أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عطا درغام - الوضع القانوني للأرمن في مصر-2















المزيد.....


الوضع القانوني للأرمن في مصر-2


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 10:27
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


فشل معظم أرمن مصر في الحصول علي الجنسية المصرية. وعبثا ، حاولوا مرارا وتكرارا اكتسابها . فلم تقف وزارة الداخلية عند حد غض الطرف عن النظر في طلباتهم المودعة بدواليبها ، ولكنها لم تشأ حتي ان تتسلم أية طلبات جديدة. ويمكن تفسير هذه الظاهرة في ضوء عدة اعتبارات.
في الابتداء ، تركت معاهدة لوزان (1923) رعيا الدولة العثمانية السابقين، وعلي رأسهم الارمن، دون تحديد وضعهم القانوني. كما ان الجمهورية التركية- وريثة الدولة العثمانية- لم تقر أية حقوق لرعاياها السابقين خارج حدودها.
كما أوقع انضمام الجمهورية الأرمنية إلي الحظيرة السوفيتية أرمن مصر في دائرة الاشتباه الشيوعي. وقد عزز الأرمن أنفسهم هذا الاتجاه عندما اتهم حزب الطاشناق- المناهض للسوفيت- لدي الدوائر الحكومة المصرية خصومه السياسيين بالعمالة السوفيتية والدعاية الشيوعية.
ولهذا ، انتاب القلق السلطات الحكومية صوب أرمن مصر. وتنبثق تيار مصري من المناوئين للشيوعية يضع العراقيل أمام تجنس الارمن. وقد حاول هذا التيار بشتي السبل إظهارهم في صورة مشوهة، بل أكثر، اعتبارهم عنصرا ضارا لا يؤتمن إليه. وبذا ، أصبحوا محل ريبة السلطات والشعب في آن واحد.
كما نادي هذا التيار بوجوب منح الجنسية للعرب والفرس والأتراك الذين كانوا فيما مضي رعايا عثمانيين.اما الروس البيض والأرمن، فلا يجب منحهم الجنسية لأنهم سيستغلونها في محاربة الروح الوطنية وإضعاف مصر، وهو هدفهم الأسمي.
وقد لاحظ المسئولون الأرمن خطورة هذه الدعاية ليس علي تجنسهم فقط، بل علي وجودهم بمصر كلية. ولذا، نفي الراعي الأرمني في كل خطاباته وتقاريره إلي الحكومة المصرية أية علاقة مشبوهة لأرمن مصر مع الدول الأجنبية.أي تحديدا ؛ الاتحاد السوفيتي ودعايته الشيوعية:"..إن الأرمن القاطنين في الديار المصرية (1939) توافد أغلبهم من البلاد التركية تحت ضغوط الظروف السياسية المعروفة ( الإبادة الأرمنية)، وهي البلاد التي كان القطر المصري جزءا منها قبل تاريخ الحرب العظمي، وهؤلاء الأرمن الذين أصبحوا الآن علي حل من كل قيود أو صلة سياسية بالأقطار والحكومات الأجنبية هم من العناصر الأمينة التي تستطيع مصر أن تعتمد علي إخلاصه وتضع ثقتها في خدماتها بدون وجل.
وأدي هذا الاشتباه الشيوعي في الأرمن إلي تقاعس السلطات الحكومية عن منحهم الجنسية المصرية خاصة وأن المادة العاشرة من قانون الجنسية المتعلقة بإسقاط الجنسية المصرية للأجانب قد نصت في بنديها الثالث والرابع علي مايلي: " إذا أتي عملا من شأنه المساس بسلامة الدولة في الداخل أو في الخارج أو بنظام الحكومة أو بالنظام الاجتماعي في القطر المصري. وإذا نشر بطريق الخطابة أو الكتابة أو إحدي طرق النشر الأخري أفكارا ثورية مغايرة لمباديء الدستور الأساسية".
يضاف إلي ماسبق أن المصريين قد امتعضوا من الأرمن بسبب موقفهم السلبي إزاء القضية المصرية الوطنية ضد الاحتلال البريطاني. ورغم أن الأرمن لم يتمتعوا بامتيازات الأجانب، فقد اعتبرهم المصريون من الأجانب المنتفعين بخيرات بلادهم. وبذا ، وقع الأرمن في دائرة صراع البورجوازية الوطنية ضد " ممثلي الرأسمالية غير الوطنية". زد أيضا ، التباين العرقي واللغوي والثقافي والتقاليدي بين الأرمن والمصريين.
