|
مشروع الحركة الاصولية يتجاوز العالم العربي والاسلامي
الهاشمي الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 6 - 2001 / 12 / 14 - 18:32
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
رئيس الحركة الديمقراطية الاجتماعية الجزائرية الهاشمي الشريف لـ (الزمان): لن نشارك في انتخابات تشمل الاسلاميين ومحافظي النظام ــ مشروع الحركة الاصولية يتجاوز العالم العربي والاسلامي حاوره: نور الدين مراح ــ الجزائز:
كشف الهاشمي الشريف رئيس الحركة الديمقراطية الاجتماعية انه لن يشارك في الانتخابات القادمة لأنها تسمح للاسلاميين ومن اسماهم بمحافظي النظام بالمشاركة فيها ويطالب في هذا الحوار الذي خص به (الزمان) بإحداث ثورة علي مستوي طبيعة الدولة. ويري بأن الخروج من الازمة لا يكمن في تجديد تجربة انتخابية يعتزم الحكم اقامتها قريبا بل في ايقافها واقامة مرحلة انتقالية جديدة تقودها كتلة تعمل من أجل القطيعة مع الحركة الاصولية والنظام الريعي ويقف ضد المصالحة التي يقر بأنها أطالت عمر الأزمة وبينت تناقضات الحكم. ولا يزال الهاشمي الشريف متخوفا من الاسلاميين الذين تبقي حظوظهم للاستيلاء علي الحكم كبيرة وحتي ظاهرة الارهاب فيؤكد بأن العالم اكتشف ان الحركة الاصولية علي حد تعبيره تتجاوز الدول الكبري وتخرج عن العالم العربي الاسلامي ويري في التحالف الدولي لمكافحة الارهاب شيء من الصحة والحكمة مع الحذر من تلاعبات الغرب ويذهب الي ان الارهاب وتقهقره في الجزائر سيقلب موازين الساحة السياسية. الحركة الاصولية مشروعها يتجاوز العالم العربي الاسلامي û ما هو موقفكم من الحرب في افغانستان وكيف تنظرون للموقف الرسمي من التحالف العالمي لمكافحة الارهاب وهل أنتم مع التحالف أم ضده ولماذا؟ ــ مع الأسف كان حتما ان تقوم هذه الحرب وبهذا الشكل بالذات ولم نتمكن من القضاء علي ظاهرة الارهاب التي قامت ونمت بين احضانها ودفع ابناؤنا ثمنها غاليا من أرواح ودماء وممتلكات. وحتي امريكا والغرب بصفة عامة لم يفطنوا لظاهرة خطورة الارهاب والحركة الاصولية الا بعد ان جمعت هذه الحركة ما استطاعت ان تجمع من قوة علي صعيد العالم العربي الاسلامي وبدأت تبين ان مشروعها يتجاوز العالم العربي الاسلامي ويستهدف العالم كله، وبالتالي يستهدف العالم الغربي ايضا. وتحرك هذا العالم الغربي ليرد الآن علي هذا الارهاب بعد أحداث 11 ايلول (سبتمبر) وهو تحرك من اجل حماية مصالحه مع ان هذا التحرك هو عرضيا مساهمة في حماية العالم العربي الاسلامي من حركة اسلاموية فاشية لا يمتلك الآن امكانية حماية نفسه من بطشها. من تجربتنا، يتبين ان موقف الحكم في الجزائر من التحالف القائم فيه شيء من الصحة والحكمة لو انه لم يغط شيئا من التخاذل والتعاطف مع الحركة الاصولية. هذا التحالف فيه كثير من التناقض بين البلدان الغربية ذاتها نظرا لاختلاف مصالحها التكتيكية وحتي الاستراتيجية احيانا، وبينها وبين بعض البلدان العربية الاسلامية المساهمة فيها رغما عنها لأنها لم تكن مؤهلة سياسيا وفكريا. أما موقفنا من التحالف فهو موقف ينظر اليه بشكل ايجابي مع الحذر من تلاعبات البلدان الغربية وخطر التشبث بمصالحها الاستراتيجية الضيقة علي حساب البلدان الأخري او الانزلاقات الخطيرة التي تقع في فخ الخلط بين الاسلام السياسي، او المسيس، والاسلام كدين وقيم روحية والشعوب الاسلامية المغلوبة علي أمرها، باختصار، موقفنا موقف تفهم وحيطة وحذر.
