شه مال عادل سليم
الحوار المتمدن-العدد: 4653 - 2014 / 12 / 5 - 12:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمر علينا اليوم ، الذكرى الاولى لإغتيال الصحفي ( كاوە-;- محمد احمد كرمياني) المعروف بـ(كاوه كرميانى )، وسط غياب لأي نتائج تحقيقات أمنية ,رغم مرور العام الأول على الجريمة التي هزت الشارع الكردستاني .......
لقد تعرض الصحفي (كاوه كرمياني ) خلال عمله لقدر كبير من الاعتداءات والإصابات والتهديدات والضرب المبرح والملاحقة المستمرة من قبل مسؤولين سياسيين وآخرين في حكومة الإقليم ,وقد رفُعت ضده كثير من الدعاوى القضائية من قبل أشخاص متنفذين فاسدين ، بسبب (نشرمواضيع ومعلومات ووثائق تتعلق بالفساد الاداري والمالي وفضح اللصوص وتجار النفط )( 1) ....وكان الشهيد من الاوائل الذين ساهموا في فضح اللصوص وتجار النفط أعداء الشعب والوطن في منطقة (كرميان) المخنوقة برياح السموم والأنفال ....( هناك وثائق صوتية لاشخاص معروفين يهددون الصحفي( كاوة كرمياني )عبر الهاتف الجوال ويقولون له : سوف نقضي عليك اذا لم تترك منطقة كرميان ), وفي كل مرة كان الشهيد يرد عليهم ويقول : لم اترك (كرميان) لصدام المقبور ولانفاله .....وعليه لا اتركها لكم ايضأ .... افعلوا بي ما شئتم، فلن اترك اللصوص وتجار النفط يسرحون ويمرحون على هواهم ويسرقون أموال الشعب ) .....!!
ان جريمة اغتيال الاقلام الحرة في الصحافة الكردية من امثال(سوران مامه حمه )(2)و (سردشت عثمان)(3) و(كاوة كرمياني) تذكرنا بالجرائم الوحشية التي كانت متبعة من قبل ازلام النظام البعثي الفاشي وكل الجلادين القتلة الذين ترهبهم الاقلام والافكار والاراء الحرة اينما كانوا
وبمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الصحفي (كاوة كرمياني) , نرفع اصواتنا عاليأ من جديد ونستنكر ونحتج ونصرخ ونتضامن مع عائلة الشهيد (كرمياني ) ,شهيد الحرية والرأي والقلم ومع زملائه الصحفيين ، وندعوا سلطات اقليم كردستان الى ضرورة اعادة فتح ملفات الجرائم وعمليات الاغتيالات التي استهدفت ( كاوة وسوران وسردشت ) ونطالب الجهات الأمنية والسلطات المعنية في حكومة إقليم كردستان بضرورة اعادة فتح تحقيق لكشف الجناة الحقيقيين ومن يقف وراءهم ...الجناة الذين أرعبهم هذه الاصوات الجريئة وهم يفضحون الفساد والفاسدين بالادلة والوثائق .....
وهنا نسأل ... وعدت حكومة الإقليم بان تتابع وتحقق لكشف قتلة الشهيد الصحفي (كاوه كرمياني ) وتقديمهم للعدالة ,كما طالبت رئاسة الاقليم بـ( العمل على تقديم المجرمين إلى القضاء بأسرع وقت ومعاقبتهم ) ......؟!
بعد مرور سنة على جريمة الاغتيال نسأل : اين وصل التحقيق في اغتيال الصحفي( كاوه كرمياني) التي بدأت فور حدوث الجريمة في 5 ـ 12 ـ 2013 ؟ الى متى يقف القانون عاجزا امام سلطة الاحزاب ؟ الى متى تستمر التجاوزات على حرية العمل الصحافي ؟ اين قتلة ضحايا 17 شباط 2011 في السليمانية والتظاهرات التي تلتها في الاقليم, ومن وراء هؤلاء القتلة و المتورطين في قتل الابرياء من ضحايا الاحتجاجات والتظاهرات في 17 شباط الدامية 2011 في السليمانية ومناطق اخرى من الاقليم ؟
نعم .....نعم ... ان صمتنا وسكوتنا عن معرفة نتائج التحقيق في اغتيال الصحفي (سوران مامه حمه وسردشت عثمان) أدى الى اغتيال الصحفي ( كاوة كرمياني) , وان صمتنا عن نتائج التحقيق في حادث 17 شباط 2011 في السليمانية سيزيد من سطوة القتلة ويشجعهم على ارتكاب جرائم مماثلة أخرى ....!!
