أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - من يصعٌب مهمة الحكومة العراقية الجديدة ؟















المزيد.....

من يصعٌب مهمة الحكومة العراقية الجديدة ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تفهمنا الواقع العراقي منذ سقوط الدكتاتورية، و واجه الشعب صعوبات شتى من الجميع داخليا، منذ هدم اركان الدولة و حدوث الفوضى و فسح المجال امام بروز تحديات كبيرة و الانشقاقات المجتمعية بين المكونات الى مرحلة استغلال تلك الظروف من قبل الارهاب و التغييرات السلبية التي حصلت في كيان الدولة و المجتمع . لو قارننا حال العراق بما كان عليه في العقود السابقة لم نجد ما نتفائل به على الرغم من سقوط الدكتاتورية . و من ثم بدات التدخلات الخارجية الاقليمية المختلفة اضافة الى ما فرضته امريكا و الدول الاخرى معها على الدولة و مسيرتها، فما زاد الطين بلة هو سيطرة قائد متفرد مصلحي و كل ما يهمه هو بقاءه على السلطة و السيطرة على زمام الامور رغم ما حصل .
كان بالامكان ان يتقدم العراق خطوات الى الامام لو كانت لدينا حكومة حكيمة و قائد محنك صاحب خبرة مستوعِب للظروف و مخلص و محب للعراق و شعبه بمكوناته الرئيسية و متواضع بعيد عن المصالح الشخصية و الحزبية، بعيد عن الطموحات التي يضرب من اجلها كل ما يخص مصلحة الشعب العليا و مستقبل ابناءه، الا اننا كان لدينا العكس من ذلك تماما . فقائد نرجسي اناني متلاعب طامع حيال كما قلنا و قيٌمناه اثناء فترة حكمه و ليس الان( كي لا ينعتنا احد باننا نمثل بالجثة ) و تشهد لنا مقالاتنا العديدة اثناء اوج سلطته و قوته . فترة الحكم السابق اتسمت بالتفرد و الحزبية الضيقة في السلطة وازدادت نسبة المحسوبية و المنسوبية و الولاءات و فرض التملق نفسه لكسب منصب ما، اضافة الى الفساد المستشري في كافة مؤسسات الدولة و التي تُكشف الى العلن اليوم بعد ازاحة غطاء الفرد المسيطر و الحزب الواحد و مجيء قائد يتسم لحد الان بصفات يمكن ان ينجح في مهمته، و بهذه المدة الزمنية القصيرة و هو يحتاج الى اكثر، خطى خطوات مقنعة و ينتظر الشعب منه الكثير وبشكل دائم، و يمكننا القول بانه من خلال دورته الاولى كاملة يمكن ان يستمر في الاصلاحات المطلوبة منه لاعادة القافلة الى سكتها و يصحح المسار .
يبدوا من خلال ما طفح الى السطح من التحديات و الصعوبات و المشاكل المختلقة امامه، ان مهمته صعبة جدا، و لكنه استنادا على الظروف الموضوعية التي برزت والذاتية التي تغيرت يمكن ان تكون امامه فرصة نجاح اكثر من الاخفاق في المهمة . التايد الكبير الداخلي و الاقليمي و الدولي الذي حظي به يعتبر لحد الان داعما قويا له في نجاحه، اضافة الى امتلاكه للصفات المختلفة عن سلفه بحيث يمكن ان يتفائل اي مراقب في سلوكه و تعامله مع السلطة و الشعب العراقي بشكل عام . ان هناك اولويات يمكن ان ينجح في تدرجه في بداية مهامه و معه الجميع، بداية حل مشكلة داعش و الانهاء منها بمساعدة الجميع، القضايا الداخلية و المكونات الثلاثة و تعاملهم مع العراق الجديد وفق مصالح يمكن ان تُدبر بشكل لامركزي و توزيع السلطات بين الجميع لتخفيف الثقل على المركز من جهة و ازدياد ثقة المكونات بالمركز و ببعضهم من جهة ثانية، اضافة الى امكانية التقرب من العدالة الاجتماعية و المساواة عند تكبيق اللامركزية اكثر من المركزية في الحكم .
اما العوائق ربما توسعت افقيا و لكن خفت من موقع لتزداد في موقع اخر، و اصعبها هي من الداخل او القريب قبل البعيد . اليوم برز تحدي كبير من بيت السلطة ذاتها، فالصراع الذي احتد على منصب رئيس الوزراء و التداول السلمي الاجباري للمنصب الرئيسي الاهم فرضا و ليس قناعة احدث شرخا في كيان السلطة و الحزب الحاكم مما اثر سلبيا من النواحي النفسية والسياسية و الاجتماعية في الحلقة الضيقة لحكم البلاد ايضا، و هذايمكن ان يكون ايجابيا من جانب اخر . اليوم اصبحت خطوات المالكي الارتجالية نتيجة الحالة النفسية التي فيها اعاقات بسيطة، و