أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! (4-8)















المزيد.....

النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! (4-8)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 13:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التعاليم الإلهية سرج العناية و طريق نحو تحقيق النضج الروحاني بين الخلق
لكل من المجتمعات الحديثة قيـمه ومعاييره لما يعتبره مقبولا من ناحية الأخلاق والتصرفات اللائقة والمتعارف عليها وعند تدقيق النظر نجد ان لكل هذه القيم جذورا في التقاليد والمعتقدات الروحية لذلك المجتمع إما في الديانات الحاضرة أو في المعتقدات القديمة في تاريخ المنطقة.
وجاءت كل الديانات السماوية بتعاليم روحية وأخلاقية وبقوانين وأحكام سيطرت على تعاملنا مع بعضنا البعض كأفراد ومجتمعات وحضارات الى أن أصبحت هذه القوانين والأحكام شيئا فشيئا متعارف عليها دوليا وعالميا الى حدّ ما، وصرنا نتوقعها ونتطلبها في حياتنا اليومية حتى في الدول التي لا يمارس فيها الدين بصورة جدية حسب الظاهر.
وترتب على اتّباعِنا وتقيّدنا بهذه الأحكام تطوّر وسموّ وترقّي المجتمعات البشرية ودفعت بنا بعيدا عن الطبائع الدنيّة التي فيها يتساوى الإنسان مع الحيوان وهكذا أدّت بالإنسانية الى نهوض حضارات تجذّرت فيها على مدى العصور أسباب السلام والاستقرار حيث ظهرت على مدى الأجيال معالم محددة لحقوق الإنسان من جهة ووضوح مسؤليات الفرد والجماعات من جهة أُخرى وعندها توفّرت أسباب للضعفاء ومنحت الأمل للعناية بمن قسى عليهم الدهر من الفقراء والمرضى والمساكين .
والدين البهائي كما هي الحال في الديانات والرسالات التي سبقته في التاريخ، جاء مؤكدا ً ومعزّزاً لهذه القيم الأخلاقية ومصرّا من جهة أن يكون تطبيقها والتمسك بها في كل لحظة في الحياة اليومية أينما كنا .. في البيت أو المدرسة أو العمل و مشددا ً على ان غير الأفعال الطاهرة لن يقبل أبدا ... ومن جهة أُخرى جاء موضّحا أنّ هذه الأحكام كانت دائما تعبر عن محبة الله لنا ورحمته بنا وبأننا بدورنا في تمسكنا بها وإطاعتنا لها والتقيد بها يجب ان يكون ذلك عن حبّ عميق نكـنّه في قلوبنا لله عزّ وجلّ وكذلك لبريّته وأن يكون اتباعنا لها طواعية ورغبة منا لإظهار هذا الحب وليس طمعا في الثواب أو خوفا من العقاب . وفي توضيح هذه المعاني نجد في كتابات حضرة بهاء الله :
"يا أبناء آدم .. تصعد الكلمة الطّيبة والأعمال الطّاهرة المقدّسة إلى سماء العزّة الأحديّة فابذلوا الجهد أن تتطهّر أعمالكم من غبار الرّياء وكدورة النّفس والهوى فتدخل ساحة العزّة مقبولة لأنه عمّا قريب لن يرتضي صيارفة الوجود بين يدي المعبود إلا التّقوى الخالصة، ولن يقبلوا إلا العمل الطاهر. هذه هي شمس الحكمة والمعاني التي أشرقت من أفق فم المشيئة الرّبّانيّ طوبى للمقبلين" (الكلمات المكنونة)
"يَا ابْنَ الوُجُودِ ! اعْمَلْ حُدُودِي حُبّاً لِي، ثُمَّ انْهِ نَفْسَكَ عَمّا تَهْوى طَلَباً لِرِضائِي" (الكلمات المكنونة)
"يا ملأ الارض اعلموا انّ أوامري سرج عنايتي بين عبادي ومفاتيح رحمتي لبريّتي كذلك نزّل الأمر من سمآء مشيّة ربّكم مالك الأديان لو يجد أحد حلاوة البيان الّذي ظهر من فم مشيّة الرّحمن لينفق ما عنده ولو يكون خزآئن الأرض كلّها ليثبت أمراً من أوامره المشرقة من أُفق العناية والألطاف قل من حدودي يمرّ عرف قميصي وبها تنصب أعلام النّصر على القنن والاتلال قد تكلّم لسان قدرتي في جبروت عظمتي مخاطباً لبريّتي أن اعملوا حدودي حبّاً لجمالي طوبى لحبيب وجد عرف المحبوب من هذه الكلمة الّتي فاحت منها نفحات الفضل على شأن لا توصف بالأذكار لعمري من شرب رحيق الانصاف من أيادي الألطاف إنّه يطوف حول أوامري المشرقة من أُفق الإبداع. لا تحسبنّ إنّا نزّلنا لكم الأحكام بل فتحنا ختم الرّحيق المختوم باصابع القدرة والاقتدار يشهد بذلك ما نزّل من قلم الوحي تفكّروا يا أُولي الأفكار" (الكتاب الأقدس)
