أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد المستاري - الفيضانات تفضح الفساد.. وتكشف أن أرواح المغاربة بخسة ورخيصة!!














المزيد.....


الفيضانات تفضح الفساد.. وتكشف أن أرواح المغاربة بخسة ورخيصة!!


محمد المستاري

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 00:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


الفيضانات تفضح الفساد.. وتكشف أن أرواح المغاربـة بخسـة ورخيصـة!!



محمد المستاري**

تعرف عديد من المدن المغربية أخيرا إحدى الكوارث الطبيعية المتمثلة في الفيضانات؛ نجمت عنها مجموعة من الخسائر البشرية والمادية.. والغريب في الأمر، أنه رغم هذه الأحداث الأليمة التي حصدت العديد من الأرواح نتيجة لتعطل عملية الإغاثة وتأخرها. ونتيجة ضعف البنية التحية والغش والفساد في هندسة مشاريعها. جثت ضحايا هذه الفيضانات حُمِلَت على متن شاحنات متسخة لجمع النفايات... والإعلام الرسمي محتفلا على إيقاع الأغنية الشعبية... والمسؤولون عن الشأن العام يتملصون من مسؤولياتهم وينتهون إلى مسح التهم في الأمطار التي جاءت بنية ري عطشهم.

حقيقة، لقد كشفت هذه التساقطات المطرية الهامة التي عرفتها بلادنا، أخيرا، عن عورات المسؤولين والمدبرين للشأن العام، حيث كشفت عن اختلاساتهم وفسادهم في تدبير وهندسة البنية التحتية، التي تبين بالملموس، أنها لم تستطع، في الكثير من المناطق (وخصوصا المناطق الجنوبية من البلاد)، حبس كميات قليلة من التساقطات المطرية. فعديد من القناطر والجسور سقطت.. رغم أنها حديثة الإنشاء، وعديد من المساكن والبنايات انهارت حيث منحت لها رخص للبناء بطرق ملتوية وغير قانونية (مافيا العقار)، إذ شيدت فوق منحدرات وسهول عميقة هي في الأصل كانت عبارة عن مجاري لسيول الوديان.. هذا إلى جانب تأثر العديد من الطرقات وانقطاعها جراء الغش والفساد في تشييدها...

وما يزيد الطين بلة كما يقال، هو الكيفية التي تم بها التعاطي مع هذه الكارثة الطبيعية، سواء من حيث عملية الإغاثة التي تم وصفها بـ«الباهتة»، أو من حيث مد المناطق المنكوبة بالإعانات والمساعدات الضرورية. أو من حيث التغطية الصحفية لهذه المناطق. فكيفية التعاطي هذه، أبانت بما لا يدع مجالا للشك، أن المواطن المغربي لا يحظى في عيشه بالكرامة حيـا أو ميتـا، ولعل خير دليل على ذلك، عمليات الإغاثة التي كانت بطيئة وجد متأخرة، إذا لم نقل بأنها كانت في حاجة إلى من يغيثها، وأرواح بعض المغاربة التي حملت على شاحنات متسخة لجمع النفايات، دون مراعاة لحرمة الميت، وذلك في الوقت نفسه الذي كانت فيه عمليات الإغاثة جد سريعة لمواطنين أجانب، إذ تم إنقاذهم بواسطة مروحيات تابعة لوحدات عسكرية، حيث تم نقلهم على وجه السرعة إلى المستوصفات القريبة. كما حصل في مدينة أسفي وكلميم ومدن أخرى... أما أرواح المغاربة، لأنها رخيصة وبخسة، فقد حملت في شاحنات متسخة لجمع النفايات كما تحمل الأزبال والقمامات!!.

أما على مستوى مساعدة هؤلاء المتضررين من السكان، فقد كانت صعوبة كبيرة في الوصول إليهم بالمساعدات والمؤن، وذلك جراء البرك المائية المنتشرة في كل مكان، وسيول الوديان الهائجة والجارفة، إلى جانب الأوحال التي شلت الحركة والتنقل تماما، خصوصا في مدن الجنوب وقراه. وفي السياق نفسه. فحتى الآن، ما زالت المئات من الأسر المغربية منكوبة تطالها المحن، وتتكبد عناء جراحها وآلامها، في حين، تذكر بعض الجرائد أن هذه المساعدات والمؤن يتم بيعها والمتاجرة فيها من قبل السلطات بتلك المناطق!!.

أما على المستوى الإعلام الرسمي، فلم تكن هناك تغطيات صحفية في عمق الحدث ناقلة لمعاناة الساكنة المتضررة والخسائر التي لحقت بها. إلا تغطيات محتشمة، بالنظر إلى الأحداث الأليمة... بل إن في اليوم ذاته، الذي فُقِدَت فيه أرواح الكثير من المواطنين بالمناطق المنكوبة، وكانت فيه عديد من الأسر بلا مأوى ولا زادا يسد رمقهم، كان فيه الإعلام الرسمي محتفلا على إيقاع الأغنية الشعبية، دون أن يؤدي وظيفته المنتظرة.

أما المعنيون المسؤولون عن هذه الأوضاع الكارثية، بفسادهم واختلاساتهم...، فقد لفقوا التهمة للأمطار في تصريحات صحفية، وبعدها انصرفوا منشغلين بالإعداد للانتخابات الجماعية المقبلة. متأكدين أنه لا تنتظرهم أية محاسبة أو مساءلة، لأن المسؤولين والمعنيين في المغرب، لا تتم محاسبتهم مهما بلغت زلاتهم ومهما كبرت فضائحهم، ففي المغرب، حيث مفهوم «الرعية» لا «المواطـن»، لا يحاسب إلا البسطاء من الناس، شأن محاسبة أحد المعلمين أخيرا، في إحدى القرى بتهمة الاستهزاء من إحدى تلميذاته. فلا كرامة إذن للمواطن المغربي حيا أو ميتا.

**باحث في علم الاجتماع
[email protected]



#محمد_المستاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسؤولون المغاربة ما زالوا يجهلون الأسباب الحقيقية لأزمة ال ...
- عفوا فلسطين.. فضائياتنا الإعلامية منشغلة الآن!
- يريدون خلق جيل من الضباع
- ملاحظات على الخطاب الملكي الأخير حول قطاع التعليم في المغرب
- عذرا زملائي، أوراقي كانت مبعثرة
- في ذاكرة معطل
- ألان تورين منتقدا السوسيولوجيا الكلاسيكية
- ثورات عربية دامية.. ومكتسبات مفقودة.. وإرادة مسلوبة!!
- هل تنظيم المهرجانات من أهم الأولويات في سياسة الحكومات بالمغ ...
- إلى الزمزمي، كيف يمكنني أن ألاقي الملك ليمنحني رخصة نقل كعطا ...
- العدالة والتنمية: -مَا يْخَسَّرْ خَاطَرْ، مَا يَقْضِي حَاجَة ...
- إلى رمة المزاح برنامج جديد: -المدام مسافرة- على القناة الثان ...
- لماذا يجتمعون في -قُبَّةِ- البرلمان؟ / الأسئلة المحرجة.. وال ...
- إشكالات مرتبطة بموضوع ظاهرة الهجرة الخارجية. إشكالية الهوية ...
- واقع الحال في المؤسسات الصحية بالمغرب.
- لا تغيير ولا تنمية حقيقيين حتى توقف الدول الغربية عن التدخل ...
- عندما نتخلى عن القيم... اغتيال الأخلاق وذبح الحياء هو حتما ط ...
- تقرير عن: اليوم الدراسي حول: -التنمية في المغرب بين المحلي ا ...
- الإعلام كمؤسسة تنشئوية مدعمة ومنافسة لدور الأسرة في التنشئة ...
- المؤسسات المدعمة والمنافسة لدور الأسرة في التنشئة الإجتماعية


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد المستاري - الفيضانات تفضح الفساد.. وتكشف أن أرواح المغاربة بخسة ورخيصة!!