تقهقر الارهاب سيقلب موازين السياسة في الجزائر û الي أي مدي ترون تأثير هذه الحرب علي الجزائر سياسيا واقتصاديا وأمنيا؟ ــ ان تأثير هذه الحرب علي الجزائر أمر بديهي، الجزائر أول بلد معنية بالارهاب، سواء بالنظر الي تواجد الارهاب بقوة وبالنظر الي مقاومة الارهاب منذ ما يقرب من عشر سنوات من طرف الشعب وقواه الحية. ومن المنطقي ان ما يحدث الآن علي الصعيد العالمي سيساهم في تصفية بؤر الارهاب الموجودة في البلاد الغربية وتتخذها قاعدة وسيطلق أيدي الدولة كي تواصل الكفاح ضد الارهاب بروح هجومية، ومن المنطقي ايضا ان يؤثر هذا علي الوضع السياسي العام وتطورات موازين القوي. لكن سياسة بوتفليقة المتشبثة بروح الوئام والمصالحة مع الحركة الاصولية من شأنها ان تعاكس هذا الاتجاه وتعرقل مسيرته، عند هذا الحد يتوقف التأثير لأن تطور الوضع الاقتصادي ليس له ارتباط عضوي بمصير الارهاب كما لاحظنا ذلك مرارا في الماضي. الحالة الاقتصادية مرتبط مصيرها بطبيعة الدولة وبطابع النظام الاقتصادي والاجتماعي الجزائري الغالب عليه منطق الريع والرشوة والبيروقراطية. كل ما يمكن قوله في هذه العلاقة هو ان تقهقر الارهاب سيؤثر في الوضع الاقتصادي بصورة غير مباشرة وفعله يسمح بتوفير الشروط السياسية التي من شأنها ان تمكن من قلب موازين القوي السياسية لصالح حل ازمة الدولة وتغير من جوهرها وبالتالي تفتح المجال لاصلاح اقتصادي واجتماعي عميق.
آفاق الاستيلاء علي الحكم مفتوحة للحركة الأصولية û كيف تنظرون للارهاب في الجزائر وما هي السبل للقضاء عليه خاصة بعدما صرح العقيد تونسي المدير العام للأمن الوطني بأن عددا من التائبين عادوا للجبال؟ ــ الارهاب في الجزائر نتاج منطقي لكيان الحركة الاصولية في هذه الفترة التاريخية. لم يوجد الارهاب من قبل هذه الفترة مع تواجد الحركة الاسلاموية لأنها لم تكن قد بلغت بعد مستوي من التنظيم يمكنها من ان تنطلق صوب الاستيلاء علي الحكم وسيزول الارهاب بزوال الاسباب التي قام من اجلها يعني امكانية قلب نظام الحكم الجمهوري واحلال الدولة الدينية محله. ان مصير الارهاب معلق بالفصل في الصراع القائم ما بين الشعب وجيشه من جهة والحركة الاصولية وحلفائها من جهة أخري. وما دامت الدولة تناور بين معارضة الارهاب واليد الممدودة للحركة الاصولية ستبقي الاوضاع علي حالها، يعني بقاء ضغط الارهاب في الميدان مع العجز في قلب نظام الحكم، فما دامت آفاق الاستيلاء علي الحكم مفتوحة لصالح الحركة الاصولية ستواصل هذه الحركة نشاطها علي صعيد الارهاب وان كان ذلك علي سبيل المد والجزر حسب تطور موازين القوي وتوزيع الادوار ما بين مختلف فصائل الحركة الاصولية وذراعها المسلح. فنحن لم نستغرب عودة بعض التائبين الي الجبال. فمعني هذه العودة ان أسباب صعودهم الي الجبال في المرة الأولي تكررت وتجددت بمجيئ بوتفليقة الي الحكم ومد يده الي الحركة الاصولية وفتح آفاق السيطرة علي الحكم بالنسبة لها، لكن هذه العودة ذات حدين والحد الآخر يدل علي ان الحركة الاصولية اصبحت عاجزة علي توظيف عناصر جديدة من الشباب وهي مضطرة للجوء الي عناصرها القديمة. وخلاصة ذلك ان التوبة ما كانت في كثير من الاحيان سوي مراوغة وتغليط او رضوخ لموازين قوي غالبة. يتضح عندئذ ان القضاء علي الارهاب يتطلب كفاحا يجند ضد المشروع الذي يترجمه ويمثل درعه المسلح ويتطلب اعطاء مشروعية وقاعدة اجتماعية واسعة للمشروع الديمقراطي الحداثي. û يتخوف الاسلاميون السياسيون من استغلال ما يسمي باللائكيين للحرب الحالية التي تقودها امريكا للنيل منهم وتزوير الانتخابات القادمة، ما هو تعليقكم؟ ــ لا أري علاقة بين الحرب الحالية وامكانية تزوير الانتخابات. كما لا أري كيف يستغل ما تسميهم باللائكيين للقيام بتزوير الانتخابات وهم ضحايا تزوير الانتخابات، ما عدا اذا كنت تعتبر الحكم الحالي لائكيا وهو غير ذلك بل انه يكرر عداوته للائكية واللائكيين، بل ان الحكم ما يزور الانتخابات سوي لصالحه ولصالح الحركة الاسلاموية التي يعتقد انها تخول له شيئا من المشروعية الدينية والشعبية وهي في الحقيقة ما تخول له شيئا.
