1+1....(مجتمع من اثنين)

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4654 - 2014 / 12 / 6 - 11:34
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

في بلادنا وثقافتنا الموروثة, يتكرر التعامل مع ثلاثة ظواهر حب, جنس, زواج وكأنها عنصر بسيط ومفرد.
وهذا المولّد المركزي لعقد الشرق وبؤرة التوتر_ تقاسمه الشدة صبوة التحكم والسيطرة. أو ذلك التعبير الماركسي المدهش: تمط الانتاج الآسيوي.
الحب زهرة الفنون والفلسفة والأديان والأخلاق.....خصوصا الشعر.
الجنس ظاهرة بيولوجية تشرط المملكة الحيوانية وضمنها الانسان بالقوة_ والفعل.
الزواج مؤسسة اجتماعية_ هي الأقدم , والأكثر اشكالية وتوترا و.......روعة , ربما!
* * *
ماذا يوجد بعد الأسوأ؟
ماذا يوجد بعد الأجمل؟
* * *
جميعا على مستوى الأخيولة الطفلية_ شديدة التأثير( وإن تكن لا شعورية غالبا), ومعظمنا على مستوى التوقع الشعوري والعقلي, نطلب الثلاثة ( جنس, حب, زواج " اعتراف بلمشروعية") في عنصر واحد بسيط ومفرد, وفي شخص واحد. وهذا حق كحلم.
لكننا نلاحقه غالبا, خلسة وبطرق ملتوية, أو في استيهاماتنا المتناقضة مع واقعنا المعيشي.
الحل الشرقي: الفصل بين الحب والجنس وبينها وبين الزواج.
بعدها دخلنا ظلمة الحرملك( الفصل بين الجنسين)_ الفساد الأخلاقي في ثياب التنكر والايديولوجيا.
ولا يمكن التنبؤ بكيفية الخروج وزمنه!
* * *
الحب نمط أولي_ اشتياق إنساني عارم ومتأصل.
هو السبب في خيبة الزواج المتكررة. لا يستطيع فرد (امرأة أو رجل) أن يكون بمستوى توقعات عاشقه أبدا.
لكن توجد خصيصة مشتركة أيضا_ تخفف من صدمة الواقعي. الهلع الطفولي والذعر من أن يكشف عن نقصنا_ وعدم كماليتنا. وعندما نتقبل _ أو يتقبلنا (الشريك.ة), وكما نحن عليه!
يحدث ارتياح عميق وشامل ,يعدل تأثيره الخيبة وجفاف الحلم.
* * *
نتبادل الاحتقار على مدى العصور.
مرات يكون مضمرا, أو يتم التعبير عنه مواربة, تحت أغطية البلاغة والتبرير.
الآن بارز: نتبادل الاحتقار جهارا. ونبرز أسوأ ما فينا.
مزدوجة: الوظيفة_ الهواية.
ثنائية : الزوجة_ العشيق أو العشيقة_ الزوج.
حلقة: ثورة_ ثورة مضادة.
* * *
الطغيان الانفعالي_ السمة السيكواوجية المركزية للانسان المقهور( مصطفى حجازي).
الطغيان الانفعالي يمثل حلقة مفرغة من الافقار الذاتي_ لا تتوقف إلا بالدمار الكامل( قتل انفس أو الآخر).
أو تحدث طفرة_ على المستوى الاجتماعي أو الفردي.
حلقة الاغناء الذاتي_ التي عرفتها الحكمة البشرية المشتركة وكرستها عبر العصور والأجيال.
محبة النفس ومحبة العالم _ معرفة النفس ومعرفة العالم.
* * *
1+1= أقل من واحد.
1+1= أكثر من واحد وأقل من اثنين.
1+1= اكثر من عشرة آلاف.
* * *
مع أنني تطرقت إليها سابقا, اعيد صياغتها بتعبير مثكف ومحدد أكثر( لأهميتها كما أعتقد).
_ النمط الأول ينتمي إلى نظام وعقلية الندرة السيكولوجية, الاقتصار على التلقف والأخذ, شخصية اتكالية ( إريك فروم: الانسان من أجل ذاته_ ترجمة محمود منقذ الهاشمي).
معادلته الأساسية:
جهد أدنى_ مردود أعلى
تكلفة دنيا_ جودة عليا
هذا النمط لا يقتصر على العلاقة بين الجنسين_ وإن كانت تتركز أكثر, بل تمتد إلى مختلف العلاقات الاجتماعية.
كل طرف يسعى لأن يستتبع اللآخر, ويحوله إلى موضوع لرغبته وحاجاته المشروعة أو تلك اللاعقلانية. نتيجة التنافس والصراع يخسر الطرفان.
ومع مرور الزمن, يستمر مبدأ الحياة الأساسي( نمو وتوسع أو ضمور وموت) في عمله خارج رغبة وإرادة البشر, فتتناقص قدرات وكيان كلا من طرفي العلاقة_ لتنحدر في اتجاه قطب الصراع التدميري في النهاية.
_ النمط الناضج, العطاء وعقلية الوفرة.
لا توقعات مسبقة _ الرغبة تلي المقدرة وتتبعها وليس العكس.
نمط نادر الوجود في كل العصور, لكنه حقيقي_ كما تؤكده الآداب المختلفة والفنون والفلسفة وغيرها من الأنشطة الانسانية العليا.
وقد صاغه الحكيم لاوتسي بأبهى عبارة:
1+1=أكثر من عشرة آلاف.
لكن, في كل مغامرة أو حتى تنافس بريء لا يوجد سوى احتمالين: زيادة أو نقصان_ خسارة أو ربح. غالبا ما تميل العلاقة من قطب الحب والتعاون إلى النقيض_ قطب الصراع والتدمير.
وفي الحياة الفعلية (هنا_الآن) لا يمكن تجنب المسؤولية وأعمال الماضي.
_ النمط الثالث المحيّر دوما! لأن العتبة تحدد السقف وليس العكس.
النمط المتوسط_ التبادل.
الشخصية التسويقية (بنية الطبع التسويقي عند إريك فروم). يتم تحديد النتيجة مع الخطوة الأولى. نمط المقايضة الكلاسيكي.
1+1= أكثر من واحد وأقل من اثنين.
_ العدو للأفضل عادة الجيد.
_ العدو للوسط ليس الجيد فقط, بل الأسوأ
كثيرا ما ننسى هذه البديهية.
* * *
الاختلاف في الفكر معرفة.
الاختلاف في القيم صراع.
* * *

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات