أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - أول حرف في ألفباء الديمقراطية .. احترام الرأي الآخر















المزيد.....

أول حرف في ألفباء الديمقراطية .. احترام الرأي الآخر


علاء الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 341 - 2002 / 12 / 18 - 05:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

الديمقراطية أو الشورى ، وكذلك التعددية وحرية التعبير ، وما إليها من المصطلحات التي نكثر جميعا ، هذه الأيام ، من ترديدها ، تتطلب تقمصا داخليا ونفسيا لها أولا ، من قبل المتحدثين قبل غيرهم ، لكي تكتسب صفتها الواقعية ومصداقيتها الوجودية . أما الحديث المجرد ، بحد ذاته ، فهو لا يغني ولا يسمن من جوع . فلسنا جالسين هنا ، عند شبكة العنكبوت ،  لنستمع إلى الأغاني الحالمة والقصائد العصماء ، التي أعذبها أكذبها !
وعلى هذا الأساس ، وبصراحة لا تعرف المداهنة ، نعطي لأنفسنا الحق في تناول أية قضية وأية ظاهرة وأي رقم أو اسم أو شخص – بما هو شخصية عامة وليس فردا نحترم خصوصياته التي يمنع القانون المتحضر المرعي الإخلال بها أو التجاوز على حرمتها – تناولا نقديا موضوعيا قد تشوبه أحيانا شوائب انفعالية بقدر أخطاء تلكم الشخصية أو ذلك الرقم أو الاسم ، خاصة تلك الأخطاء التي تتعلق بالشأن العام . وإذا حق لأحد أن يؤاخذ الكاتب أو المتحدث ، المنتقد ، فمؤاخذته تقتصر فقط على نتائج الانفعال ، وهو ما ينبغي أن يعتذر ( بفتح الذال ) عنه فقط ، أما الآراء المخالفة للأرقام والأسماء موضوعة البحث ، مهما بدت خرافية وخيالية ولا معقولة ، فلا يجدر بديمقراطي أو شوروي أو ليبرالي أو متحضر ، أن يستكثرها على الكتاب ، هنا في هذا الحيز الوحيد المتاح لهم ، بعد " تأميم " كل وسائل الإعلام بأيدي قادة الأحزاب الوطنية والإسلامية العزيزة ، ولا يحق له أن يطالب المعنيين بعدم إبدائها أو التعبير عنها أو يستهزىء بها ، لأن ذلك يعد نوعا من الإرهاب الفكري ، الذي لا ينسجم والادعاءات الكبيرة التي نسمعها ونقرأها .
لقد قرأنا وسمعنا كلاما ، حول من يدعونهم بالكبار في  مؤتمر المعارضة العراقية الحالي ، يكاد يصل بهم إلى مستوى العصمة والعياذ بالله . وقرأنا كلاما آخر ، يكاد يشبه كلام كتاب حزب البعث الفاشي الحاكم في بغداد ، في مطبوعات الحزب ووسائل إعلامه ، بفارق نوعي ، وهو أن كتابات البعثيين مهنية واحترافية ، ومضبوطة لغويا بشكل جيد ، على الأقل !  الأمر الذي حدا بي إلى التساؤل ، إذا كان هؤلاء السادة لم يصلوا إلى سدة الحكم في بغداد بعد ، وحال مناصريهم على هذه الدرجة من العنف والحدة والزعيق ، فكيف لو وصلوا !
ليس من المستحب التذكير ، بأن كثيرا من الكتاب والصحفيين الذين يتناولون الأسماء اللامعة حاليا بالنقد الموضوعي ، وإن المنفعل أحيانا لحرص على مستقبل الوطن لا أسفا على شطيرة سندويتش في مطعم هيلتون متروبوليتان في شارع أجور رود بلندن ، هم ممن غادروا الوطن ، مهاجرين ، وتاركين الأهل والأحباب طعمة لعاديات الزمن ، منذ اثنين وعشرين عاما أو أكثر . ومنهم من قدم من أفراد عائلته قرابين على مذبح الوطن قد تبز عدد ضحايا عائلة فلان وعلان ، ومنهم من قدم ضحايا آخرين دفاعا عن أنظمة الحكم التي تدفع زيدا أو عمروا إلى الواجهة ، بالتوافق مع الأعداء المعلنين استهلاكيا ، ومن بينهم من قاتل ميدانيا سلطات الطغيان ، ومنهم من تصرم الشطر الأكبر من شبابه في المسيرة التوعوية والإعلامية دون أية مكاسب ، بل وبمجهولية متعمدة في كثير من الأحايين ، فهل يستكثر على هؤلاء ، وهم جنود مجهولون حقا ، أن يقولوا هذا عذب وهذا ملح أجاج ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟!
أعرف صديقا صدوقا منذ ثلاثين عاما ، خاله ، شقيق أمه ، عضو في القيادة القطرية لحزب البعث الفاشي . ولطالما حاول هذا الرفيق استرجاعنا – هو وأنا – من الكويت حيث كنا نقيم بلا أوراق ثبوتية ، وفي ظل التحالف المعلوم في حينه بين نظام صدام والحكومة الكويتية ،  طوال سنتين ( منذ أواخر العام 1980 وحتى صيف العام 1982) لكي يقدمنا لقمة سائغة لصدام إثباتا لإخلاصه . قاتل هذا الصديق المخلص لربه ووطنه ست سنوات في سياق السنوات الثماني من الحرب العراقية – الإيرانية بالضد من نظام صدام ، تحت راية " المجلس الأعلى ممن لا أدري ! " ثم اختلف مع وحدته ( المجلس مؤلف من وحدات وليس المقصود وحدة عسكرية ) فعملوا لخدماته ( باز خريد ) أي أقالوه . كتب عريضة للسيد محمد باقر الحكيم وسلمه إياها بيده ، فلم يفعل شيئا . ترك المجلس وباع فلافل في حي دولت آباد إلى ما شاء الله  حتى صدرت قرارات الإجاعة الإيرانية الشهيرة ، فعاد إلى المجلس معتذرا نادما ، مسكينا مستكينا مستغفرا ، فأعادوه ، لكنهم استغلوه ، وهاهم يحاولون إجباره على الإنتقال إلى كرمانشاه بعيدا عن عائلته ، رغم داء السكري والكهولة وكل هذا العذاب الطويل ، وهاهو مضطر من جديد ، إلى الباز خريد الملعون !
ماذا لو قارن المقارنون الديمقراطيون بين وضع صديقي الذي يعرفه مسؤولو وحدات المجلس جيدا وأرجو أن لا يضايقوه ، فأنا المسؤول عما أكتب ، وهو لا علم له بما أكتب ولا سلطان له على قلمي ، وبيننا مسافات وبحور ، وبين وضع من يولد وفي فمه ملعقة من ذهب ، مثل السيد عمار الحكيم مثلا ، قرة عين السيد عبد العزيز ، الذي لا أخفي أنه ، أي السيد عمار ، مثال لسمو الأخلاق و حسن التربية ، فقد كان يزور عمي والد زوجتي الذي توفي ولم تكتحل عيناه برؤية ولديه وزوجه القابعين أو المستشهدين في سجون صدام ( كانوا معتقلين لا محجوزين ) والذي قدم الثالث قربانا للإسلام والوطن ، المرحوم الحاج عبد الرسول الفياض ، وكنت ألمس لمس اليد ، أدبه الجم مذ كان صبيا . كان عمار يافعا صغيرا عند اندلاع انتفاضة آذار 1991 لكنه أصبح رئيسا لإحدى لجان إدارتها من الشلامجة أو من أين لا أعلم ، ثم أحرقت له كل المراحل بسرعة البرق ، حتى غدا عضوا في المجلس العائلي ، يوجه الجماهير ، وتستقبله بالأهازيج في أستراليا ونيوزيلندا وأوروبا وإلخ …
ياله من تكافؤ فرص ندر مثيله ! أقول قولي هذا وأجدد إعجابي بأخلاق عمار العالية حينما كان صغيرا ، لأنني لم أره منذ ذلك الحين ، فنقد الظواهر لا يسوغ لنا أن نغمط حقوق الناس أو نشوه حقائقهم .
ذكرت هذا المثال ، لأصل إلى القول ، بأننا ننتقد ونكثف النقد ، لكيلا نعيد التجربة البعثية الفاشية في القابل الذي سيكلف العراقيين مليونا من الضحايا على أقل تقدير .
سنكتب ونكتب ونكتب ، حتى ينقطع النفس ، فهذه هي مهنتنا التي جعنا بسببها وحوصرنا وتجوهلنا !




#علاء_الزيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانت النوايا الحقيقية .. فلنستعد لليل أطول !


المزيد.....




- شاهد.. مياه فيضانات تجرف أبقارًا وسط الفوضى إثر هطول أمطار غ ...
- تهديدات أمنية تغلق مدارس دويسبورغ الألمانية على عجل
- إطلاق مسبار يحمل قمرا صناعيا من صنع تلاميذ المدارس في ياقوتي ...
- -نتنياهو يدرس تمديد إقامته-.. ماذا يحمل لقاء رئيس الوزراء ال ...
- قائد اللواء رقم 47 الأوكراني يعترف بوجود مرتزقة كولومبيين بي ...
- من بريد إلكتروني إلى تسريب عسكري.. تفاصيل حادثة -سيغنال- الت ...
- بري: لم اسمع من أورتاغوس أي دعوة إلى التطبيع
- اليابان.. حادث مأساوي لمروحية طبية يودي بحياة 3 أشخاص
- تضرر سكة حديد جراء سقوط مسيرة أوكرانية في كراسنودار بجنوب رو ...
- -بوليتيكو-: بريطانيا تعتمد كليا على الاستخبارات الأمريكية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - أول حرف في ألفباء الديمقراطية .. احترام الرأي الآخر