً إن لم يكن أكثر خطرا ً من الاستقواء بالأجنبي. إنه المدخل الطبيعي للأجنبي و المبرر السهل لمشروعيته الدولية. و لنعد لمخيالنا الشعبي و مفرداته... الهم اضرب الظالمين بالظالمين و اجعلنا من الغالبين و نحن قاعدين... إن صدام الخارج من جحر العنكبوت و المنتظر لحكم الإعدام أكبر دليل على صحة ما نقول.
شيراك و الضوء البرتقالي:
إن سنابل نبع الخير و رمز الخبز تميل مع الرياح العاتية أما و الوتد القاسي فيا ويله إن اقتلعته الريح و عندها لن يصلح حتى لربط البهائم و الاعتداد بقسوة الوتد ليس أكثر من وهم في علم السياسية و في فن ما هو ممكن و على ضوء ميزان القوى الراهن.
خوفي الأكبر أن تُطْبِق الآية الكريمة علينا جميعا ً بعثيين و لابعثيين (( فإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ً)) الإسراء آية:16. إن الفسوق هنا لا يعني الفاحشة و الزنى و انتهاك المحارم إنه الفساد و الظلم و انتفاء العدل و من يريد التأكد فليرجع إلى لسان العرب.
قد يقال أنه التشاؤم المطلق و كيف لا يكون و قد تحول الوطن إلى وطن للرعب و غرق شعبنا في الخوف حتى النهاية.
لقد أشعل شيراك أخيرا ً الضوء البرتقالي و الويل كل الويل عندما يضاء الأحمر سيقول الشامتون و المشفقون: لقد تأخرتم كثيرا ً و لقد غادر القطار المحطة (It’s too late?!)

*كاتب سوري
**من كتاب مفهوم الحرية لعبد الله العروي صادر عام 1981



#أديب_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياض الترك يسجن سجانيه
- الأسد والشعيبي الغامض -البنّاء-
- حكماء التغيير باللسان بين الأمير والوزير
- الدكتور بركات والسيد الصحاف
- اعتصام المسنين
- المعارضة السورية إلى أين؟
- المرأة بين مخالب الطغاة وأنياب السلفيين
- لصوصُ الإعمَارِ والأعْمَار:
- علي ناصر غليج
- الفرح في اليوم الثاني والأول
- تسونامي... بين الوهابيين، القوميين، المتوهمين تسونامي... بين ...
- هكذا تستقسم الأمور
- المقتدى الخاسر والكتبة الخاطئون....
- الخلافة المستحيلة
- أوكرانيا والحزب الشيوعي السوري ونابشوا القمامة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أديب طالب - أيها البعثيون السوريون ... كفى!