لن نشارك في انتخابات تشمل الاسلاميين ومحافظي النظام û هل ستشاركون في الانتخابات القادمة وما هي نظرتكم اليها مع بروز مخاوف من تزويرها؛ ــ لن نشارك في هذه الانتخابات ولا في غيرها ما دامت تشمل الاسلاميين ومحافظي النظام، والأدوات السياسية من الاحزاب الاسلاموية واحزاب الحكم الممولين بنهب أموال الشعب والدولة يعني ما دامت الانتخابات سوي فرصة لانقاذ النظام بتحالفاته ابقائه علي حاله وباحداث ثورة علي مستوي الدولة قبل الدخول في استحقاقات انتخابية علي أي مستوي كان؟؟ ظاهرة التزوير مرتبطة بطبيعة هذا النظام ولا يمكن القضاء عليها الا بالقضاء علي النظام ومن يريد حقا القضاء علي التزوير فليعمل من اجل القضاء علي هذا النظام نفسه كنظام رجعي بيروقراطي.
من يقتل من مجادلة عميقة û استبعد سعيد سعدي تورط الاسلاميين في اغتيال شخصيات بارزة منهم بوضياف وبلقايد وان المخابرات هي التي قتلتهم، فما هو تعليقكم؟ ــ ليس لي ان اعلق علي ما يقوله سعيد سعدي أو أي زعيم سياسي آخر، سعيد سعدي وحده مسؤول علي ما يقول، كثير من هذه الاغتيالات طالبت الحركة الاصولية بمسؤوليتها عنها، ولم تطالب بمسؤوليتها في جرائم أخري كي تتحاشي سخط الجماهير عليها كما يعلم الجميع، كل ما في الأمر انه من المعقد والصعب الصاق تهم بهذه الدرجة من الخطورة في حالات لا يمكن اثباتها لا بالتأكيد ولا بالنفي، خاصة وان في تعامل الحركة الارهابية والحكم معا في قضية الارهاب ما يفتح الطريق لكل الشكوك، ثم ان من الطبيعي ان تستعمل أية حركة معارضة عنيفة طريقة التسلل الي مؤسسات الحكم والحصول علي تحالفات داخله لانجاز بعض مخططاتها، والخطورة القصوي في هذا الطرح تكمن في خلط الأوراق السياسية، عن عمد أو غير عمد، بما يثقل الحمل علي كاهل الحكم فيما لا يمكنه تبرئة نفسه ويخفف المسؤولية والحمل علي الحركة الأصولية الارهابية بما يشكك في هوية المسؤولين عن الجرائم الأخري ويبرئها من جرائمها، ويعطي نفسا جديدا للمجادلة العقيمة حول من يقتل من .
