أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - فلسفة إستلهام الذات Philosophy of self-inspiration














المزيد.....

فلسفة إستلهام الذات Philosophy of self-inspiration


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 01:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سألني الأستاذ الكاتب" السيد قاسم العجرش": ماذا تعني لك الكتابة؟
فأجبتهُ بكلمةٍ واحدة: بوح.
وفي لقاء مع الإعلامي "هادي جلو مرعي" سألني نفس السؤال، وأجبتهُ نفس الإجابة، فطلب مني أن أكتب في هذه الأجابةِ مقالاً، فكان هذا المقال:
بعد الكبت الطويل، والمعاناة في كتم ما يجول في صدر أحدنا، عندما يتبنى أفكار غيرهِ مجبراً، ليس لشئ إلا لأن الآخر لهُ إسم وكتابات، وجدت لها صدى عند الآخرين، والتي خُلقت في أجواء لا تخلو من التملق للسابقين، ومراعاة الحاضرين.
عندها يأتي البوح، الذي هو إنفجار لبركان صدري هائل، يحمل بين جنباتهِ كثيراً من معادن المعرفة، ولكنها تكون بادئ الأمر ملتهبةً، تحرق ما تمر بهِ، فإذا بردت وإستقرت، كانت ذات نفعٍ كبير، فيعود مَن هرب منها أول حدوث الإنفجار، للأستفادة منها؛ هذا هو البوح، الذي لا منجى من ضياع الذات إلا به.
يبدأ أحدنا حياتهُ الفكرية، وخصوصاً من سيصبح مفكراً أو كاتباً فيما بعد، كصفحةٍ بيضاء، يكتب عليها الزمان بأحداثهِ ما يشاء، من خلال أشخاصهِ، وشخوصهِ عَبرَ مكانٍ وآخر، فيكونُ أحدنا كدميةٍ تتحرك، وفق ما يُمليهِ عليه عُرف المجتمع، وعادات وتقاليد لا يفقه كنهها، ولم يقف على أسرارها.
حتى يبدو مجمعاً للمتناقضات، بين عدة أفكار، وهو كذلك فعلاً، وما كان ذنبهُ إلا أنها دخلت جوفهُ الفكري، بلا إرادةٍ منهُ أو إختيار، فيتكور تارةً على ما يظنهُ هو الحقُّ فقط، وينكرُ كلُ شئ تارة أُخرى، وهو ما بين هذه وتلك، لا وجود له.
يأتي بعد ذلك زمان، زمانٌ يخصهُ هو وحده، يخترقُ فيهِ ذاتهُ، ويجول فيها، فيختارُ منها ما يشاء، وإن كان في نظر الآخرين أنهُ على غيرِ صواب، وأنهُ لا يوافق أعراف وعادات وتقاليد المجتمع، أي المنظومةُ الفكرية للمجتمع، فمن هنا تبدأ فورة الذات، وإمتعاضها من الآخرين، فينشأ الأتجاه نحو الفرز بين الأفكار، وبناء فكر خاص، وفق نظرة كونية، تشمل الزمان والمكان وما بينهما، سماءً وأرضاً، قبلُ وبعدُ، فتنتج ثورة الذات التي تمكنها من التحرر والخلاص من تحكم الآخر.
عندها يُصبحُ لأحدنا وجوداً، فيبدأ بمناقشة ذاتهِ وأفكاره، وينظف من جهة، ويوظف من جهةٍ أُخرى ما يريدهُ هو، لا ما يُريدهُ الآخر، فإن وصل إلى هذا الحد، إنتقل إلى مرحلة الوجود بين الأخرين، وليس بالضرورة معهم(معية الزمان والمكان)، وبالرغمِ من ضبابية الأجواء في تلك اللحظة، تكون البصيرة قادرة على المسير، فلا يلبث أمامها الضباب طويلاً حتى ينقشع، لتتضح الرؤيا، ولتنكشف له أبعاد أُخرى لم يكن يراها.
نستطيع القول: أن البوح، هو الخطوة الأولى في طريق إيجاد الذات وإستلهامها، ومنعها من الضياع، الضياع الذي يعني عودتها من حيثُ أتت، عدماً محضاً.



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخجلتني شيبتك!
- المواطن في خدمة المواطن
- الحشد الشعبي مأكول مذموم
- أهوى الحسين
- الحشد الشعبي وموضوعية الإعلام
- تبادل المشاعر في العلاقة الزوجية
- رجلُ الإقتصاد والسياسة
- قراءة كف أم قراءة واقع!؟
- المعلم وعبئ الوسائل التعليمية
- الأحمقُ الخَرِفُ
- فهل من متعض!؟
- الغراب ينعق بما فيه
- قصيدة - جدتي -
- قصيدة - يا دنيا غُري غَيري-
- لا مناص من حكومة التناص!
- قصيدة - فك القيود-
- فلسفة الرحمة Philosophy of compassion
- رسالة إلى جحيمِ الإنفجارات
- وزارة النفط، إنتظرت طويلاً...!
- عاشوراء، قضيةٌ أم شعائر؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - فلسفة إستلهام الذات Philosophy of self-inspiration