اخيرا .....
ندين وبشدة اللامبالاة التي تعامل بها الجهات المسؤولة في الاقليم لمتابعة ملابسات تلك القضايا من أجل الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة لإنزال العقوبات القانونية بحقهم.....
كما ننتقد بشدة سياسة الإفلات من العقاب وعدم حيادية القضاء مع قضايا قتل الصحفيين و المتظاهرين الابرياء وعدم محاسبة القتلة والجناة المسؤولين عن الممارسات العنيفة و اللاإنسانية واللاقانونية تجاه المواطنين الكردستانيين وممتلكاتهم.
اخيرًا لم أرغب أن أختم مقالتي هذه من دون أن أضع بين يدي القارئ الكريم الفقرة الآتية، من رسالة الشهيد الصحفي (سرده شت عثمان) التي كتبها قبل إستشهاده بفترة قصيرة يقول فيها : ( في الايام القليلة الماضية قيل لي انه لم يبق لي في الحياة الا القليل، لكنني لا ابالي بالموت او التعذيب ....., ادعو ان يكون موتي ,موتا تراجيديا يليق بحياتي...., اقول هذا حتى تعلموا كم يعاني شباب هذه البلاد , فالموت هو ابسط خياراتهم وحتى تعلموا ان ما يخيفنا هو الاستمرار في الحياة وليس الموت ..!, وان أول اجراس قتلي دقت فليحدث ما يحدث، لانني لن اترك هذه المدينة وساجلس في انتظار موتي......, أنا اعلم أن هذا هو أول أجراس الموت، وسيكون في النهاية جرس الموت لشباب هذا الوطن , ولكنني هذه المرة لن أشتكي ولن أبلغ السلطات المسؤولة. إنها خطوة خطوتها بنفسي وأنا بنفسي اتحمل وزرها. لذلك فمن الآن فصاعداً أفكر أن الكلمات التي أكتبها هي آخر كلمات حياتي, لذا ساحاول أن أكون صادقا في أقوالي بقدر صدق السيد المسيح.......وأنا سعيد ان لدي دائما ما أقوله ...,وأن هناك دوما أناس لا يريدون أن يسمعونا، لكننا كلما تهامسنا بدأ القلق يساورهم , .... إلى أن نبقى أحياء علينا ان نقول الحق...... وأينما انتهت حياتي فليضع اصدقائي نقطة على السطر، وليبدأوا هم بسطر جديد ) ..!!
نتعهد جميعنا على مواصلة النضال إلى جانب عوائل الشهداء من أجل الوصول إلى الحقيقة و معاقبة الجناة القتلة و المتواطئين في هذه الجرائم البشعة التي تهدف الى اسكات تلك الاصوات الجرئية التي تصرخ وتقول : لا للظلم ...لا للفساد ....لا لنهب أموال وثروات الشعب ...
كما نطالب السلطات القضائية بإعادة فتح التحقيق في قضية اغتيال الصحفي ( كاوه كرمياني ) , ووقف التدخلات الحزبية في القضاء وانشاء محكمة خاصة للنظر بالدعوة القضائية المرفوعة ضد قتلة الصحفي كاوة كرمياني الذي اغتيل في 5 ـ12 ـ 2013 أمام ناظري والدته في قضاء كلار التابع إلى محافظة السليمانية .
ان أغتيال الصحفي ( كاوه كرمياني ) ,هو أغتيال لصوت الحرية والسلام والنزاهة والضمير الانساني ......
المجد للشهيد كاوه كرمياني في الذكرى السنوية الاولى لإغتياله .....
المجد كل المجد لشهداء الكلمة الحرة، شهداء الصحافة ...
