|
مزبلة في الطريق إلى السكن الوظيفي لمدير المدرسة
عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 22:39
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
مطرح نفايات ينمو في محيط المدارس الثلاث في الأعوام الأخيرة بات يشكل خطرا حقيقيا على صحة الساكنة والمناطق المجاورة بحي بنسليمان بفاس . نفايات يتم حرقها منذ الساعات الأولى للصباح، فتنبعث على شكل سموم تلوت الدور والبنايات المجاورة تبعا لهبوب الرياح. فتدمر النفوس وتصيبها بالإحباط ، كما تصيب المدارس والبيئة المحيطة في مقتل . ومع أن تركيبة هذه الفصيلة من النفايات ، تتكون أساسا من مواد معدنية وبلاستيكية وكيماويات..كولا ،ديليو..سوميلات..بقايا جلود ، إلا أن لا أحد من المسؤولين عن هذا القطاع وضع يده على قلبه خوفا على مستقبل صحة الساكنة . هل عيون مقدمي الأحياء لا تبصر هذه الهجمة اللابيئية الشرسة على البيئة؟ ولماذا لا يعير المسؤولون اهتماما خاصا للمشكلة ؟ ما حدود مسؤولية الشركة الموكول إليها تدبير نفايات المنطقة؟ وما مسؤولية المواطن؟ لماذا يطبع التهور سلوك مالكي المشاغل والأوراش ومعامل صناعة الجلد ، فيلقون بنفاياتهم الخطرة في أقرب زاوية من محلاتهم التحت أرضية التي تنغل الأحياء بها في ظل فوضى لم يشهد لها التاريخ مثيلا ؟ ولمصلحة من هذا التآمر ضد البيئة والإنسان؟؟ عشرات الأكياس السوداء البلاستيكية المملوءة بالقمامة وغيرها ، وركام من الملفوظات الصلبة وغير الصلبة تتكدس هنا وهناك ، جلها من مخلفات البناء العشوائي يلقى بها ليلا ونهارا في هذا المطرح العمومي الذي ينمو تحت أعين التربية المجتمعية والسلطات العمومية دون أن يرف لهما جفن . نصيب حسن السعيدي مدير مدرسة بوجمعة عميرش الابتدائية غصة وشكوى بلا مستقبل من هذا الضرر الكبير ؟ ما ذنبه في هذا الاختيار ؟ وهل من يتفقد خطورة الوضع و تأثير ذلك على صحته وصحة أسرته النفسية والجسدية ؟ ولماذا سكنه الوظيفي بالضبط ؟ ومن الجهة التي توجه إليها أصابع الاتهام ؟ كل الطرق التي تؤدي إلى سكنه الوظيفي ملوثة ، سواء أتيت إليها عبر الطريق المتفرعة عن المقاهي ، أو فتحتها طولا وأنت قادم من منطقة ظهر الخميس ، فثمة أزبال . إنها القدر الذي لا مفر منه ، فالأزبال أضحت قدر المدرسة والمسجد وقدر التلاميذ والمصلين والناس أجمعين سألنا الكثير عن الأسباب التي تدفع بالساكنة المحيطة بجوار المؤسسات التعليميتين سجلماسة وبوجمعة عميرش وسلمان الفارسي إلى رمي الأزبال وتكديس النفايات في محيطهما ، فلم نعثر على جواب شاف . لكننا أدركنا ببساطة ان المدرسة هي السور القصير الذي يمكن القفز عليه من دون عقاب. حينما يتحدث مدير المدرسة ، تتأكد أن الضرر أكثر من أن يوصف ، إذ في كل مرة يتطوع ويصرف من جيبه من أجل كنس وتنظيف باب مسكنه ، إلا أنه سرعان ما يعود الوضع الى ما كان عليه في ظل العشوائية والسيبة والفوضى التي تعيشها المنطقة برمتها
