هويدا طه
الحوار المتمدن-العدد: 1304 - 2005 / 9 / 1 - 13:17
المحور:
الصحافة والاعلام
أسامة أنور عكاشة كاتب متميز للدراما التليفزيونية، وربما هو أول من جعل اسم المؤلف والسيناريست علامة جودة للمسلسل التليفزيوني، كان ذلك بسبب مسلسلاته الناجحة الأولى مثل الشهد والدموع، ليالي الحلمية، الراية البيضاء، عصفور النار، أرابيسك.. وغيرها من أعمال تليفزيونية عالج قضاياها بطرح يتعاطف مع الأفكار العلمانية اليسارية.. وحققت نجاحا في كل الدول العربية، وفي السنوات القليلة الأخيرة بدا أن الرجل تخلى عن المعسكر اليساري.. واتخذ منحىً ليبراليا واضحا، وهذا حقه.. فالبشر يتغيرون وهذا لا يعيبهم. قناة الحرة أجرت معه حوارا مطولا حول تجربته ككاتب ومثقف مصري، عندما تستمع إلى حديث عكاشة.. تتداعى أمامك عدة ظواهر سادت في العالم العربي خلال العقدين الأخيرين سياسيا وثقافيا، إحداها تحّول الكثيرين من المثقفين العرب عن الفكر اليساري.. إلى الفكر الليبرالي الذي له واجهة تتزين ببريق الديمقراطية والحرية الأخاذ.. بينما تنخفى وراءها بشاعة نوع آخر من الحرية.. حرية السوق.. حرية التنافس الضاري.. التي تتيح لرجال البيزنيس الكبار- محليا ودوليا- حرية دهس ملايين البشر وإفقارهم.. بغرض المزيد والمزيد من الربح، زلزلنا الانفراد الأمريكي بالعالم وتلاعبه بعقول ومشاعر الشعوب.. عندما صّور لنا (الديمقراطية السياسية) كنهاية للمطاف ومنتهى للأحلام.. فتخلينا عن التمسك بمفردات التنمية الوطنية والاستقلال والعدالة الاجتماعية.. قال عكاشة لمقدم البرنامج:(تراجُعي عن تأييد الثورة يأتي من باب التجديد) ونسى كاتبنا المبدع أن الثورة.. فكرة تحمل في رحمها أرقى أشكال التجديد التي عرفها البشر، لكن.. رغم الاختلاف معه في بعض الرؤى حول الثورة والحياة والحرية.. يظل عكاشة كاتبا متميزا، في تعليقه على سؤال: هل هناك علاقة بين الكتابة والجسد؟ جسد الكاتب؟ بدا صادقا وهو يقول لمحاوره: الكتابة نوع من (المتعة).. تفرز جزءاً من ذاتك وأنت تكتب.. عارف يعني إيه الواحد (يعشق) الكتابة؟!.... عارفة!
#هويدا_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