جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 15:30
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
سوالف حريم
بين فلنتينا وزعل
يقول المثل العربي "لو كانت الأسماء تشترى بثمن لسمّى البعض أبناءه خراء" لكن الأسماء على قارعة الطريق، ومن الحقوق الأولى للطفل على والديه أن يختارا له اسما جميلا لائقا، وقد شاهدت في الجيل السابق أسماء لأشخاص – مع احترامي للجميع ولاختياراتهم- لم يحسن والدوهم اختيارها، مثل" زعل، زعلانة، جحيش، خريان، كليب، بِسْ" وغيرها، واختيار بعض هذه الأسماء كان يتم بناء على معتقدات شعبية خوفا من العين الحاسدة، حتى أن البعض سمى ابنه الذكر" بنيّة" ليوهم الآخرين بأنه أنثى، والاناث لا يصبن بالحسد كما يعتقدون، والبعض سمّى ابنته زعلانة، وزعول لأنه لا يريد أن تلد زوجته أنثى، وبالتالي فهو غاضب من المولودة التي رزق بها، ولا يعلم مثل هؤلاء مدى الجروح النفسية التي يسببونها لأبنائهم وبناتهم في مرحلة لاحقة جرّاء هكذا أسماء، ولكم أن تتصوروا نفسية شاب اسمه"بنيّة" في مجتمع ذكوريّ، بل إن البعض يستغل هذا الاسم للتحرّش به ولو من باب المزاح.
وجاءت الأجيال اللاحقة لتكحلها فأعماها البعض منهم، عندما اختاروا أسماء أجنبية لبناتهم وأبنائهم، مثل" فلنتينا، كاتيا، سوزان، وليام وغيرها" وقد يكون لهذه الأسماء جذور تاريخية في ثقافة شعوبها، لكنّها غريبة عن ثقافتنا، وقد يصعب على البعض منا ترديدها أو التلفظ بها، مع أنه في لغتنا أسماء عربية غاية في الجمال، وبعض هذه الأسماء حملها أشخاص كان لهم دور بطولي في مراحل تاريخية معينة، فلماذا نترك ثقافتنا وتاريخنا ونختار ثقافة الآخرين؟ أهي عقدة النقص مثلا؟ أم ماذا؟
وتتطور الأمور حسب حضارة "الزّيف والخداع" فانتشرت عندنا ألقاب الدّلع مثل" سوسو، جوجو، وغيرها، وبالتالي غذّينا الميوعة التي لا نستسيغها، ووقعنا في تناقضات مع أنفسنا.
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