أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (31)- 903- في العقل والعقل العربي والعقل الكوني ! (3) في محنة العقل العربي !















المزيد.....

شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (31)- 903- في العقل والعقل العربي والعقل الكوني ! (3) في محنة العقل العربي !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 00:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


***************
شاهينيات 903-
محنة العقل العربي !
لن أدخل في بحث عن أعراق الشعوب لأنها ليست موضوعي هنا ، ثم أنني لست من أنصار التلفيق التاريخي الذي ينسب الشعوب إلى سامية وغير سامية ، فنوح وأولاده لم يثبت لهم أي وجود تاريخي ، إذا استثنينا تلفيقنا التوراتي الذي لا يقبل به
أي عقل سليم . ( لاحظوا أنني قلت (تلفيقنا التوراتي )!! ولا تنسوا ذلك ) !!
ما يمكن تقبله من التاريخ هو أن العرب جاءوا من شبه جزيرة العرب منذ أقدم العصور ، ويرجح بعض المؤرخين أقدم هجراتهم إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام ق. م.إلى البلدان المجاورة . ودامت هذه الهجرات في عصور متفاوتة ، إلى أن حدثت الفتوحات العربية الإسلامية لتتحول اللغة العربية إلى لغة رئيسة لجميع الأقطار التي احتلها العرب ، ولتتحول معظم قوميات هذه الشعوب تدريجيا إلى القومية العربية ، فيما حافظت بعض الشعوب على انتمائها القومي وإن اتبع معظم سكانها أو بعضهم الدين الإسلامي الذي جاء به العرب .
وخلال بضعة قرون بين القرن السابع والخامس عشر الميلاديين( على أبعد تقدير ) ، نشأ ما أطلق عليه المؤرخون ( الحضارة العربية الإسلامية ) التي ما لبثت أن انحسرت وتراجعت بفعل هزيمة وتفتت وصراعات القوى العربية الإسلامية ، وإن ظل الدين واللغة قائمين في الأقطار التي أصبحت عربية دون غيرها .
سنقوم في هذا المقال بالتعرض وباختصار شديد لنشأة العقل العربي وتطوره ثم إلى تراجعه ، دون أن نغوص بعيدا في الأسباب .
عبد العرب منذ أقدم العصور أسلافهم ، ويمكن اعتبار هذه العبادة بدايات التفكير الديني .. فالعقل قبل ذلك كان منصبا على تدبير شؤون الحياة المعيشية ولم يكن يول الحياة الروحية أهمية تذكر .. وظلت عبادة الأسلاف ماثلة بأشكال مختلفة حتى في الديانات القائمة حتى اليوم ، فقد أخذت مكانة قدسية فيها ،كمكانة ابراهيم الخليل في الإسلام واليهودية . بغض النظر عن الوجود التاريخي للشخصية وماهيته . كما عبد العرب الطوطم ممثلا في حيوان كالأسد والثور لقوتهما ، أو لنبات ما كالنخيل أو غيره .. كما عبدو الكواكب كالشمس والقمر والزهرة . وتعد هذه العبادة خطوة متقدمة في العبادة تركت أثرها بأشكال مختلفة في العبادات اللاحقة ، بما تمثله كعائلة تقوم على التثليث مؤلفة من أب وأم وابن ( القمر الشمس الزهرة على التوالي ) انتهت في العبادات الفرعونية إلى (اوزوريس ، ايزيس ، حورس ) وفيما بعد في العبادات العربية ( الأب والإبن والروح القدس ) وظل بعض هذه العبادات قائما مع العبادة الوثنية اللاحقة ،الممثلة في وثن غير منحوت أو صنم منحوت على شكل انسان أو يوحي به .ودامت هذه العبادات حتى ما بعد ظهور الديانة اليهودية التوحيدية في جنوب الجزيرة العربية ،حسب آخرالأبحاث الأقرب إلى التاريخ والمنطق ، التي اكتشفت أن اليهودية والنصرانية ديانتان عربيتان انشأتا في جنوب شبه جزيرة العرب واليمن ، حسب أبحاث الدكتور كمال صليبي وفاضل الربيعي وغيرهما .في هذا الوقت السابق نفسه كانت تنشأ عبادات في مصر الفرعونية وبلاد الشام بما فيها العراق ،وقد أثرت هذه العبادات ، التي نشأ عنها حضارات ، أثرت في المحيط ( العربي ) بل وأثرت في
بلدان أوروبية كاليونان وروما القديمة .
هذه التطورات التي مر فيها العقل العربي ساهم فيها إلى حد كبير اعتماد العربي على نفسه بالدرجة الاولى في إقامة حياته الإقتصادية . فليس غريبا أن نجد اليمن يقيم سد مأرب ،كأول سد
في تاريخ البشرية دون أية مساعدة من أحد ، في الوقت الذي كانت تنشأ فيه الديانة التوحيدية اليهودية . ليبدو جليا تطور العقل ممثلا في جانبيه المعيشي (الإقتصادي) والروحي . ومن هنا بدأ سن القوانين والتشريعات التي تنظم الحياة الإجتماعية ، والتي كانت قد بدأت قبل ذلك بقليل في مصر الفرعونية وبلاد الرافدين . وليس مستغربا أن نجد بعض قوانين حمورابي ( السن بالسن والعين بالعين ) في القوانين اليهودية وحتى المسيحية فيما بعد . في الإمكان القول أن التطور الحضاري كان قائما على أشده في بلادنا القديمة ، لأنها كانت تعتمد على نفسها وليس على غيرها كما هي الحال اليوم . أي أنها كانت تأكل وتلبس مما تنتج !
فالأكل لم يكن في المقدور استيراده ، فإلى أن يصل الثوم الصيني إلى بلادنا يكون قد عفن وانتزع في طريق الحرير التجاري ! أما اليوم فتعج أسواقنا بالثوم الصيني لأنه يصلها في اليوم نفسه ! وقس على ذلك باقي المنتوجات الغذائية التي تحتاجها بلداننا .
لم تصل الفلسفات والمعتقدات الشرقية في الهند والصين وفي اليونان إلى بلداننا حينذاك إلا بنذر
يسيرة جدا لم تكن لتؤثر في معتقداتنا بل وفي دياناتنا ، أي في عقلنا ، بما يستحق الذكر ، وبهذا يمكن القول أننا كنا نصنع حضاراتنا بأنفسنا ، وبكافة جوانبها المعرفية ، الروحية والإقتصادية
والإجتماعية ،والثقافية . وفي هذا المجال ( الثقافي ) يمكن القول أن سفر أيوب التوراتي هو أعظم نص أدبي في تاريخ الأدب البشري كله، يطرح علاقة الإنسان بجوهرالخالق بما هو خير وشر ،من ناحية ، ويعبر عن الألم الإنساني بلغة بليغة غاية في الرفعة والسمو لم يطرقها ويبلغها الأدب البشري بهذا المستوى حتى الآن .
والأمر نفسه ينطبق على ملحمة جلجامش كبحث عن سر الخلود ، وحتى على ملحمتي الخلق السومرية والبابلية ، المتقاربتين في فهميهما ونصوصهما، واللتين أثرتا في ملحمة الخلق التوراتية في اليمن وجنوب شبه الجزيرة العربية لقربهما المناطقي. وكان من الطبيعي أن تؤثر ثقافة طرف بالطرف الآخر .
هذه الثقافات أنشأت حضارات سادت ثم بادت ..ليتمخض عنها العقائد والثقافات التي ما تزال سائدة في مجتمعاتنا حتى اليوم ،واٌقصد اليهودية والإسلام والمسيحية ، كثلاثة مذاهب لدين واحد
نشأت عنه وهو اليهودية العربية . فلولا اليهودية لما جاء ت المسيحية ولما جاء الإسلام ، وفيما لو قمنا بحذف كل ما هو يهودي ومسيحي من الإسلام ، لما بقي من الإسلام شيئا ..
ما الذي جرى لعقلنا حتى وصلنا إلى هذه الحال رغم وجود عقيدة كبيرة مثلت في الإسلام كآخر تجليتاها ، أنشأت حضارة ساهمت في صنع الحضارة البشرية حينذاك ( العصر العباسي ) ثم بادت لتصبح متسولة للحضارة ومتنازعة حول مفاهيمها ومذاهبها نفسها التي صدرتها للعالم ذات يوم ليتبناها ويعتبرها ثقافته ( المسيحية ) ويكاد ينكر أنها إحدى أهم ثقافاتنا ويتنكر لدورنا في صنع هذه الثقافة !!
هذا ما ستناوله في المقالة القادمة والمقالات اللاحقة بما في ذلك مفاهيم الألوهة والنبوة والدين والتاريخ لعلنا بذلك نساهم في وضع نصف لبنة في صرح ترميم المحنة التي يمر بها عقلنا ، عقل هذه الأمة التي تشغل وقتها في صراع بائس حول مذاهبها بدلا من أن تشغل نفسها في لم شتات نفسها وتسهم في صنع الحضارة الإنسانية .
يتبع .



