بيان لإتحاد المؤمنين الربوبيين العرب لشمال إفرقيا والشرق الأوسط

التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 01:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بيان بشأن تكفير الدكتور سيد محمود القمني و غيره

تلقينا بإندهاش كبيرنبأ تكفير الدكتور سيد محمود القمني على الهواء من طرف أحد شيوخ الأزهر المدعو سالم عبد الجليل وهو يمزح مزاحا كأنه جد ،في أحد البرامج التلفزونية التي يديرها الإعلامي المسيحي توني خليفة.(يجد القارئ رابط الفيديو أسفله).

و بهذه المناسبة فإننا نعلن :
1- مساندتنا و تضامننا المطلق مع كل من يجد نفسه في وضع الدكتور سيد محمود القمني كمفكر وكاتب محترم مساهم في النقاش من أجل نهضة وتقدم شمال إفرقيا والشرق الأوسط و مواطن و إنسان مشمول بكل الحقوق المعترف بها دوليا في بلده و خارجه.
2- ندين تكفير الدكتور سيد محمود القمني و غيره أشد ما تكون الإدانة .لأن الأمر ليس مزاحا كما ورد على لسان الشيخ وهو يكفر و بضحك و لا يحتمل الهزل بل هو جد و إعتداء على حقوق الناس الطبيعية . كمحاولة فاشلة لإرهاب المختلفين عنهم فكريا لإخراس أصواتهم التي وصلت للملايين عبر العالم .ونقول لهؤلاء هل يخاف غير قليل الحجة والدليل العقلي من حرية التعبير و الكلام و الفلسفة ؟
3- ندعو لفتح تحقيق في الموضوع لتحديد المسؤوليات من طرف السلطات المصرية المختصة أو سلطات أي دولة في المنطقة يتعرض مفكروها لنفس الوضع وتوفير الحماية اللازمة و التعويض عن الأضرار المحتملة لمثل هكذا وضع يصدرولو عن موقف شخصي لبعض الأشخاص الذين هم أعضاء في بعض مؤسسات الدولة المصرية العظيمة (أم الدنيا) و غيرها التي تنشد طريق الدولة المدنية العصرية و المتقدمة الديموقراطية والعادلة بعيدا عن أغلال الجهل والإستعباد بإسم الدين .
4- ندعو السلطات المصرية و غيرها إعتبار التكفير جريمة بالقانون .لأنه يؤسس للإرهاب و العدوانية في المجتمع المصري و غيره لزعزعة إستقراره و أمنه .و لأنه في الواقع مس بحرية التفكير ومصادرة لحقوق الآخرين في حرية التعبير عن أفكارهم.و هذه كلها حقوق دولية معترف بها عالميا في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية لا تقبل النقاش كحقوق يمكن التذرع بأي خصوصيات أو إستثناءات في مناطق معينة بسبب فهم معين لنصوص الدين من أجل مصادرتها .إذ كل الأديان تنص على حرية العقيدة بشكل واضح و صريح .و لا يكون الإنسان إنسانا ذي كرامة و حرية مختلف عن باقي الحيوانات إلا بالعقل والتفكيرو الكلام.
5- لا يفوتنا أن نكرر ولا نمل من التكرار لمن يحتاج أن يتعلم منه أن الإعتقاد ناتج عن نشاط كهربائي ذهني يحدث في أدمغة الناس أسسته قدرة الله العتيدة .و بالتالي فهو ملك لأصحابه لا يجوز التدخل فيه إذا تم التعبير عنه في حدود اللياقة والأدب المتعارف عليها .لأن الأدمغة تعتبر جزءا لا يتجزأ من جسم الإنسان المتطور و المعجزة بالنسبة لأجسام باقي الكائنات الحية . و بالتالي فالتدخل فيه يمكن تشبيهه بتدخل بعض الدول في شؤون دول أخرى و سيادتها .و هذا يعني أن التدخل في إعتقادات الناس هو تدخل في سيادة الناس على أبدانهم و مس بوحدة هذه الأبدان من العيب والعار أن يتكرر في قرننا الواحد والعشرين .
6- ندعو الشيخ سالم عبد الجليل ومن هم على شاكلته إلى مراجعة أفكارهم عوض الكلام بإسم الدين و بإسم الله وكأنهم شرطة الله في الأرض طالما أنهم لم ينتج أي نص من نصوص الدين ولا فوضهم الخالق للكلام بإسمه ولأنهم يذكروننا بمحاكم التفتيش المسيحية التي كانت في القرون الوسطى وتخلى عنها رجال الدين المسيحيون .لكن للأسف لا يزال يباشره بعض المسلمين متجاهلين الحاكمية لله التي تمنعه .فأن تؤمن بالله هذا شيء أما أن تحرض على قتل الناس بإسم الله فهذه جريمة.
7- ندعو الكتاب والمفكرين الأحرار في شمال إفريقيا والشرق الأوسط للتنديد و الإدانة بهذه السلوكات المشينة والموغلة في التخلف التي تعتبر وصمة عار في جبين شمال إفريقيا والشرق الأوسط .
8- و أخيرا نذكربأنه إذا كان يقال بأن الدين جاء من أجل الإنسان الكريم ، فهذا يعني أن المستهدف هو الإنسان وليس الدين .و بالتالي فلا يجب عكس الآية و جعل الإنسان عبدا للدين .
كما أن الإيمان بالله الحقيقي في الواقع يجب أن يؤدي للسلام و للسكينة والإطمئنان و إحترام آراء الناس لا إلى إرهابهم أو إصابتهم بالخوف والهلع من فرط التهديد .لأن ممارسة التهديد والإرهاب لكبت التفكير والتعبيرهو في الحقيقة أسلوب من تعوزهم الحجة والدليل العقلاني. وهنا تتكسرنظرية إدعاء الإيمان .فالتنوع والإختلاف في الخلق و التغيرو التطور عبر الزمان هو حكمة وإرادة إلهية حقيقية وعظيمة يلاحظها كل إنسان . و بالتالي فتنميط الناس بالسيف على نمط واحد من التفكيريتكرر في الأشخاص عبر الأزمان هو ضد هذه الإرادة الإلهية العتيدة ومحاولة فاشلة ستؤول مهما طالت إلى زوال .

عاشت الحرية والكرامة للإنسان
الأسمى من كل الكائنات الحية الأخرى بالكلام و التفكير .
عاشت شمال إفريقيا والشرق الأوسط دولا مدنية ديموقراطية حرة متقدمة ، آمنة و مستقرة.



رابط الفيديو:

https://www.youtube.com/watch?v=jOHcRtYkptk

#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات