أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - العربي عقون - آخر أجل ...














المزيد.....


آخر أجل ...


العربي عقون

الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 17:08
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يُعرَف الغرب "الذي تلعنه فضائيات العرب" بالدقة في المواعيد ويعرف الألمان باحترام الوقت وعادة ما يقال اضبط ساعتك على ساعة ألماني ولذلك فإن طائراتهم تطير في موعدها وقطاراتهم تنطلق في أوانها ودروسهم تبدأ في حينها بالدقيقة والثانية، وهم يعملون فعلا بالآية : "إذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون" لكن هذه "الآية" عندهم لا علاقة لها بالموت بل العلاقة كل العلاقة بالحياة أي أنه لا يمكن أن يتأخّر درس تلميذ ولا يمكن أن يصل مريض متأخّرا عن موعد طبيبه ولا يمكن أن تتوقف عجلة الانتاج في انتظار عامل تأخر به قطار ...
عرف هؤلاء قيمة الوقت وهم يستثمرون فيه بصرامة بحيث لا تضيع ساعة إنتاج بل - ودون مبالغة - دقيقة إنتاج. وكل هذا في شفافية تامّة وهذه بديهية لا يختلف حولها إثنان وأكبر جرم هو أن تتعطّل آلة إنتاج أو يحدث اضطراب يربك الحياة الاجتماعية ينشأ عنه إرباك يمس الحياة الاقتصادية .
هذا عن الأنشطة التي فيها استئناف أمّا الأعمال التي ينبغي أن تكون دائمة فليس لها أجل لأنها مستمرّة ويمكن لمن أراد أن ينخرط فيها أن ينخرط متى شاء ولذلك وجدنا في المواصلات حركة دائمة بانطلاقات مضبوطة ولا يمكن لباص أن يتوقف بالركاب في محطة أكثر من 4 دقائق لأن باصا آخر قادم ولا بدّ أن يجد المكان فارغا ليتوقف بدوره 4 دقائق ثم ينطلق ليلحق بالمحطة القادمة وهكذا من فاته باص الساعة كذا يأتيه الباص الموالي في عشرة دقائق ... وليس هناك تكدّس لباصات النقل العمومي في محطة واحدة .
الادارات ليس فيها آخر أجل ، يمكن أن تدفع ملفك في أي تاريخ فليس هناك مواسم لدفع ملفات ومواسم لانتظار إجابة عنها ، وكل ما في الأمر هو أن تكون الملفات سليمة ومطابقة للشروط القانونية ، الاداري هناك المتشبع بثقافة الدولة المتحضر الذي تلقى تنشئة سليمة وراقية ينظر الى القضية محل الملف ان كانت اقتصادية او اجتماعية او علمية ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان يتسبب في تعطيل او عرقلة تلك القضية لان في تعطيلها او عرقلتها خسارة يصعب تعويضها وهدر للوقت والجهد والمال وإيقاف لعجلة التنمية ...
في العالم العربي الموبوء بإدارة اجرامية تتعامل بعبارة آخر أجل أي اخر فرصة وخاصة ادارات الوظيفة العمومية فقد عُرِف عنها ممارسة العبث والسادية في حق الموظفين ومما درجت عليه انها تعلق مناشير تهمّ الموظفين في المساء بعد مغادرتهم لاماكن عملهم وفي الغداة يصحو أولئك الموظفون على مناشير تقول ان آخر أجل لدفع ملفاتهم هو يوم أمس وعليهم ان ينتظروا العام المقبل.
ضبط الوقت لا يعني البتّة تفويت الفرصة على آخرين لأن الفرصة موجودة دائما أما عند هؤلاء الذين يديرون شؤون العالم الثالث وخاصة منهم الذين يحتمون بمسؤوليات صغيرة يختفون وراءها لتغطية تكوينهم الضعيف وكذا لممارسة ساديتهم فالأمر يثير الشفقة لأن هؤلاء الذين لم يستطيعوا نيل احترام الآخرين بمكارم الأخلاق وبامتلاك القدرات العلمية ظنوا انه يمكن أن ينالوه باللؤم والنذالة فما أشقاهم وما أحقرهم.
هل عرفتم الآن – في العالم العربي - لماذا فاتتنا كل الفرص، لأن الفرص في ايدي أسوئنا ، وأسوأنا هم من يتحكمون فينا في السياسة والاقتصاد وفي التربية والتعليم .... وهؤلاء أعداء لأي فرصة واعدة ولكل المبادرات الخيِّرة ولا عمل لهم سوى الترصد خلف مكاتبهم البيروقراطية لقطع الطريق على الكل متخذين من الإدارة كمائن ينصبونها لاعتراض سبيل أي مبادرة باختلاق أسباب واهية لأن المتعسف يفكّر دائما في العقاب والعرقلة والتسويف فكم من طالب "فوتوا" عليه فرصة التسجيل وكم من مواطن "فوتوا" عليه فرصة دفع ملف مسابقة التوظيف "في حينه" وكم مستثمر قيل له انتهى الاجل وكم من مريض لفظ انفاسه وقيل له وصل بعد فوات الاوان وهذا كله تفويت مقصود ... إنهم يخفون أوّل أجل ويعلنون عن آخر أجل ليظل المواطن والبلد كله يراوح مكانه ويرثي حاله على انغام "فات المعاد" للمرحومة أم كلثوم !



#العربي_عقون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صابونة وشفرة حلاقة وعشرة دنانير
- عائد من مؤتمر علمي ... بورتريه وانطباعات
- عروض التكوين في الجامعة الجزائرية وكارثة ارتجال المناهج الدر ...
- غزة وهونغ كونغ
- تنظيم إداري أم تفتيت للبلد
- الحضر والبدو ؛ المدينة والبادية : حال البنتابوليس المزابية P ...
- علوم الاستعمار : الأنثروبولوجيا والاثنوغرافيا والاثنولوجيا - ...
- علوم الاستعمار : الأنثروبولوجيا والاثنوغرافيا والاثنولوجيا . ...
- عيد بأي حال عدت .....وتعود
- أيام العرب
- ماسينيسا أو بدايات التاريخ
- ضرورة دق ناقوس الخطر..... التعليم الجامعي ينهار !!!
- التعليم والخطاب الأيديولوجي في الجامعة الجزائرية
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (8)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (7)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (6)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (5)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (4)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (3)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (2)


المزيد.....




- اشتري وشخلل من دلوقتي قبل الزيادة .. أسعار الذهب اليوم بتاري ...
- رئيس قناة السويس: أزمة البحر الأحمر أكدت عدم وجود بديل مستدا ...
- العراق يتطلع لتحقيق اكتفاء ذاتي بإنتاج الغاز والانظار تتجه ص ...
- العراق على اعتاب مرحلة «رقمية» مهمة.. -الذكاء الاصطناعي- فرص ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا والترك ...
- سوريا تطالب برفع العقوبات عن التحويلات المالية
- روسيا متفائلة بعودة قريبة للشركات الأميركية
- البرازيل توافق على الانضمام إلى إعلان أوبك بلس
- النفط يصعد وسط مخاوف من تعطل الإمدادات الأميركية والروسية
- ملتقى بتركيا يدفع نحو تدفق الاستثمارات إلى سوريا


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - العربي عقون - آخر أجل ...