وبناء علي هذا المناخ، أحجمت الحكومة المصرية حتي نهاية الحرب العالمية الثانية عن منح جنسيتها للأكثرية الأرمنية. وقد نجم عن ذلك إيثار"3698" أرمني مغادرة مصر إلي أرمينية السوفيتية.
ورغم أن قانون الجنسية المصرية لعام 1929 لم ينجم عنه حصول أغلبية أرمن مصر علي المواطنة ، إلا انه أدي من ناحية أخري إلي حصول كثير من الأجانب علي الجنسية المصرية. ولهذا أصدر المشرع المصري قانون الجنسية رقم"160" في 18 ديسمبر 1950 بغية تضييق الخناق علي تجنيس الأجانب بالجنسية المصرية، وقد نقل تشريع 1950 عن تشريع 1929 الكثير من أحكامه بما فيها تلك المتعلقة بتأسيس الجنسية المصرية وبتنظيم انفصالها عن الجنسية العثمانية.
وهكذا، أدخل قانون الجنسية رقم (160) الأرمن في دائرة الأجانب الذين أرادت الحكومة المصرية تحجيم تجنسهم بجنسيتها في مصر. ولذا ، أثار رؤساء الجالية قضية التجنس في الأوساط الحكومية المختلفة وأثبتوا بشتي الوسائل ولاء الأرمن لمصر وأحقيتهم بمواطنتها .بيد أن أهم ما عرقل حصول الأرمن علي الجنسية ما أعلنه حزب الطاشناق بأن الشيوعية تخرب المجتمع الأرمني في مصر، ومن ثم ، لم يعد هذا خطرا علي مصر . ولتوخي الحذر وتجنب المخاطر، يجب منح الجنسية للأرمن الذين لا يميلون إلي الشيوعية وينتمون إلي الأحزاب المناهضة لها. وقد أثمر هذا الإعلان عن ارتياب الحكومة في أرمن مصر بخصوص الشيوعية، ولهذا ، خولت إلي حزب الطاشناق تقرير أهلية الأرمن راغبي التجنس. وخصص الحزب غرفة في نادي "نافاسارت" بالقاهرة عرفت ب"غرفة الحصول علي الجنسية". وقد استغل الحزب هذه العملية في مغازلة الأرمن للحصول علي أكبر عدد من أنصاره أو علي الأقل ضمان أصواتهم في انتخابات المجلس الملي.
وبذا ، نال فقط الأرمن الذين رضي عنهم حزيب الطاشناق مجرد حق تقديم طلبات التجنس إلي وزارة الداخلية ، وليس الحصول علي الجنسية ذاتها. وفي نفس الوقت، حاصرت الحكومة حتي الأرمن الحاصلين علي الجنسية المصرية. ففي أوائل عام 1951، عندما تقدم هؤلاء إلي إدارة الجوازات والجنسية لتحديد جوازات سفرهم ، قبلت الإدارة تجديدها لمدة سنة أشهر فقط في حين أن القاعدة المتبعة في تجديد الجوازات لمدة عام.
وجدير بالذكر أن هذه المعاملة قد خص بها المصريون الذين هم من أصل أرمني دون غيرهم من المصريين. ولذا ، ناشد المطران سيرونيان وزير الداخلية محمد فؤاد سراج الدين باشا "لرفع هذا الحيث عن فئة من المصريين هم في نظر القانون والدستور والعدالة علي قدم المساواة مع جميع المصريين".
وهكذا ، تبدو صورة أرمن مصر عشية قيام ثورة 23 يولية 1952 قلقة وحرجة بسبب عدم تجنسهم وتضييق الحكومة خناقها حتي علي المتجنسين. وبقيام الثورة وما أشاعته من نظام جديد، ازداد قلق الأرمن وغير المتجنسين واضطربت أوضاعهم لا سيما بعد صدور القوانيتن الخاصة بإقامة الأجانب. ولذا ، سارع راعي الأرمن سيرونيان بطرح قضية غير المتجنسين علي السلطات الحكومية وعررض مسألتين أساسيتين في 18 مارس 1955 علي المدير العام لمصلحة الهجرة والجوازات والجنسية.
دارت المسألة الأولي حول الأرمن الذين جاءوا إلي مصر منذ عام 1923 ؛ أي بعد معاهدة لوزان ، ولم يتمكنوا من الحصول علي الجنسية المصرية لعجزهم عن تقديم المستندات المطلوبة " فبقوا دون أية جنسية مما جعلهم في وضع شاذ سبب لهم متاعب كثيرة". ولما كان هؤلاء الأرمن قد استقروا بمصر واتخذوها موطنا لهم، فغن المطرانية ترغب في حصولهم علي بطاقات الإقامة تمشيا مع قانون الأجانب. ولكن لما كان هؤلاء الأرمن لا يقدرون بسبب ظروفهم علي تقديم المستندات الكثيرة المثبتة لإقامتهم، ولما كانت أسماؤهم مدرجة في سجلات المطرانية باستمرار منذ حضورهم إلي مصر ، فإن المطرانية ترجو قبول الشهادة الصادرة منها إثباتا للإقامة محل شهادات الإقامة التي تصدر من القنصلية بالنسبة للاجانب ذوي الجنسيات المعينة.
