أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال بالمقدم - البحث عن الحقيقة














المزيد.....

البحث عن الحقيقة


كمال بالمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 4653 - 2014 / 12 / 5 - 15:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو قُـــدّر لكـ أنْ تخوض حــوار مع أي شخص تقريبا مهما كان إنتماءه الفكري و سألته : هل أنت راغب في الحقأأأيقة مخْلص من أجلها ؟ لأجابكـ : نعم .!

هناك شبه اجماع بشري على حب الحقيقة ومهما وجدت من اختلاف و تباين كبير بين وجهات النظر للـــناس فإن هذا الأمر قد يكون من الأمور المُــجمع عليها ... هذا هو المبدأ الأساسي في مسألة البحث عن الحقيقة : [ الجميع يريد الحقيقة ] لكــن هذا المبدأ يقود فيما بعد لممارسات مختلفة بحثاً عن الحقيقة ... منــــاهج متباينة في كيفية تعيين أو الوصول إلى ما هو حقيــقة .

كنت أخوض أحد النقاشات مع أحد الأشخاص و سألته : هل أنت باحث عن الحقيقة ؟ أعني .. هل نقاشنا هذا يصب في خانة [ البحث عن الحقيقة ] سواءً من قبلي أو من قبلك ؟ فأجاب : نعم ... لم يكد يمضي وقت قليل على بدء مناقشتنا حتى بدأ يستخدم معي أسلوب [ أنا أريد هدايتك ] ... ثم أعترف تماما أنه دخل النقاش في محاولة لإقناعي لأنه يعتقد بأنه يمتلك الحقيقة .! الناس في مسألة بحثهم عن الحقيقة يمكن تقسيمهم لفئتين :

1- فئة تنطلق من الصفر باحثة عن ما هو حقيقة أو على الأقل باحثة عن أصوب الأراء من بين الكثير من الأراء .
2- فئة تنطلق من قناعة و تحاول في بحثها تأكيد هذه القناعة .

الفئة المقصودة بهذا الموضوع هي الفئة الثانية ... هل يمكن إعتبار من ينتهج هذا النهج في بحثه عن الحقيقة باحث حقيقي عن الحقيقة ؟

يقول علي الوردي عن هذه الفئة : [عيبهم الكبير أنهم يتبعون مبدأ التناقض فعليا و ينكرونه نظرياً فهم يجرون في أقيستهم المنطقية وراء كل أمر تميل إليه قلوبهم ثم يدعون أنهم يسعون وراء الحقيقة المطلقة ] و علي الوردي يقصد بالتناقض هنا أنك لو سألت هذا الشخص هل أنت باحث عن الحقيقة فسيجيبك : نعم و هذا هو الجانب النظري من المسألة . رغم كون التطبيق [ الجانب العملي ] يعارض هذا المبدأ النظري تماما لأن هذا الشخص لم ينطلق بحثا عن الحقيقة ... هذا الشخص انطلق من نقطة إمتلاك الحقيقة و راح يجري لتأكيدها .! هذا الشخص سيستخدم المنطق فقط عندما يريد أن يؤكد قناعاته و سيكف عن نظرته المنطقية في تناوله لبقية الأراء و الأفكار المعارضة .! هذه ليست عملية بحث عن الحقيقة .. هذه عملية [ صناعة ] للحقيقة حسب المزاج و الهوى ... لذلك يقول نيتشه : [ إن القناعات الراسخة أخطر على الحقيقة من الكذب ] ذلك لأنها تعيق آلية البحث عن الحقيقة قبل أن تبدأ و لا تسمح ببحث مثل هذا أن يتم بشكل صحيح ... بل تقتله في مهده مع الإدعاء بأنها تتبعه بحذافيره و مخلصه في سبيله .

الحقائق التي لا تتعرض للشك و لا تخضع للتفكير هي ليست حقائق ... الحقائق المركونة في رف عالي لا يمس يحق لنا أن نسأل ما الذي جعلها حقائق في المقام الأول ... هناك جانب مضيء حتى لمن يدعي إمتلاك الحقيقة و يرتكز على هذا في بحثه [ إن جاز تسميته بحث ] .

المنطلق من البحث عن الحقيقة ... إنطلاقا من فكرة أنه يملك الحقيقة قد يكون له جانب مضيء : إن كان بحثه ينطلق من رغبته في معرفة هل ما يؤمن به هو الحقيقة فعلا أم لا .. أي أنه ينطلق في بحثه من إيمان بأن لديه الحقيقة لكنه يريد أن يعرضها للإختبار و ليس أن يؤكدها .! يريد أن ينزل تلك الحقيقة من الرف رغم إيمانه بها لكنه يريد تعريضها للشك بكل حيادية حتى يحسم الأمر .

المنهج الإنشتايني : [ الحقيقة هي ما يثبت أمام إختبار التجرية ] ... يمكن أن ينظر لهذا الشخص كباحث عن الحقيقة في حال لم يتمكن منه التحيز و هوى النفس بعد ذلك ... و هذا المنهج أو المنطلق البحثي مقدر تماما إذا ما فهمنا صعوبة أن يتخلى البشر كلية عن ما اعتقدوا بأن الحقيقة طوال حياتهم و يبدأوا من نقطة الصفر .. فالبشر مخلوقات عاطفية أيضا و ليست عقلانية فقط ...



#كمال_بالمقدم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدالة ربانية
- قميص عثمان
- تصرف بدائي قديم تجاوزته المجتمعات المتحضرة
- العلمانية هي الحل
- خرافة مطمئنة
- ازمة هوية
- السلفية والأصولية
- حسن الخاتمة وأثرها السيئ على الاخلاق
- قريش بين شرعية النبوة ومشروعية السؤال
- منطق حول قصة الخلق
- انتباه ! القرآن يحاجج
- دين افضل من دينك
- امور لا يقبلها العقل


المزيد.....




- سيناريوهات حاسمة تنتظر -الإخوان- بالأردن بعد كشف خلية الفوضى ...
- محمود عباس: نؤكد دعمنا للجهود المبذولة للحفاظ على الوجود الف ...
- كيشيناو تمنع رئيس الأساقفة من السفر إلى القدس مجددا
- استجواب جماعي لرجال الدين الأرثوذكس في مولدوفا
- رئيس البعثة الكنسية الروسية في القدس: سلطات كيشيناو تتدخل بش ...
- الكنيسة الروسية تعلق على تعطيل كيشيناو رحلة أسقف المطرانية ا ...
- إصابات إثر اعتداء للمستعمرين في سلفيت
- المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة وسط أجواء مثقلة ...
- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال بالمقدم - البحث عن الحقيقة