|
الحشد الشعبي ------- منجز وطني كبير
عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 4653 - 2014 / 12 / 5 - 18:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدولة التي تحمل مقومات الوجود الأثنوغرفي ، والجغرافي ، والعمق الحضاري ، وأرشيف تأريخي ، فهي حيّه تحمل جينات ديمومة الخلود الأزلي ، فتتوفر فيها " الحصانة " عند تعرضها للمنعطفات والمطبات التأريخية ، صحيح أنّها تكبو ولكنها سرعان ما تقف بشموخ متحديةً عوادي الزمن ، بكيانٍ أقوى أكثرعنفواناً وألقاً ، ها هوعراقنا العظيم ذلك الجبل الأصم ، والطود الشامخ تكسّرتْ على صخرةِ صموده الأسطوري جميع الغزوات الطامعة ، والأنقلابات الشوفينية . أنّ نكبة أو نكسة حزيران الموصلية في 10-6-2014 واحده من مدلهمات وعوادي الزمن الأغبر ، ترك شرخاً عميقاً في الذاكرة العراقية طالما هناك حياة في كوكبنا ، لأنّ الصدمة كانت عنيفة ومروّعة عندما تعرّض العراق لموجة سونامي كاسحة مدمرة من قطعان بهائم أتتْ على الحرث والنسل منذُ تأسيس الدولة العراقية الفتية ، حين أحتلتْ عصابات داعش ثلث مساحة العراق ب400 معتوه مختل عقليا شذاذ آفاق ، مقابل 700 ألف عسكري عراقي وبفترة قياسية لا تتجاوز الساعات ، لا--- لآنّ داعش ذات قوّة أسطوريه أبداً ، لأنّ مثل هذا الأنهيار النفسي والمعنوي ، شيء طبيعي وخصوصاً عندما يكون اللاعب الرئيسي في الساحة ال "سي – آي - أي " الأمريكي السيء الصيت ، والتأريخ يعيد نفسهُ في أنقلاب شباط الأسود عام 63 عندما أقتحمت أربعة دبابات فارغة من العتاد و40 من الشقاة البلطجية وزارة الدفاع + بيان رقم واحد ، وبساعات أنهار النظام وجيشهُ والجماهيرالمليونية المؤيدة والمحيطة بالنظام ، فهي بمثابتة الصدمة الكهربائية العنيفة ، فسرعان ما تستيقض منها الشعوب الحيّة . فداعش تمكنت من التدمدد والسيطرة *( أبزود القادة العسكريين الثلاثة النشامى ومعهم محافظ الموصل الصنديد الذين تركوا أرض الشرف أرض المعركة ولاذوا بالفرار وتركوا جنودهم ومعداتهم غنيمةً للعدو الغاشم . *منصات الأعتصام ولأكثر من سنة التي أصبحتْ ملاذاً للأرهابين وجمع الأسلحة . *أمريكا داعمة الأرهاب ، وصانعة داعش ألتي لاتتعامل ألا مع الملثمين ، *والبعث الصدامي، والرياض ، وعمان ، أنقره ، دبي والخلايجه ( أخوة يوسف) الكويت ، وفنادق أربيل ومطارها( مع الأسف ) . . نهوض الفارس من كبوتهِ والحمد لله في 11-6 تمكن جيشنا الباسل من أمتصاص "الصدمة" وأستيعابها ، والتحول إلى مرحلة الهجوم ، وأخذ المبادرة من العدو والبدأ بالتقدم والزحف المقدس وتسطير النصر ، وكان " للحشد الشعبي " دوراً محورياً في تغيير الصورة العسكرية ، وجاءت فكرة الحشد الشعبي المنقذة من دعوة {المرجعية الرشيدة} " للجهاد الكفائي" في 19 حزيران 2014 ، الذي حال دون سقوط بغداد والعراق برمتهِ بين براثن داعش فعندها لبى آلآف المتطوعين نداء الحق في أنقاذ الوطن من المحتل الغاشم وحفظ الأعراض والحرمات والممتلكات ، التي يكون الجود بالنفس دونها { شهيداً } حيث يتفق حولهُ جميع الأديان السماوية ، والقوانين الوضعية ، وهو ليس ثمة حدث تكتيكي طاريء بل هو ولادة ومؤازرة ملايين العراقيين ، فالحشد الشعبي مع القوات المسلحة والعشائر المنتفضة ضد داعش في آمرلي وجرف الصخر وبيجي ومصفى بيجي واليوسفية والمحمودية واللطيفية وحمرين وكركوك وصلاح الدين . وكانت الهجمة الأعلامية الشرسة الظالمة جزاء " الحشد الشعبي " !!!!!!! فالحشد الشعبي كانت أكبر تظاهرة وطنية بحشودها ألتي أزدادت نمواً وعدداً وقوةً ومعنوية لم يسبق لها مثيل في سفر التضحية والأيثار وحب الأوطان والتضحية بالغالي والنفيس لأجل الألتحاق بجبهات العز والشرف ، وهو الذي طهر حزام بغداد وقاتل في جبهات متعددة يواصل الليل بالنهار بنزرٍ يسيرٍمن المعيشة ، و سلاحهُ الكلاشنكوف فقط ، ويقوم بمهمة الجهد الهندسي بتنظيف الطرق من العبوات الناسفة الملغومة من قبل العدو تارة أخرى ، وقدم العشرات من الشهداء يومياً في أطفاء العبوات الناسفة ، وقدم المئات عند تحرير جبال ووديان حمرين ، وهم شيباً وشباباً بل وشيوخاً وأكثرهم فقراء ، منهم من باع موبيلهُ ليدفع أجور نقلهِ إلى جبهات القتال !! ومنهم من باع مصوغات زوجته ليبقي لهم مصروف غيابهِ ، وفي أوقات الراحة القليلة يفترش تراب وطنهُ لايبالي هوام الأرض من عقارب وأفاعي!! ، والذود عن حرائر الوطن من السبي والبيع في أسواق النخاسة ، يقاتلون بدون رواتب !! ، ---- أمن الأنصاف تشويه سمعة هذهِ الشريحة الوطنية وأنكار دورها الوطني ؟؟؟ ، ولا أنكر بأنها مخترقة من قبل العدو الذي هو ديدنهُ حتى في المظاهرات لتفريغها من الوطنية ، وتشويه كرامة العراق وهيبتهِ . وأعتقد جازماً أنّ هذهِ الحملة الأعلامية الشرسة والظالمة بمزاعم واهية لا سند لها حين يهولها ويضخمها أشخاصٌ خونة وعلامٌ مضاد ، ضد الحشد الشعبي وتشكيلاتهِ ، غايتهم التعتيم على الأنتصارات ألتي حققها ، وتهميشها ، وتشويه سمعة الحشد الشعبي وتشكيلاتهِ المقاتلة ، وخلق حاجز نفسي بين أهالي المنطقة وبين القوت المسلحة وجاءت متزامنة هذهِ الزوبعة الأعلامية السوداء ضد الحشد الشعبي مع الهجمة الأماراتية – الأمريكية – الأسرائيلية ضد المقاومة العراقية ، وهذهِ الزوبعة الأعلامية تعلو كلما أندحرت داعش وأختارت الهزيمة أمام قواتنا الباسلة ، والذين يتجاوزون على الحشد الشعبي ، هم "الرتل الخامس" التي تشير بوصلتهم المشبوهة وبأذلال بأتجاه الأجنبي ، بعضهم في البرلمان ، وآخرين قابعين في عمان ، وفنادق الخمسة نجوم في أربيل ، وجنب صالات الدسكو في بيروت ، {والكثير من المنصفين وأصحاب الضمائر الحية دحضوا هذهِ الهجمات الأعلامية ، صرح وزير الدفاع د/ العبيدي يوم 2-12- من خلال أجتماعهِ بالقيادات الأمنية في ديالى " بأن الحشد الشعبي منضبط ويعمل تحت أدارة القيادات الأمنية " }. تحية أجلال وأكبار للحشود الشعبية وللعشائر المنتفضة بوجه داعش الأرهابي ، والمجد للواهبين أرواحهم في الذود عن حياض الوطن المقدس ، وتباً للعملاء ألذين باعوا أنفسهم والعراق للأجنبي ، وألف { لا } لفضائيات أبواق الدس والكذب والتزوير ----- عبد الجبار نوزري/ السويد في/ 5-12-2014
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أرشيف البيت الهاشمي ------ قراءة في منهجية - الحسن السلمي
...
-
{ لا } --------- للتمييز في البرلمان بين الشهداء
-
ثقافة الفوضى----- وحكومة المقبولية
-
أضاءات سوسيو نفسية ------- في أوهام البطولة الداعشية
-
مصفى بيجي ------- 150 يوم صمود أسطوري
-
السياسة الأنبطاحية -------- لحكومة المقبولية
-
أيها العراقيون -------- أحذروا - ديمبسي - !!!
-
عُكاظ ----- الموصل
-
التقشّف ------- حذاري الرغيف خط أحمر
-
مُعلّمْ البروليتاريا------- كارل ماركس
-
المناضل القس - لوثر- والحلمI have adream
-
تجليات مسودّة قانون الرأي والتعبير----- بين الواقع الوطني وا
...
-
فضائح السياسة الأمريكية في الوجود الداعشي
-
خواطر بغدادية ------- أحلاها مُرْ
-
لعبة التسقيط
-
منظومة الحرس الوطني------- أستراتيجية خطيرة
-
الرئاسة البرازيلية ------- وشيء من الهذيان !!
-
البرنامج الحكومي--------- بين المشروعية والمزاجية
-
التحالف الغربي - الأمريكي - العربي------- وموقف البيت الشيعي
...
-
- شيلة - أم الشهيد ----- أتشوّرْ !!!
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|