نحناح لديه تناقضات فاحشة û دعا محفوظ نحناح الرئيس الأمريكي جورج بوش الي التدخل لحماية الانتخابات في الجزائر، فما هي أبعاد هذا الطرح في نظركم؟ ــ نحناح لا يضيع فرصة للكشف عن تناقضاته الفاحشة، فمرة يتمظهر بزعامة الدفاع عن الاستقلال والسيادة الوطنية، ومرة أخري يضرب هذه السيادة عرض الحائط، حسب ما تمليه عليه مصالحه لا مصالح البلاد، بالاضافة الي ذلك يتصرف السياسيون عامة عندنا وكأن الرقابة الخارجية للانتخابات ليس لها انعكاس علي السيادة الوطنية والديمقراطية الداخلية، لا من حيث المبدأ ولا من حيث المعارضة، وهذا خطأ سياسي فادح وفظيع وجريمة في حق الوطن، وليعلم نحناح وغيره من المجرب المحنك للحكم من داخله ان تزوير الانتخابات مرتبط بطبيعة النظام السياسي الجزائري البيروقراطي والريعي الجوهر ولا يمكن لا لنحناح وهو المستفيد من النظام وامتيازاته ولا لغيره وحتي لأمريكا أن يغير هذا الوضع ان لم يغير شعبنا الأوضاع العامة من جذورها. û كيف تنظر لتداعيات التحالف بين الارندي والافلان وما هو تأثيره علي الديمقراطية في رأيكم، وهل لديكم نية في التحالف مع بعض القوي السياسية؟ ــ هل هناك من ارندي خارج الافلان أو الافلان خارج الارندي أو كلاهما خارج الحكم؟ فهما وجهان لعملة واحدة هو الحكم في وحدته أمام خصومه واعدائه وجهان يترجمان تناقضات الحكم الثانوية وهما يوجدان داخل كل واحد منهما؟ الدليل علي ذلك هو التنقل من هذه الاحزاب حسب الاحتياجات السياسية التي يعبر عنها الحكم، الحزبان ا ليس سوي أداتين بين أيدي الحكم يستغلهما كأدوات ويناور بهما من أجل البقاء والشرعية الملكية وفائدتهما تكمن في بناء الطبقة السياسية علي ما هي عليها، يعني طبقة سياسية هجينة هجينية وهي في حركتها تتناقض تماما مع الديناميكية التي تحرك المجتمع الجزائري التواق للديمقراطية والحداثة والتقدم، والنظام هو الضامن والمستفيد من تصنيف هذه الطبقة الي وطنية ديمقراطية واسلامية حتي يبقي هو الحاكم.
نزار فاز بالشوط الأول من المحاكمة û قريبا تنطلق محاكمة اللواء خالد نزار في فرنسا، ما هو موقفكم وهل ستحضرون المحاكمة وأي سند ستقدمونه لصديقكم نزار؟ ـــ لماذا هذا الايحاء بصداقة نزار لنا أو صداقتنا لنزار؟ نحن لا نربط في سياستنا المبدئية والعملية سوي علاقات سياسية وهي ليست تخضع سوي لمقاييس العداء أو الصداقة بالمعني السياسي ليس بالمعني العاطفي. وعلاقاتنا مبدئية لا غير تتبع متطلبات خطنا الاستراتيجي ومن هذه الزاوية لنا علاقات مزدوجة بل هي علاقات تدخل في تناقض ثانوي مع عناصر من الحكم القائم منذ عشر سنوات أو أكثر لأننا نعتبر ان دوره متناقض ومزدوج، فهو من جهة يقف بجانب غالبية الشعب الرافضة للمشروع الأصولي لكنها من ناحية أخري تعمل علي استمرارية النظام، وذلك فموقفنا من عناصر مثل نزار يخضع لهذا المنطق وهو بالتالي موقف تضامن مع هؤلاء العناصر من حيث انهم ساهموا بقسط كبير في انقاذ الجزائر من براثن المشروع الاصولي وموقف نقد من حيث انهم ساهموا في عملية انقاذ نظام هو من جناحه الايمن حليف للحركة الاصولية، هكذا اذا سيكون موقفنا من المحاكمة ليست هي محاكمة نزار كما تقولون بل محاكمة من اتهموا نزار ظلما وتعسفا. وموقفنا يتجاوز حدود الحضور في المحاكمة لأن المحاكمة الحقيقية هي في كسب الرأي العام والأوساط السياسية الديمقراطية في فرنسا، وباعتبار انسحاب سوايدية من المناظرة مع صحفي جزائري في هولندا هذا الأسبوع، يمكن القول بأن نزار وأنصاره قد فازوا بالشوط الأول من هذه المحاكمة التي هي في الواقع مجال صراع حول الأزمة القائمة في الجزائر لكنها لا تفصل في الصراع نفسه بل هي سوي حلقة مهما كانت أهميتها.
