البرامج الحوارية و ترسيخ وعي المشاهد...

خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 02:51
المحور: الصحافة والاعلام
    

تتنافس المحطات الفضائية العربية فيما بينها عبر البرامج الحوارية ( التوك شو) سواء منها السياسي او الاجتماعي وغيرها بما في ذلك القنوات الأجنبية. والبرامج الحوارية الموجهة للجمهور العربي تحمل في طياتها ( اذا امكن) القدرة على ممارسة مهمتها الإعلامية والمهنية التي تتناسب مع الجمهور المستهدف أو المتلقي للرسالة ، والذي يدور عليه الصراع بالأساس ، في ظل الطفرة الإعلامية الحديثة وسيطرة الشبكة العنكوبوتية التي أضحت بدورها عاملا مساعدا في إيصال الأفكار والاراء الإعلامية إلى المشاهد ،كون ان وسائل الاعلام والتواصل اصبحت في متناول الجميع بسبب التقنيات الحديثة . ولان وسائل الإعلام المعاصرة تعتبر ذات أهمية كبرى من حيث التأثير على اتجاهات الجمهور وتحديد مواقفه إزاء القضايا المتعددة ومنها الشائكة على الاخص. إذ تسهم هذه الوسائل إلى حد كبير في تشكيل الرأي العام وتحديد اتجاهاته ورسم تصوره عما يجري حوله وفي العالم، في ضوء ما تقدمه من أخبار وآراء، لذلك تلجأ المؤسسات الأكاديمية الإعلامية إلى بحوث ودراسات الجمهور لكي تنتفع منها ما دام الجمهور هو الأساس الذي يقوم عليه عمل تلك المؤسسات.
من خلال المشاهدة لقناة "روسيا اليوم" الفضائية الناطقة باللغة العربية الموجهة بشكل خاص إلى الجمهور العربي ،من خلال شعارها التحدث إلى صديق قديم بلغة حديثة . لابد من الملاحظة بان هذه القناة تنفرد ببعض برامجها ومنها البرنامج السياسي الخاص والمميز بين البرامج الفضائية التي يمكنها من المنافسة عبر اكبر الشاشات العالمية . والبرنامج هو"قصارى القول" وهو برنامج سياسي حواري يقدمه الإعلامي العراقي سلام مسافر .الأهمية التي يتمتع بها البرنامج هي كونه من البرامج الناجحة ويعود السبب في ذلك الى المهنية في الإعداد الجيد الذي يتم عبر انتقاء المواضيع والضيوف والذي يسمح لكل الشخصيات التي تظهر عبر شاشة القناة وتحديداً البرنامج المذكور بطرح كل أفكارها وآراءها دون تضخيم أو تقزيم والاهم من ذلك غياب الفيتو على احد.
> اللافت ان الإعلامي سلام المسافر الذي يدير النقاش خلال حلقته بطريقة حوارية خلاقة لما يتمتع به من هدوء واتزان من جهة ، ثم هناك التجربة الطويلة التي عاشها في العمل الإعلامي والصحافي، وايضاً الثقافة العالية في إطار السياسة والمعرفة والأخلاق مما يعطي زخماً للبرنامج فارضاً حضوره بين البرامج الأخرى والقنوات الإعلامية. فالبرنامج يهدف بالأساس إلى إعطاء تفسير من الضيف للموضوع الذي يتم نقاشه بطريقة سلسلة وبناءة.
فالنقاش الحاد والصراخ والشتم الذي أصبح عنوان لكل البرامج الحوارية يغيب عند سلام مسافر وبرنامجه، مما يساهم بزيادة إعداد المشاهدين والتي تفتح أفاق للقناة من اجل المزاحمة في السوق الإعلامية من خلال هذه البرامج الحوارية الجدية..

ومن هنا ، تعد البرامج الحوارية من أكثر برامج وسائل الإعلام المعاصرة انتشاراً ونجاحاً في توصيل الرسالة الإعلامية إلى المستمعين والمشاهدين ,كما تؤدي البرامج الحوارية سواء أكانت ترفيهية ، سياسية ، اجتماعية ، تثقيفية ، دينية أو اجتماعية دوراً أساسياً في تشكيل اتجاهات الرأي العام لما تفرضهُ طبيعة التلفزيون في إيصال الرسالة بين المرسل والمستقبل ،إذ تتحقق المشاركة الجماهيرية في البرامج في تقديم آرائهم ومقترحاتهم وأفكارهم . لذلك يفرض الحوار أو المحادثة أو المقابلة نفسه كأحد أشكال البرامج.
تشغل برامج الحوار بمختلف اشكالها حيزاً واسعاً من ساعات البث اليومية للعديد من القنوات الإذاعية نتيجة للانفتاح الإعلامي الكبير الذي شهده العالم في عصر العولمة ، فضلاً عن استمرار حالة التنافس بينها لإثبات وجودها وتقديم البرامج النوعية خاصة ما يتعلق منها ببرامج الحوار التي تلقى إقبالاً جماهيرياً واسعاً في مختلف أنحاء العالم. ويتوقف نجاح هذه البرامج على عناصر متعددة أهمها: الإعداد الجيد للأسئلة ،وقدرة المقدم على ادارة الحوار والتفاعل مع الضيف( عدم الابتزاز، التشهير ،...) ،ومحاولة توفير الظروف اللازمة لإبقاء حالة التفاعل بين الضيف والمحاور قبل وأثناء إجراء المقابلة.
وظيفة البرامج الحوارية تكمن في كشف الحقائق وإعطاء المعلومات حول موضوعات مختلفة تهم أكبر شريحة من المشاهدين كما تسهم في التعريف بالشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والمسؤولين الحكوميين وإبراز أفكارهم وتجاربهم، وبالتالي اعطاء وتقديم صورة للرأي العام عن تلك الشخصيات .فالفكر يتقدم بتبادل الآراء والأفكار ومناقشة كل منها.

*يبث البرنامج على قناة "روسيا اليوم" الفضائية كل يوم باستثناء السبت والأحد من كل أسبوع في تمام الساعة 21:30 بتوقيت موسكو.

#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات