أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد عبد اللطيف سالم - هموم عراقية














المزيد.....

هموم عراقية


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 20:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هموم عراقية

(1)

أنا سعيدٌ جداً بضياعِ ثروتكَ يا سيّد "برنت" Brent.
سعيدٌ جداً بتدهور صِحّتِك..يا شيخ عموم عشائر النفط الباسلة.
وعندما تموتُ..سيكونُ العالمُ أفضل بدونك.
وحتّى إذا لم تَمُتْ،وكانت"الجلطةُ" دائمة..ستحتفلُ الأسرةُ بذلك.
أشياء كثيرة جيّدة ستحدث،عندما تكون مُفلِساً،وعاجِزاً عن الحركة.
سيغادرُ الضيوفُ البيت.
ونتحرّرُ من صلةِ القرابة الزائفة.
ويختفي اللصوص من الواجهات.
ويلحَقُ القراصنةُ بكنوزهم في الجُزُرِ السريّة.
ويخيبُ ظنُّ الوَرَثة.
وتنبشُ الدولةُ في دفاترها القديمة.
ويبدأُ أفرادُ العائلة..
بالبحث عن عمل.
( 2 )
في مديرية الأحوال المدنية في الكرخ،التقيتُ بفتى في الثامنة عشرة، وعرفتُ منهُ أنّه " أميّ " لايعرف القراءة والكتابة.
وبعد محاضرة طويلة عن سلبيات ذلك،وضرورة التحاقه على الفور بمركزٍ لمحو الأميّة،إستمعَ اليها بأدبٍ جم،ردّ بهدوء:
-استاذ.أنا هنا لأنّ مديرية الجوازات طلبتْ مني هويّة جديدة للأحوال المدنية .
وعندما استلمُ جواز سفري،سأغادرُ هذا البلد على الفور.وهناك في "بلدي" الجديد،سأتعلّم لغة البلد الذي سأهاجر اليه.
لا أمتلك الحافز هنا لتعلّم اللغة العربية.سأوفّر جهدي لتعلّم لغة بلدي"الجديد" ،الذي سأعيشُ وأعملُ فيه في نهاية المطاف.
لماذا يحدثُ ذلك ؟
لماذا يفكّرُ فتى في الثامنة عشرة من العمر بهذه الطريقة؟
الشبابُ هم مستقبل هذا البلد.
ولهم الأولوية في الأهتمام والموارد.
هذه بديهيّة.أليست كذلك؟
أم أنّ هناك أولويات أخرى،وبديهيّات جديدة،لأولئكَ الذين أصبحوا"اولياء أمورنا"..وعلى أيديهم،وعقولهم،ونمط تفكيرهم،وسلوكهم،يتوقف مصير هذا البلد.
( 3 )
في قديم الزمان..
عندما كان النفطُ يُباعُ بسعر التراب.
كنتُ شاباً حُلواً،طيّب القلب..وأحبّها حبّاً جمّاً.
كنتُ أراها حلوة جدّاً.
ولسنواتٍ عديدة..كانت تحبّني جدّاً ..وتغمرُ روحي بالعرفان العظيم.
وعندما أصبح النفطُ يباعُ بسعر الذهب..
جاء جروٌ صغير
كان يلعَقُ الكثير من"الرَيْعِ "
من"ضِرْعِ" الدولة-البقرة
وأخذَ حبيبتي منّي.
حبيبتي ..لم تقُلْ شيئاً.
قالتْ لي انّها بدأتْ تحبُّ هذا"الجُروَ"جدّاً.
تحبّهُ أكثر ممّا تحبّني بكثير.
بعد ذلكَ بأيّامٍ قليلة ..عافتني وحدي ،
و ذهبَتْ معه.
( 4 )
أنت تحبُّ الجميع.
أولئكَ الرائعونَ،الذين يكتبون أشياء رائعة.
أولئكَ الذين لم تلتقِ بهم يوماً..ولم يجمعكَ بهم بارٌ،أومقهى،أو نادٍ، أو جيلٍ، أو مدرسةٍ، أو شارعٍ،أو مدينة،أو.. منفى .
أولئكَ الذين تعرف اسماءهم،وصوراً لوجوهِ البعض منهم.
تلك الوجوه التي تتمنى لو أنّها كانت قريبةً من وجهك،لتتلمسّها بأصابعكَ بفضولٍ ودهشةٍ،مثل أعمى.
الوجوه التي قد لاتصادفها أبداً،فيما تبقّى لك من الوقت المُضاف إلى زمنك المهدور، في لعبة حياتكَ الخاسرة.
أنتَ تحبُّ الجميع.
الجميع الذين لايحبّون بعضهم،لأسباب تجهلها..وأيّامٍ لاتنتمي اليها..حيث الكثيرُ من قصص التاريخ البائد،والثاراتِ التي لم تبْرَد بعد.
ولأنّهم كذلك..
سينتهي بكَ الأمرُ إلى ان لايحبّكَ أحدٌ منهم،كما تحبّهُم أنتَ.
وأن لا تكون مقبولاً من أحدٍ منهم،كما تتقبّلهُم أنت.
سيعاملونكَ كشيءٍ مُريبٍ،ومُلتَبِسْ،وفائضٍ عن الحاجة.
كجسدٍ مجانيّ،صالحٍ للعرض،في دكاكين العبث.
وهناك..في تلك الواجهات الباردة،ستسوّق نفسكَ اليهم،مثل أبلهٍ حديث الولادة.
لا يفترضُ بكَ أنْ تحبّ الجميع.
من يحبّ الجميع..
يستحّقُ ذلك.
صديقي الجميل مارك زوكربيرغ..
أنا لا أكادُ أمدُّ رأسي من باب البيتِ..إلاّ لأتأكدَ من أن بعض الكائنات الغريبة،لاتزالُ قادرة على التنفسِ.. في هذا السخام .
أنا لا أكادُ أعرفُ أحداً.
ماهذا الذي تجعلهُ يحدثُ لي
..عليكَ اللعنة.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التجنيد الإلزامي - القديم - .. في العراق - الجديد -
- في هذا اللغو العظيم
- سَخامٌ عابر .. و قصير الأجل
- في هذه الغابة المقدسة
- نادي باريس
- ما تبقّى لك من الوقت
- في نادي الليل
- برج بابل
- في مملكة الحزنِ .. وحيداً
- ملاحظات أوليّة حول أزمة إعداد الموازنة العامة في العراق ( 20 ...
- عندما تذهب لتنام .. وأنت تبتسم
- الرايخ الرابع
- الصمت .. الآن
- في الوقت المناسب
- في الوقت غير المناسب
- في هذا العالم الأبيض
- هزائم شخصية
- أمّي
- أنا الذي .. يشتاقُ إليك
- عندما تكتبُ .. ولا تكتُب


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد عبد اللطيف سالم - هموم عراقية