أصبح من الممكن الآن أن ننظر إلى العالم البشري بنظرة عامّة شمولية وهو يناضل بعناد وإصرار خلال مراحل انتقاله التدريجي من مرحلة سنين المراهقة الى مرحلة النضوج الى ما ينبغي له ويليق به ولمّا كان هكذا إنجازات، أصبح من اللائق أن يـُعامـَل أفراد ُه معاملة الشخص الناضج الذي يتبوّأ مسؤلياته عن فهم وإدراك لأهميتها ويتمسك بالأحكام الإلهية عن ايمان بفوائدها وقيمتها في إصلاح العالم دون ان يحتاج لمن يجبره على أتباعها أو يـَعـِظه أو يذكـّره . ويكون هو نفسه الآمر بالمعروف لنفسه وناهيها عن المنكر.
لن تصل البشرية إلى نضجها دون إنصاف المراة و تعميم التعليم على جميع الشعوب
إِنَّ قضيّة تحرير المرأة، أي تحقيق المُساواة الكاملة بين الجنسَيْن، هي مطلبٌ مُهِمٌّ من مُتطلبات السّلام، رغم أَنَّ الاعتراف بحقيقة ذلك لا يزال على نطاقٍ ضيِّق. إٍنَّ إنكار مثل هذه المساواة يُنزل الظّلم بنصف سكّان العالم، ويُنمِّي في الرّجل اتِّجاهات وعادات مؤذية تنتقل من محيط العائلة إلى محيط العمل، إلى محيط الحياة السّياسيّة، وفي نهاية الأَمر إلى ميدان العلاقات الدّوليّة. فليس هناك أي أَساسٍ خُلُقِيّ أو عمليّ أو بيولوجيّ يمكن أن يبرّر مثل هذا الإنكار، ولن يستقرّ المناخ الخلقيّ والنّفسيّ الذي سوف يتسنَّى للسّلام العالميّ النُّموُّ فيه، إلاّ عندما تَدْخُل المرأة بكلّ تَرحاب إلى سائر ميادين النّشاط الإنسانيّ كشريكةٍ كاملةٍ للرّجل.
وقضيّة التّعليم الشّامل للجميع تستحقّ هي الأخرى أَقصى ما يمكن من دعمٍ ومعونةٍ من قِبَل حكومات العالم أجمع. فقد اعتنق هذه القضيّة وانخرط في سِلك خدمتها رَعيلٌ من الأشخاص المخلصين يَنْتَمُون إلى كلّ دين وإلى كلّ وطن. ومِمَّا لا جدل فيه أنَّ الجهل هو السّبب الرّئيسيّ في انهيار الشّعوب وسقوطها وفي تغذية التّعصّبات وبَقائها. فلا نجاح لأيّة أُمَّةٍ دون أن يكون العلم من حقّ كلّ مُواطِن فيها، ولكنّ انعدام الموارد والمصادر يحدّ من قدرة العديد من الأُمَم على سدّ هذه الحاجة، فيَفْرِض عليها عندئذ ترتيباً خاصّاً تَعتمِده في وضع جَدْولٍ للأَولَوِيَّات. والهيئات صاحبةُ القرار في هذا الشّأن تُحْسِن عملاً إِنْ هي أَخَذَت بعين الاعتبار إعطاءَ الأولويّة في التّعليم للنّساء والبنات، لأنَّ المعرفة تنتشر عن طريق الأُمّ المتعلِّمة بمُنْتَهى السّرعة والفَعَّاليّة، فتعمّ الفائدة المجتمع بأسره. وتمشيّاً مع مُقتضَيات العصر يجب أَن نهتمّ بتعليم فكرة المُواطنِيَّة العالميّة كجزء من البرنامج التّربويّ الأساسيّ لكلّ طِفل. (من رسالة السّلامُ العَالميُّ وَعْدٌ حَقٌّ تَرْجَمَةُ البَيَانِ الصَّادِرِ عن بَيْتِ العَدْلِ الأعْظَمِ والموجَّه إلى شعوب العالم ص25-26)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا وزارة الأوقاف : البهائية تعترف بسماوية الرسالة المحمدية و ...
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان -هذا اليوم-!3-8
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم } (2-8)
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم} (1-8)
- الحياة و الموت في كتب الله
- النفْس
- «إعتبروا الموت بأنه عين الحياة» حضرة عبدالبهاء
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية3-3
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية2-3
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية 2-3
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية1-3
- احتجاب سراج الدين وانحراف الطبيعة الإنسانية!
- تقسيم العالم بواسطة الدين كيف تم ولماذا؟3-3
- تقسيم العالم بواسطة الدين كيف تم ولماذا؟ 2-3
- تقسيم العالم بواسطة الدين كيف تم ولماذا؟1-3
- السّلامُ العَالميُّ وَعْدٌ حَقٌّ 5-5
- السّلامُ العَالميُّ وَعْدٌ حَقٌّ 4-5
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان - وجهة نظر بهائية
- السّلامُ العَالميُّ وَعْدٌ حَقٌّ 3-5
- السّلام العالميّ وَعْدٌ حَقٌّ 2-5


المزيد.....




- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! (4-8)