أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد الشديدي - تصبحون على أمان














المزيد.....

تصبحون على أمان


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1305 - 2005 / 9 / 2 - 10:05
المحور: حقوق الانسان
    


أحداث جسر الأئمة بين ألكاظمية والأعظمية يوم أمس أثبتت ان شعب العراق يعيش أقصى حالات عدم الإحساس بالأمان. رغم وجود حكومة منتخبة من قبل 60% من العراقيين ورغم مرور أكثر من سنتين على سقوط الديكتاتورية ورغم تصريحات المسؤولين – عراقيين وأمريكيين- حول تحسن الأوضاع الأمنية وإبراز أرقام مدهشة لإثبات أن الأعمال الإرهابية بدأت بالانحسار، قياساً لعام 2003 بالطيع.
لكنّ حقيقة ثابتة، لا يمكن حتى مناقشتها لأنها أصبحت الدليل الذي لا يمكن إخفاءه، ظهرت على السطح. حقيقة أن العراقي يشعر بالرعب الذي يمكن ان يجعله يفقد السيطرة على تصرفاته وأفعاله حتى في اكثر الأماكن والأوقات قداسةً.
ألكاظمية مدينة من مدن الشيعة المقدسة. يرقد في ترابها إمامان من أئمة الشيعة الإثناعشرية. ويوم أمس كان ذكرى وفاة احد هذين الإمامين. هذا يعني ان المكان والزمان مرتبطان بمستوى ما بالقداسة والروحانية في وعي المواطن العراقي الشيعيّ. ومع ذلك فقد الكثيرون من الزوار السيطرة على أنفسهم حال سماعهم بأسم الإرهابيين. وداسوا بعضهم البعض ومات المئات منهم. من المفروض ان يشعر الفرد بالأمان حين يكون في مكان يلتصق لديه بالجانب المقدس في الوعي والوجدان. أن يستشعر المناسبة وأبعادها الإيمانية ويترك الخوف وراءه. فمن كان مع الله فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. مالذي حدث إذن وقلبَ المعادلة في الإحساس العراقيّ؟ حتى إننا أصبحنا نشعر بالخوف من كلّ شئ في كل زمان ومكان؟
لا داعي لإجراء دراسات ميدانية ولا ضرورة للرجوع الى مصادر علم الاجتماع أو علم النفس الاجتماعي، فالأسباب الأعراض واضحة. بدأت منذ اكثر من أربعين عاماً حين تسلطت عصابة من اللصوص والقتلة على مقدرات بلدنا وقتلت اللآف من شبابنا وشّرعت لأسلوب جديد في لغة التخاطب السياسي. أسلوب العنف والقرصنة السياسية. ومنذ ذلك الوقت وشلاّلات الدمّ تسيل بلا انقطاع في أكناف هذه البلاد التي أول ما أشرقت عليها شمس كانت شمس الحرف والعلم والابتكار.
ومنح سقوط الدكتاتورية قبل أكثر من عامين بعض الأمل بزوال مؤشرات زمن الرعب الذي امتدّ طويلاً ولكن سرعان ما اختفى ذلك الأمل الجميل وحلّ محله الصبر والاحتساب الجميل. وعادت الأغلبية الصامتة الى صمتها المعتاد بعد بروز عصابات المافيا والمليشيات المسلّحة وتصاعد موجة الاغتيالات والخطف وعصابات الأجرام المحترفة التي بدأت تعمل بشكل اكثر تنظيماً من ذي قبل. وتصاعدت أعمال الإرهاب التي طالت المدنيين العراقيين قبل غيرهم.
وما يعيشه المواطن العراقي في بيته من العوز والفاقة والبطالة وفقدان الأمل والكهرباء والماء الصالح للشرب يزيد الطين بلّة. فإلى اين يستدير العراقي ليشعر ببعض الراحة في أيامه الطويلة ولياليه الأطول؟ الحكومة المنتخبة تتظاهر بأنها لا ترى ولا تسمع ولكنها دائمة الكلام وكثيرة الفذلكة. وقوات الاحتلال، او سموّها ما شئتم، أحالت الملف الأمني وملف الدفاع الى الحكومة وغسلت يديها من دماء العراقيين. وزارتا الدفاع والداخلية لديها مهمات عظيمة في الحرب العالمية الثالثة لمواجهة الإرهاب الدولي. أما المواطن وأمن المواطن فإلى الجحيم.
الأكيد ان مجزرة حسر الأئمة ستترك بصماتها في الذاكرة العراقية لسنوات قادمة. وما حدث يوّجه الأضواء على حكومتنا المنتخبة. ما لها وما عليها. فإما ان تأخذ مسؤولياتها بجدية وتحمي المواطن وإلا فستكون أول حكومة في تاريخ العراق انتخبها الشعب بكامل إرادته وأزاحها بالقوة وبكامل إرادته.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغاني بابلية للموت العراقي
- دستور العراق.. أبو طبر جديد؟؟؟
- عراقنا المغدور ما بين الحجاب والسفور
- تصريحات الحكيم.. عشرة عصافير بحجر واحدة
- هل تدعم إيران الإرهاب السلفي في العراق؟
- السادة والعبيد في العراق الجديد
- من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه
- لمحمد الوردي..والنار التي في قلبه
- عاشِروا الأكراد بالمعروف.. أو.. طلّقوهم بالمعروف
- سجّل أنا شيعي...
- كولاج عراقي لسماء قاتمة
- سوناتا القيامة
- قصيدة: اور..الناصرية..اوروك الورقاء


المزيد.....




- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
- مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟ ...
- ماذا بعد صدور مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت؟
- العمال المغاربة الموسميون بأوروبا.. أحلام تقود لمتاهة الاتجا ...
- الجزائر تستعجل المجموعة الدولية لتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو و ...
- فتح تثمن قرار المحكمة الجنائية الدولية: خطوة نحو تصويب مسار ...
- نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية الدولية إفلاس أخلاقي.. ويوم أ ...
- السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد الشديدي - تصبحون على أمان