أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي بشار بكر اغوان - هذا ثمن العبث مع الولايات المتحدة الامريكية














المزيد.....

هذا ثمن العبث مع الولايات المتحدة الامريكية


علي بشار بكر اغوان

الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 19:39
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ملاحظة مهمة جداً : ما ستقرأه من سطور آتية توصيفات غارقة جداً في نظرية المؤامرة و لك ان تقول عنها ما تشاء :
عندما بدأت أحداث الربيع العربي التي رفضت من أول يوم ان أوصفها بهذا التوصيف او ان أطلق عليها ثورة او انقلاب او انتفاضة او حتى أي تسمية أخرى . اكتفيت بتوصيف (التغيير) و كل شخص قريب مني في تلك الفترة يعلم ما كنت اقوله عن هذه الحالة .
كانت المنطقة تهيئ بشكل فضيع جداً لصعود قوى دينية (سواء كانت إسلامية او غير إسلامية( امتداداً من المغرب و شمال أفريقيا و إسرائيل(حزب الليكود) وصولاً الى إيران و أطراف باكستان.
صعد الإسلام السياسي فعلاً و وصل ، تخبط الإسلام السياسي بعد ذلك و سقط . اغلب من قيم التجربة قال ان السلام لا يصلح ان يطبق ... وهو دين عنف و إرهاب و تطرف .
نسي هؤلاء ، ان الأشخاص هم الذين فشلوا في التطبيق وليس الإسلام نفسه .لا أريد ان أجادل هنا في هذه الأمور (لاني لست من مؤيدي أي تيار للاسلام السياسي ولا اتفق مع طرائقها في إدارة الدولة) .
الماركسية و الرأسمالية اذا قيست بنفس هذه الطريقة اعلاه ، فأنها ستكون من افشل تجليات العقل الإنساني انتاجاً بسبب عجزها الكبير عن تقديم تحليلات منطقية لحركة المجتمعات و في مختلف مناحي الحياة و التجارب التطبيقية لها ، و هذه الأخيرة (الماركسية و الرأسمالية) قد فشلت في مختلف اماكن العالم و نجحت في اماكن أخرى بالاعتماد على المطبق الناجح . النظرية الإسلامية كذلك . لذا لا يجوز محاكمة الفكرة و ترك المطبق .

نقطة التحول الكبيرة التي حدثت هي بسقوط الإسلاميين بشكل سريع جدا بما لا يتناغم مع المصالح الأمريكية ولاسيما في مصر ، هنا امريكا غضبت جدا ، لان هذا الأمر لا يتفق مع ما كانت ترغب إحداثه في المنطقة. الأمريكان كانوا يريدون و خططوا لأن يبقى الإخوان في مصر لمدة أطول من اربعة أعوام . مصر قلب الأمة العربية و الإسلامية و انهيارها له أثار كبيرة كما هي أثار انهيار العراق الآن على المنطقة .

لنتخيل ماذا كان سيحدث في الشرق الأوسط لو ان مصر انهارت لتضاف الى انهيار العراق و باقي الدول العربية التي صنفت على أنها فاشلة و عاجزة من حيث قدرتها على إنتاج حكم صالح و رشيد .
كان هدف الأمريكان تتفكك الدولة المصرية و إنهاكها و تمزيقها على أيادي الإخوان المسلمين (من حيث يعلمون او لا يعلمون عبر توظيفهم) من ثم إسقاطهم أمريكياً و الترويج لفكرة ان الإسلام قد سقط وفشل و الترويج الى ان الاسلام لا يصلح للحكم ، من ثم تصنيف مصر على أنها دولة فاشلة و عاجزة جراء جهل هذه الفئة في حكم و إدارة الدولة على وفق المنهج و النظرية الإسلامية .

