حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 22:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلما تأزمت منافسات النخب المسيطرة فى الكيان الصهيونى ، واحتاج طرفها الحاكم لمناورة يضمن بها ترتيبا جديدا لأروقة الحكم ، او اصطفافا جديدا للنخب يضمن به مكتسباته السياسية ، فى نفس الوقت التى تواجه هذا الكيان استحقاقات وأوضاع إقليمية محيطة بها وتحتاج إلى توجيه رسائل إقليمية ودولية لضمان أمن الكيان الصهيونى ، وكذلك رسائل إلى الداخل الصهيونى ببنيانه الهش الآيل لتفجر التصدعات والإنقسامات والذى لايتحمل طويلا البقاء دونما مغامرات عسكرية وحروب واعتداءات على أراضى الغير وذلك هو أساس الإصطفاف واللحمة الشعبوية للصهاينة ،
لاتجد تلك النخبة الصهيونية سوى الملعب العربى الفسيح لتسجل فيه أهدافها وترسل رسائلها ،
تارة فى لبنان العمق، وتارة فى تونس ، وكرة أخرى فى لبنان الجنوب ، تتخللها الإعتداءات الوحشية على الشعب الفلسطينى فى غزة ، وهاهى الضربة الأخيرة على دمشق ( وليست تلك المرة الأولى ) ..
الملاعب العربية مستباحة ..
والمجال مفتوح أمام الكيان الصهيونى لإرسال الرسائل .. للأعداء الإقليميين ، وللداعمين الدوليين وغير الداعمين أيضا ...
إذن طائرات الكيان الصهيوني تقصف ريف دمشق في ظل اوضاع اقليمية حرجة واوضاع عربية متردية ..
كالعادة انظمة عربية ستصمت، واخري منغمسة فى أوحال التواطؤ الرخيص ،
البعض يراها فرصة ليتشفي في نظام بشار الاسد ، على حساب وحدة وسلامة الوطن السوري الشقيق ..
الوقوف مع الشعب السوري الشقيق ضد العدوان الصهيوني الجبان هو الموقف الوطني الملح و الصحيح.
على الرغم من اننا نعيش وقت الإرتباك العربى ..
لاعلى صعيد الأنظمة العربية فقط ، وأنما على صعيد الشعوب أيضا ، فى لحظة تسعى فيها القوى الإستعمارية لتفكيك المنطقة العربية بكاملها وتفتيتها وإعادة ترتيبها على أسس جديدة تضمن مصالحها وفى القلب منها ضمان أمن الكيان الصهيونى ..
ياله من توازن يبدو مختلا الآن لصالح هذا الكيان العنصرى البغيض ..
ولكن إلى حين ... ربما قد لايطول إلا بعض الوقت ..
طالما كانت الشعوب العربية تناضل من أجل نهوضها إلى إستقلال حقيقى وتحرر وطنى من التبعية ومن أجل استرداد كرامة تلك الشعوب ..
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