والخزي والعار لخفافيش الظلام ......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاوه كرمياني مواليد 1981 ـ صحفي متخصص بالتحقيقات في قضايا الفساد المالي والاداري في إقليم كردستان ورئيس تحرير مجلة (رايل Rayel - ) الشهرية في كلار، ومراسل اذاعة ( ازادي ) التابعة للحزب الشيوعي الكردستاني في كرميان ., اغتيل مساء يوم الخميس 5ـ 12ـ 2013 في مدينة كلار جنوب شرق كركوك 100 كم من قبل 3 مسلحين مجهولين داخل منزله....
1ـ https://www.facebook.com/video.php?v=957603884267781 : في الرابط المرفق يتحدث الصحفي كاوة كرمياني قبل اغتياله عن المضايقات الامنية والحكومية والانتهاكات والتهديدات التي يتعرض لها الصحافيون والإعلاميون خلال عملهم في اقليم كردستان , وان ما بين المُلاحقات القانونية، والمضايقات الأمنية يظل الصحافيون مغلولي الأيدي، أقلامهم مُكبّلة، وممنوعين من الخوض في قضايا عديدة تهم الشأن العام ومنها (الفساد ) .... ويتحدث ايضأ عن الضرب و التهديد الذي تعرض له خلال عمله من قبل بعض المسؤولين في الاقليم ... كما يتحدث عن تسييس القضاء وجعله فاسدا وعليه طلب ان يكون القانون فوق الجميع ولا يخترقه احد ...!!
2 ـ اغتيل الصحفي( سوران مامه حمه ) العضو العامل في نقابة صحفيي كردستان ومسؤول مكتب (مجلة لفين (في محلة (شورجة) في مدينة كركوك أمام منزله من قبل مسلحين مجهولين ليلة 21-22/تموز/2008.كان الشهيد مراسلأ نشطأ للمجلة ومتخصصا في اعداد التحقيقات السياسية و الاجتماعية وكشف قضايا الفساد الاداري و المالي لبعض الشخصيات المتنفذة في كركوك ، و كانت اخر تحقيقاته الصحفية عن علاقات غير شرعية تربط نساء بمسؤولين امنيين في كركوك .
من جدير بالذكر أن الصحفي الشهيد (سوران مامه حمه) قد ابلغ قبل اغتياله وبشكل رسمي نقابة صحفيي كردستان بأنه قد تم تهديده بتاريخ 15/5/2008 عن طريق الهاتف الجوال , وقد نشرت لجنة الدفاع عن حرية الصحافة وحق الصحفيين في تقريرها نصف السنوي هذا الأمر. (راجع تقريرلجنة الدفاع عن حرية الصحافة وحقوق الصحفيين في اقليم كوردستان)
3ـ سردشت عثمان , من مواليد اربيل 1987 , طالب السنة الاخيرة في جامعة صلاح الدين في مدينة اربيل ـ كلية الآداب ـ القسم الانكليزي ـ عمل كصحفي في جريدة ـ ( ئاشتينامة ـ رسالة السلام ) , اختطف في 4 / 5 / 2010 من قبل مجهولين كانوا يستقلون سيارات بيضاء ذات ارقام مؤقتة امام كليته في مدينة اربيل وفي (وضح النهار ) وبعد ايام عثرت شرطة الموصل على جثة الصحفي المغدور في مدينة الموصل . ان ملابسات حادث الاختطاف واغتيال الصحفي والطالب الجامعي (سرد شت عثمان) في مدينة اربيل من قبل مجهولين وبهذه الطريقة البشعة (الضرب واخذه قسرا) وفي وضح النهار وامام انظار الطلاب تضع جميع الجهات المسؤولة وفي مقدمتها ـ قوات الامن والشرطة ـ امام استفسارات واسئلة لاحدود لها ..... خاصة وان الاقليم محاط بنقاط التفتيش الامنية الصارمة بالاضافة الى المراقبة الالكترونية وعبر الكاميرات والرادارات وحتى في الطرق الخارجية .... ! وفي مقالته الاخير، كشف ( سردشت ) عن تعرضه لتهديدات ابلغ عنها عميد الكلية..... وكتب قائلا ( في الايام القليلة الماضية قيل لي انه لم يبق لي في الحياة الا القليل، لكنني لا ابالي بالموت او التعذيب) .......؟!
#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