يعتقد بانه يمكن ان تجعله هذه الحركات ان تمد يده الى القشة لقصم ظهر البعير ان تمكن، و كل المؤشرات تدلنا على انه لا يمكن ان ينجح في افشال مهام الحكومة مهما سلك من الطرق المعوجة، نتيجة الدعم الكثيف للسيد العبادي و اعتباره من الاخطاء التي ارتكبها سلفه، مع ظهور البعبع داعش و تاثيراته على المركز و الاطراف للتقارب و ازاحة المصاعب امامه، اضافة الى اعتبار الاطراف الداخلية و الاقليمية ايضا من مرحلة المالكي و تعامله مع القضايا التي تهمهم و ما يبدون من التعاون لانجاح حكومة العبادي بكل ما لديهم لاقصى حد ممكن . الوضع الاقتصادي وتركة المالكي و الفساد و خفض سعر النفط صعوبة اخرى في الوقت الذي يمكن ان يكون عاملا ايجابيا كبيرا من جهة اخرى في تقارب المركز والاقليم ايضا، ويمكن بتخطيط و تقشف صحيح يمكن تجاوزها ايضا .
فهذه الخطوات المطلوبة الان يمكن اعتبارها مؤقتة و لا تدخل في باب ترسيخ النظام استنادا على الدتسور . اما المهام الرئيسي لارساء الاركان الاساسية للنظام الفدارلي الديموقراطي يمكن ان ياتي بعد تنسيق و تعاون السلطات الثلاث و من خلال محاربة الفساد بداية و من ثم امرار القوانين الاساسية من البرلمان لوضع اطر عامة للقضايا الاساسية للبلاد، بحيث يُمنع التلاعب بهذه القضايا لمصالح خاصة كما حدث من قبل .
اي، الصعوبات رغم كبرها الا ان مساحة و احتمال حلها اكبر من اي وقت مضى، و به يمكن ان يُؤسَس بلدا فدراليا و نموذجا يُحتذى به في المنطقة،و هذا يمكن بعد ماسسة الدولة و توزيع الادوار و قناعة المكونات بالحكومة طوعيا و التحرك وفق الدستور و عدم تدخل المصالح السياسية الحزبية في امور السلطة و هو شرط حاسم و قاطع للتقدم نحو الامام . الشفافية والصراحة و المكاشفة في تعامل المكونات مع البعض و مع المركز سيجعل الباب مفتوحا دائما لحل اعقد المشاكل و حل الصعوبات .
توزيع الادوار، اعادة الثقة بين الجميع، العمل وفق الدستور، ابعاد المصالح الحزبية و الشخصية الضيقة، النية الصافية الصادقة، مأسسة الدولة، الثواب و العقاب و محاسبة المقصرين و محاكمة الفاسدين، تحقيق نسبة مقنعة من العدالة الاجتماعية، اهتمام بحياة الناس، التزهد النسبي للمسؤلين، تنسيق المؤسسات الحكومية، التعامل مع التدخلات الخارجية وفق المصالح الداخلية العامة فقط، تنظيم العلاقات الدبلوماسية بشكل سليم، الاهتمام بالثقافة و المثقفين، الاهتمام يالتربية و التعليم و العلوم و التكنولوجيا، اضافة الى مهام كبيرة اخرى في سلم المواضيع التي من الواجب اهتمام السلطة بها ايضا مرادفة و متوازية مع المهمات السياسية الصعبة، و عليه سيكون العبادي بطلا للمرحلة و يفرض نفسه و الشعب يطلب منه الاستمرار و يدعمه ان نجح و يمكن ان يستمر لدورات متلاحقة وليس كسلفه الذي اراد البقاء على حساب الشعب و باطنان من الاخطاء و بضيق الفكر و العقلية والافق .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توظيف امريكا للكورد بعد الاسلام
- هل نصل الى مجتمع صحي بعد التغييرات المتتالية ؟
- ماهكذا تورد يا السيد معصوم الابل
- انسانية الكورد فوق كل شيء
- هل يمكن لروسيا ان تلعب دورا اكبر في اقليم كوردستان ؟
- امريكا تعيد سياسة بريطانيا السابقة في العراق
- مرحلة الرئاسات المتنفذة في المنطقة
- من حس بمآسي الكورد لن يكرههم
- يريدون عض الكورد به كالكلب
- من يؤمٌن حياة الناس في هذه المرحلة ؟
- تمسكن كثيرا و لم يتمكن اخيرا
- هل الايات القرانية حمالة الاوجه ؟
- من يحكم العراق هو المومن و الفريضة العارفة
- ربما التاريخ يعيد نفسه
- ثراء شيوخ العشائر العراقية على حساب رجالهم
- اين نحن في وضعنا الكوردستاني و الى اين نسير ؟
- اهمية المهرجانات في تفاعل المثقفين
- العراق لا يحتمل ما طبق في ايران
- القانون ليس لحماية المراة فقط
- الكورد لن يطلبوا حرق كتب سعدي يوسف ابدا


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - من يصعٌب مهمة الحكومة العراقية الجديدة ؟