هذه المدارس الثلاث المتواجدة قرب مسجد حمزة بتجزئة الحي الجديد بظهر الخميس منطقة بنسليمان المرينيين ، تشتكي أسرة التدريس بها من تكدس الأزبال في محيط مدارسهم مما يتسبب في ضرر نفسي وجسدي لهم وللمارة على حد سواء، و يتساءل العاملون بالمؤسسة كيف يمكنهم" أن يعلموا الأطفال أن النظافة من الإيمان وهم يرون كل هذه الأزبال في محيط مدرستهم؟ ويعتبرون الوضع كارثيا سيما مع استمرار ساكنة الأحياء المجاورة وأوراش البناء العشوائية ومعامل الأحذية والجلود التحت أرضية في رمي الأزبال والمخلفات الصناعية بمحيط المدارس وخاصة باب مدير مدرسة بوجمعة عميرش . ويرى مجمل الأساتذة الذين استمعنا إليهم أن مشكل الأزبال بمحيط المدارس من أخطر المشاكل ، لما له من تأثيرات نفسية قوية ومباشرة على الفعل التربوي في ظل الشعارات المرفوعة من قبل مؤسسات موضوعاتية ، وجوائز ايكولوجية ، من أجل بيئة سليمة. ومع أن المتضررين أطلقوا عشرات النداءات المتكررة بمناسبة أو بغيرها من أجل تنبيه المواطنين الى خطورة أفعالهم على صحة أبنائهم بالدرجة الأولى لكن ، دون جدوى . إلى ذلك ، يستمر هذا الواقع م المشين الذي يسيء إلى سمعة المؤسسة والتربية . فالوضع أصبح وضعا غير صحي، لا يحرم الأساتذة والإداريين والتلاميذ من حقهم في محيط بيئي وتربوي نظيف فقط، بل يضرب في العمق الخطابات والرسائل والتوجيهات الملكية التي طالبت برد الاعتبار للمدرسة العمومية وحمايتها من السلوكات المشينة. من ناحية ثانية ، تثير مسألة إحراق نفايات مصانع الأحذية نهارا ، مشاكل حقيقة لصحة الساكنة عموما ومنطقة ظهر الخميس على نحو خاص ، المعطيات المتوفرة، تؤكد بجلاء أن صحة قرابة 5000 من تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية بات حقيقة ملموسة ، جراء انتشار الغازات السامة الناتجة عن إحراق كميات ضخمة من نفايات ذات حمولة كيميائية ، استمرار الوضع وثباته ،ضاعف تفاقم المشكلة حيث باتت صحة معظم سكان المنطقة في خطر. على المستوى الصحي ،أكدت إحصائيات غير رسمية ارتفاع معدل الأمراض الخطيرة من ربو وحساسية بكل أنواعها سواء لدى التلاميذ او الأساتذة هذا إلى جانب تدهور التربة ، واندثار الغطاء النباتي، وتلوث المياه السطحية والجوفية، التي يبدو أنها لا تدخل في أجندة المسؤولين والأوصياء على هذا القطاع الحيوي . ساكنة الأحياء افرادا وجماعات غيورة على البيئة ، بمناسبة او بغيرها، يكتبون وينددون ويحتجون، ويطرقون أبواب الجهات المختصة ، عرائض الاحتجاج ، حلوق المتضررين بحت" بتشديد الحاء " ولا من مجيب ، وإلحاق الضرر بصحة الإنسان النفسية والجسدية، أضحى جريمة ثابتة، وعن سابق إصرار وترصد.
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفيضانات بالجنوب المغربي أو الموت بسوء التقدير
-
فاس والكل في فاس 311
-
احتفالية إرساء مسالك للباكالوريا الدولية أن احتفال ثانوية اب
...
-
فاس والكل في فاس 310
-
فاس والكل في فاس 309
-
فاس والكل في فاس 308
-
برنام مسار في تطور و مخاوف الإدارة التعليمية بالمغرب تتبدد
-
فاس والكل في فاس 307
-
مجلة- بذور لقضايا التربية والتكوين- كتاب تربوي جديد صدر بصفر
...
-
إقليم صفرو موسمه الدراسي الجديد ببنية تحتية متقدمة بلغت 114
...
-
فاس في الموعد سياحيا ... لا أصدق ؟
-
تعيين وزيرة في حكومة فالس الثانية من أصول غير فرنسية... انتص
...
-
فاس والكل في فاس 306
-
الفايسبوك العربي : من أجل مقاربة براغماتية
-
هكذا تعامل أمتعتنا بمطار محمد الخامس ؟
-
الإفلاس السياسي كما يرصده الشاعر المغربي سليمان مستعد
-
فاس والكل في فاس 305
-
نيابة فاس تحتفي بالمتفوقات والمتفوقين من تلامذتها برسم الموس
...
-
معطيات إحصائية عن نتائج الدورة العادية لامتحان نيل شهادة الب
...
-
فاس والكل في فاس 304
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|