أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - فضائية الجزيرة ... والنظام العراقي ... زواج المتعة السياسي وأمور أخرى ؟















المزيد.....

فضائية الجزيرة ... والنظام العراقي ... زواج المتعة السياسي وأمور أخرى ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 342 - 2002 / 12 / 19 - 03:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                

 

 لعل من أهم السمات التي تميز بها النظام العراقي وتفوق الفشل الواضح والمريع في فن إدارة الأزمات والتعامل معها وفقا للعناصر الموضوعية التي تساهم في تحقيق الهدف بأقل حد ممكن من الخسائر ؟ إلا أن هذه الميزة السلبية القاتلة لاتنفي حقيقة نجاح نفس النظام نجاحا ملحوظا في فن العلاقات العامة والتنسيق مع بعض الحلفاء والأنصار من العرب على وجه التحديد ! وهو توجه وميزة مستمدة من طبيعة السياسة التبشيرية لحزب السلطة ومستندة لإحتياطيات لاتنضب من براميل الرشوة القومية النفطية ! وبما يساهم بتكوين جيش عرمرم من الإعلاميين العرب والباحثين عن تمويل مختلط بالشعارات القومية التدليسية ومسلحين بشعارات ديناصورية لن تكلف مطلقيها شيئا ، بل ستضيف ( لنضالهم ) القومي؟ وقد مرت بأجندة النظام العراقي خلال العقدين الأخيرين من الزمن العربي المستباح أسماء وشخصيات وتيارات وصحف ومجلات إرتبطت بذلك النظام ردحا طويلا إضطر البعض منه إلى مغادرة القاطرة العراقية عند أول منعطف وإنكفأ البعض الآخر مكتفيا من الغنيمة بالأياب ، فيما إستمر القليل من حلفاء الماضي بينما كان التطور الأكبر في نمو وترعرع حلفاء جدد لم يكونوا قد بلغوا بعد سن الرشد خلال الأزمات السابقة في حربي الخليج الأولى ( 1980 / 1988 ) والثانية ( 1990 / 1991 )! ، كما لعب تطور تكنولوجيا الإتصالات وقيام الفضائيات العربية منذ عام 1991 بإضافة عناصر جديدة ومستحدثة للتبشير القومي الممول نفطيا ، والنظام العراقي شاطر للغاية في إجتذاب الحلفاء وترتيب صفوف ( الهتيفة ) والأزلام وخلط الأوراق بطريقة ذرائعية ومصلحية لايستطيع الجميع محاكاتها والتفنن في صنوفها وأشكالها ؟.

وقناة الجزيرة القطرية التي ولدت قبل ستة أعوام مبشرة بعصر إعلامي عربي جديد وطموح هدفه تحريك الراكد والتبشير بالشعار الخالد ( من حق الشعوب أن تعرف )! وبإبراز الرأي الآخر ؟ والتركيز على العديد من الملفات الحساسة والمهمة والمفصلية في الحياة العربية وكسر الرتابة والجمود والتخلف في الإعلام الرسمي العربي ، لم تكن أمينة أمانة مطلقة لهذه الشعارات الكبيرة والواجهات الرنانة ، وكانت سياستها وماتزال تنطلق من نوايا وتخطيطات بعيدة المدى يحسبها المرء إنجازا فريدا بينما هي في حقيقتها لاتلامس الواقع بل تطوف حول الحقائق والمسميات تاركة القوم في صراع وجدل بيزنطي لاينتهي حول جنس الملائكة؟ وهي قضية إستهلكت مماحكاتها جهودا وطاقات وشغلت تيارات وتوجهات ، أقول هذا القول وأنا ألاحظ المتغيرات البنيوية التي طرأت على الجزيرة منذ أن تحالفت مع بعض الأنظمة العربية متخلية عن شعارها الحيادي ومن أنها فوق كل الإتجاهات والتيارات ، ومن خلال تركيزها المثير للجدل على بعض المواقف وإهمالها أو تهميشها لبعض القضايا الإنسانية الكبرى وبشكل مبرمج لاتستطيع العين الخبيرة إلا أن تراقب منحنياته وتفرعاته ! ، فمنذ الزيارة ( الميمونة ) لوفد الجزيرة الرسمي المكون من مديرها محمد جاسم العلي ومذيعها فيصل القاسم لبغداد قبل أسابيع مضت ولقائهم برئيس النظام العراقي وهي تعيش إنتعاشا على الجبهة العراقية متحلية بتسهيلات عمل ليس من السهولة أن تقدمها سلطات بغداد لأي كان ولوجه الله تعالى ؟؟ ثم أن شبكة مراسليها في بغداد قد توسعت وخصوصا أن مكتبها هناك يتعاون مع بعض الإعلاميين الذين ترشحهم المخابرات العراقية للتعاون مع الفضائيات!! فلاشيء متروك للصدفة في إعلام النظام الشمولي في العراق والطريف أن الجزيرة وهي تتصنع الحرفية المهنية في نقل الأخبار تعلم جيدا من أن من تتصل بهم في بغداد من الأساتذة لايستطيعون أن يبوحوا بآرائهم بحرية نتيجة للظروف المعروفة هناك ؟ فعلى مين تبيع مزاميرك ياداود إذن ؟ ولماذا كل هذه الأساليب ( الشقلبانية ) في العمل الإعلامي ؟ ولكن الأهم هو معرفة مالذي دار ويدور بين إدارة الجزيرة وسلطات بغداد من إتفاقات وترتيبات يكون هدفها الحقيقي محاصرة وإحراج بعض دول المنطقة وخصوصا دولة الكويت وإلى حد ما المملكة العربية السعودية ؟ وهذا ليس تخمينا ولارجما بالغيب بل إستنادا لمعطيات ووقائع معلوماتية متسربة من بغداد خصوصا؟ فلقد ورد إلينا بأن السلطات العراقية كانت عاتبة للغاية على مقدمي البرامج الحوارية من الذين يستضيفون شخصيات ( مشبوهة ) حسب وصف تلكم السلطات ليشهروا بالنظام العراقي ؟ وقد كان رد الجزيرة تعهدا شفويا بعدم السماح مستقبلا بمثل ذلك ! بل وتم التنسيق على برنامج عمل إعلامي يكون هدفه تحريض الجماهير العربية وتسليط الضوء أمور معينة وحجبها عن ملفات تراها بغداد مزعجة من أهمها ملف ( الأسرى والمرتهنين الكويتيين في سجون نظام صدام )!! ولعل المتابع لبرامج الجزيرة يخرج بخلاصة واضحة ومؤكدة حول هذه النقطة من خلال محاولات بعض الذين إستقدمتهم الجزيرة من الإعلاميين العرب المنخرطين في مشروع السلطة العراقية تسفيه قضية الأسرى والتقليل من شأنهم تحت دعاوي مريضة كالإدعاء بأنهم ليسوا بذي أهمية لأنهم ليسوا علماء ذرة !!! نعم هكذا ورد بالنص في رأي السيد نصار في برنامج الإتجاه المعاكس في تلك الحلقة التي كانت معدة للتصدير لبغداد وخصصت لشتم الكويت وعرضتها الفضائية العراقية لأول مرة في تاريخها؟؟؟ دون أن نتجاهل تلك الحلقة التي أساءت لتاريخ المملكة السعودية ولجهود المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود أو تلك الحلقة التي خصصت لشتم العائلة الهاشمية الأردنية؟؟ وجميعها كانت أمور وأحداث مترابطة يجمعها جانب إبتزازي واحد وهو مصلحة النظام العراقي ووفقا لإتفاق الجنتلمان والذي أستطيع تسميته بزواج المتعة بين الجزيرة والنظام العراقي ؟؟ فكل عوامل ومقومات ذلك الزواج قائمة ومتجسدة ميدانيا ؟