منطق المصالحة وتناقضات الحكم û ما هو تقييمكم للأزمة في البلاد وهل انتم مع المصالحة التي يطرحها الرئيس بوتفليقة؟ ــ الحديث عن الأزمة طويل ومعقد، المهم ان الأزمة كشفت عن حقيقة الحركة الاصولية التي تعتمد الاسلام وسيلة للعمل السياسي وشوهت وجه الاسلام وقتلت باسمه أكثر من مائة ألف جزائري وجزائرية من رجال ونساء وأطفال وقضت علي نخب من المثقفين والفنانيين الكبار ذوي المقام العالمي وحطمت ما حطمت من انجازات اقتصادية واجتماعية وثقافية وأكثر من ذلك أوقفت حركية التطور في الجزائر، كما ان الازمة هذه زادت من عزلة نظام الدولة والحكم لكنها وعلي سبيل المفارقة ساهمت في انقاذه لانه برز بمثابة القوة الوحيدة القادرة علي تنظيم صمود الدولة امام الاخطبوط الاصولي بالسيطرة علي الديمقراطية المنافسة لها في هذا الميدان والتي استطاعت ان تقزمها بمختلف الوسائل، نحن نعتبر ان الأزمة ناجمة عن الطابع الهجين للدولة الجزائرية، الطابع الذي يريد ان يفصل في أزمة الحداثة بنفي ان الازمة أزمة حداثة بمعني انها ازمة اختيار ما بين مشروعين مجتمعين احدهما يسعي لبناء المستقبل متطلباته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمؤسساتية مما يتطلب اقامة المواطنة التي تتطلب بدورها الفصل بين الديني والسياسة وثانيهما يسعي للعودة بالمجتمع الي الخلف بمحاولة فرض دولة ديمقراطية اما استمرار الازمة وعنادها فهو نتيجة تناقضات الحكم نفسه بين المشروعين وتردداته في اتخاذ القرارات الحاسمة مما ساهم في تقهقر عزائم القوي الوطنية والديمقراطية داخل المجتمع والطبقة السياسية، خاصة وان الوضع السياسي منذ عشر سنوات بين مد وجزر كلما اقتربنا من الفصل في الأزمة الا وحدثت تراجعات داخل الحكم وسياسته أرجعتنا الي نقطة الصفر، من هذا المنطلق يمكن القول بأن الحركة الأصولية استمدت قوة استمراريتها من تناقضات الحكم ومن كونه له المصلحة في ذلك من اجل البقاء، ولم نكن نحن أبدا من المصالحة لأن المصالحة معناها المصالحة بين الظالم والمظلوم وبين مشروع ديمقراطي ومشروع فاشي معاد أساساً لمصالح الشعب ومعناها رفض القطيعة التي من شأنها وحدها ان توفر شروط الخروج من الازمة، وفي الحقيقة منطق المصالحة هو الذي اطال عمر الازمة. نعتقد ان الحل ليس في تجديد تجربة انتخابية مثل التي يعتزم الحكم اقامتها قريبا أي في الظروف نفسها السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والسيكولوجية القائمة وما دامت أزمة مناطق القبائل قائمة. فمثل هذه الانتخابات ستكون نتيجتها بيضاء ان لم تكن سببا في تعقدات الأزمة وتفاقمها في جميع المجالات. ولهذا فنحن نقترح ايقاف المسار الحالي واقامة مرحلة انتقالية جديدة تقودها كتلة تعمل من اجل القطيعة مع الحركة الاصولية ومع النظام الريعي البيروقراطي الحالي، واحداث تغييرات جذرية في الدستور مما يكرس الفصل بين الديني والسياسي انقاذا للسياسة وانقاذا للدين أيضا من تدنيس قدسيته بالسياسة، وتنفيذ برنامج اقتصادي واجتماعي وثقافي مستعجل يعيد الثقة للمواطنين والنخب، ومن ثم العودة الي الانتخابات والاقتراع العام في ظروف سياسية ملائمة.
#الهاشمي_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|