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهلا بكم في دمشق ! و هذه العاهرة ! قصتان قصيرتان !
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (31)- 902- في العقل وال ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (30)- 901- في العقل وال ...
- لقاء الحبيب .. قصة
- انتكاسة الأدب .. وصراع الديانات في الحوار المتمدن !
- اللامغفرة واللاتسامح في المسيحية واليهودية ( رد على عبد الله ...
- يوم مولدي الأول !
- الدمع في زمن القتل والصمت والإغتراب !
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (29)- 900-تحولات العدم ...
- هل يطبق المسيحيون تعاليم المسيح ؟
- أسقطتم غصن الزيتون من يد الراحل ياسر عرفات فلا تسقطوه من يد ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (28)- 898- ألله قيد الت ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (27)- 897- الشيطان كقائ ...
- رسائل عشق إلى ميلينا. نثر وشعر . الرسائل كاملة
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (26)- 896- الوجود بين ا ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (25)- 895- الوجود بين ا ...
- أولادي ( نشيد القدر ) القصة كاملة .
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة ( 24) - ( 885) في االفك ...
- النهر المقدس . القصة كاملة
- موتي وقط لوسيان . القصة كاملة


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية في لبنان ضد مواقع جيش العدو الإسرا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تدك حصون الاحتلال + فيديو
- ويكيبيديا توجه ضربة لمصداقية إحدى أكبر المنظمات اليهودية بأم ...
- حيفا.. مدينة المساجد والكنائس
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- الخارجية الإيرانية تدين بشدة القرار الكندي بشأن حرس الثورة ا ...
- وسيم السيسي: دليل من التوراة يبطل حجة اليهود بأحقيتهم في أرض ...
- فورين بوليسي: حملة الصين على الإسلام تزحف نحو الأطفال
- وسط صيحات الله أكبر بموسكو.. مقاتل روسي أمريكي سابقا يعتنق ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (31)- 903- في العقل والعقل العربي والعقل الكوني ! (3) في محنة العقل العربي !