وبراءة الأطفال في عيون المقدمين لن تخفي الحقيقة العارية ودلالاتها الواضحة !

ولكن العنصر المستجد في العلاقة ( الجزيرية ) العراقية هي التطورات القائمة في قاعدة الجزيرة وأعني بها دولة قطر عبر الإتفاق العسكري والأمني الأخير بين الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وزير الخارجية ورجل الدوحة القوي وبين الإدارة الأميركية الحالية أي إتفاق ( بن جاسم / رامسفيلد ) وهو إتفاق تحالفي من طراز متقدم بين دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي وأميركا وبشكل يجعل من قطر قاعدة عمليات إستراتيجية للقوات الأميركية في العالم ؟ ولو إشتعلت الحرب القادمة ضد النظام العراقي ستكون قطر وقواعدها هي نقطة الإرتكاز الرئيسية للقوات الأميركية ؟

فماذا ستقول الجزيرة لزبائنها ؟ بل ماذا ستقول لوكلائها من صحفيي الصراخ والتهديدات المايكروفونية العربية ؟

وإلى أين سيؤول مستقبل ( زواج المتعة مع النظام العراقي ) ؟

ذلك هو التساؤل الأكبر الذي ستحدد الإجابة عليه تحركات الأسابيع الأولى للعام الميلادي الجديد !

فهل ستغرق الجزيرة في تسربات تحالفاتها ؟ أم أن كشف المستور سيحدد مصير العديد من القضايا العالقة ؟

ماعلينا سوى الإنتظار ؟

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الأمير الركابي ... وحكاية المؤتمرات البديلة ؟
- عبد الأمير الركابي ... والمعارضة العراقية ... ونداء الجزيرة ...
- الجزيرة و ( الإتجاه المعاكس ) ... والتوازن المفقود
- حول مؤتمر المعارضة العراقية ظواهر طائفية .. ومعالجات سقيمة ...
- المؤتمر القادم للمعارضة العراقية ! الجنازة حامية والميت ... ...
- بغل قريش ... يتدحرج ... ويعتذر للكويتيين ؟
- الخليجيون والمعارضة العراقية .. علاقة محرمة أم مصالح مشتركة ...
- البعثيون .. والناصريون .. و ( خشم ) جمال عبد الناصر / ذكري ...
- برزان التكريتي .... رحلة التيه المغربية ؟
- الفارس المهزوم .. والجواد السقيم ؟ عودة لمسلسل محمد صبحي ؟
- جبار الكبيسي في الشوط الثاني ...! فارس بلا حمار ؟
- الكبيسي ... والركابي ... ومن غير ليه ؟
- أيها الباريسيون ..... إكشفوا كل أوراق التفاوض مع النظام ؟
- الكبيسيون الجدد ... حوار الخرفان ... وصمت الحملان ... وصفعات ...
- مصالحة وهمية وفرسان مزيفون ... حزب الجمهورية وآخرون ؟
- أيام دمشقية عبد الجبار الكبيسي ... نغم في حياتي ؟
- العراقيون والدماء الفلسطينية .... أكاذيب تدحضها حقائق ؟
- مصير صدام ... بين أمنيات سعود الفيصل وبلورة الآلوسي السحرية ...
- الحرب المؤكدة و إنتصارات نظام الهزائم ؟
- الكويت ... وقناة الجزيرة ... وللصبر آخر ؟


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - فضائية الجزيرة ... والنظام العراقي ... زواج المتعة السياسي وأمور أخرى ؟