هذا المخطط لم ينجح بسبب ارتفاع وعي الشعب المصري إضافةً الى دور المتغير الخارجي الذي لا يمكن لأحد ان ينكره في إسقاط الإخوان المسلمين في مصر ، كدور السعودية و الإمارات فيما يخص التمويل و الدعم الهائل لمعارضي الإخوان إضافةً الى الدور الروسي و الصيني كجزء من الصراع الشرقي و الغربي على رقعة الشطرنج الشرق أوسطية الكبرى .

التحول الكبير حدث هنا :
الولايات المتحدة بحثت في بطون الفكر الاستراتيجي عن مخارج لكي تعوض خسارتها المرة في مصر ، وجدت المفتاح حين انتقلت - بعد ان تم إفشال مخططها في مصر عام 2013 و إسقاط الإخوان بشكل سريع رغماً عنها و من دون رضاها - من التوظيف السياسي للإسلام السياسي المعتدل نسبياً (الاخوان و اخوانهم الاخرين من الاسلاميين) الى التوظيف السياسي للإسلام المتطرف و اخوانهم من الراديكاليين ، ليولد لنا اسلاماً دموياً ، اسلاماً صارخ التطبيق ، اسلاماً لا يقبل الأخر ولا يتحاور معه ، لتعاقب المنطقة جميعها بشكل عام (بسبب خسارتها المرة في مصر) و لتفعل لنا فرع آخر من فروع التطرف الديني و هو الإسلام الراديكالي المؤمن بضرورة استخدام القوة في التغيير و توظيف الدين بطريقة دموية حازمة و صارخة ، على هذا النحو تم إنتاج كيانات دينية متطرفة جديدة (بأفكار راديكالية جديدة لم يسبق ان طبقت في المنطقة) في العراق و سوريا ، و توظيف ما تبقى من الكيانات الدينية المتطرفة الراديكالية القديمة (التي تم استخدامها سابقاً أيضاً لإدارة التغيير في المنطقة) لنصل الى ما وصلنا إليه الآن من تجليات الفكر الاستراتيجي الأمريكي .



#علي_بشار_بكر_اغوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنموذج إسقاط أنصاف الدول -- بداية مرحلة متقدمة لإعادة هندسة ...
- حروب المستقبل - رؤية من منطلقات جيوفيزيائية-
- المتغيرات الجيوبولتيكية العالمية و اثرها على الوحدات التحليل ...
- الفوضى الخلاقة و أثرها على التوازن الاستراتيجي العالمي (رؤية ...
- جيوبولتيكية نينوى : بين لعنة المركز و خطيئة الأقاليم الكبرى
- مستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل توظيف الفوضى الخلاقة (سوريا ...
- الحروب الجيوفيزيائية الجديدة -المجال الخامس للقتال-
- اثر صوامع التفكير والدراسات الإستراتيجية الأمريكية في التخطي ...
- الردع الأمريكي على المحك - سوريا الصخرة التي تكسرت عليها الط ...
- مستقبل القطبية الأحادية
- مستقبل الهيكلية الدولية
- الدراسات المستقبلية - ضرورة ملحة ام ترف فكري - ؟؟
- الكيف و الماذا و الفهم الخاطئ للإستراتيجية بدلالة التخطيط
- كيف تصنع الاهداف الاستراتيجية
- جدلية العلاقة بين الاستراتيجية والعلاقات الدولية (مقاربة تار ...
- التحليل الاستراتيجي للبيئة والعوامل المؤثرة على صناع القرار
- التحليل الاستراتيجي للبيئة والعوامل المؤثرة على صانع القرار
- ماذا سيكلف سقوط الاسد لنجاد ونصر الله (محور الممانعة في خطر)
- برنارد لويس و مشروع تقسيم الشرق الاوسط بين الماضي والحاظر ( ...
- برنارد لويس و مشروع تقسم الشرق الاوسط بين الماضي والحاظر ( ا ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي بشار بكر اغوان - هذا ثمن العبث مع الولايات المتحدة الامريكية