أما المسألة الثانية ، فقد خصت العجزة والمقعدين الذين لا يتمكنهم حالتهم الصحية ولا ظروف حياتهم من التقدم للإدارة للحصول علي الطلبات والبطاقات وإعادة تقديمها إليها ، كما أن بعضهم لا يعرفون القراءة والكتابة . ولذا، عرضت المطرانية علي الإدارة المخلصة إيفاد مندوبا من قبلها ينوب عن هؤلاء الفقراء في إتمام الإجراءات. كما التمست المطرانية إعفاء هؤلاء المعوزين من دفع رسوم الإقامة خاصة وأنهم يعيشون علي الإعانات الشهرية التي تمنحها إياهم.
جاء رد الإدارة العامة للجوازات والجنسية علي المطرانية الأرمنية في 7 أبريل 1955 وفيه : رفضت الإدارة قبول شهادات المطرانية لإثبات تاريخ حضور الأرمن إلي مصر وإقامتهم بها ويستلزم تعزيزها بشهادات وإثباتات أخري. ووافقت الإدارة علي إيفاد مندوب من المطرانية عن غير القادرين. كما وافقت علي إعفاء العجزة وغير المعوزين من رسوم الإقامة وفقا للقرار الوزاري الصادر في 20 مايو 1953 بالنسبة للعجزة والملاضي الموجودين في الملاجيء والمستشفيات فقط.
أحدث ذلك دويا في أوساط الأرمن غير القادرين. ولذا ، رفعت المطرانية قضيتهم في 20 أبريل 1955 إلي وزير الشئون الاجتماعية وناشدته ب"ندب من يلزم من السادة الباحثين لبحث حالة هؤلاء الأشخاص والتأكد من مدي عوزهم وانطباق القرار الوزاري المشار إليه عليهم". كما ناشدته بإخطار نتيجة البحث إلي إدارة الهجرة والجوازات والجنسية بوزارة الداخلية. وقد جاء رد الشئون الاجتماعية علي المطرانية " بضرورة أن يتقدم هؤلاء الأرمن إلي الوحدات المختصة كل في منطقته لإعفائهم من الرسوم بعد بحث حالتهم هناك".
وبينما تأرجح الوضع القانوني للأرمن في مصر علي النحو السابق، أصدر المشرع المصري قانون الجنسية رقم "391" لسنة 1956 . وبمقتضاه حرص المشرع علي تمصير أسس الجنسية المصرية بعدم إعادة النص علي تعبير الرعوية العثمانية. وحدد المصريين الأصول بالتوطن قبل يناير 1900 إذا استمر هذا التوطن حتي تاريخ العمل بالقانون الجديد. كما ابتغي المشرع حماية الجماعة الوطنية من الأشخاص الذين لا يدينون بالولاء لها.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع القانوني للأرمن في مصر-1
- المهن والوظائف التي اشتغل بها الأرمن في مصر-2
- المهن والوظائف التي اشتغل بها الأرمن في مصر-1
- النشاط التجاري للأرمن في مصر
- النشاط الحرفي للأرمن في مصر-2
- النشاط الحرفي للأرمن في مصر-1
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-6
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-5
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-4
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-3
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-2
- النشاط الاقتصادي للأرمن في مصر-1
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية-7
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية-6
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية-5
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية-4
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية -3
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية -2
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية
- الصراع الحزبي الأرمني في مصر-2


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عطا درغام - الوضع القانوني للأرمن في مصر-2