أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - العبادي ووهم القضاء على الفساد














المزيد.....

العبادي ووهم القضاء على الفساد


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 22:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الوهم اعتبار ما يحدثه حيدر العبادي رئيس الوزراء من تغييرات في اقالة عدد كبير من القادة العسكريين في وزارة الدفاع والمسؤولين الامنيين في وزارة الداخلية، بأنه جزء من عملية كبيرة للقضاء على سرطان الفساد المستشري في المؤسسة السياسية والامنية في العراق. فالتغييرات الانفة الذكر بما فيها الغاء مكتب القائد العام للقوات المسلحة الذي أنشأه سلفه المالكي وتحول الى غول امني مرعب منفصل عن المؤسسات الامنية والعسكرية الاخرى، ليس هو اكثر من تصفية لنفوذ نوري المالكي وملاحقه واذرعه الأخطبوطية، التي ادت الى الهزيمة العسكرية المشينة التي منيت بها سلطة الاسلام السياسي الشيعي الحاكم في العراق على يد دولة الخلافة الاسلامية.
عملية الإقالات وتحويل القادة العسكريين الى المحاكم هو مسالة طبيعية لاية حكومة مهزومة عسكريا وخاصة اذا كانت تلك الإقالات هي عملية من اجل انقاذ هيبة واعتبار حزب الدعوة والائتلاف الشيعي الحاكم، الذي وصل الى اكثر من الحضيض بعد سقوط مدينة الموصل في 10 حزيران. ودون الخطوة المذكورة التي اتخذها العبادي وبضغوط امريكية واضحة لن يتمكن العبادي لا من تحقيق انجازات عسكرية ولا الحصول على دعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، ولا يمكن له ولحزبه الاستمرار في العملية السياسية بدعم ومساندة الاطراف السياسية الاخرى.
ان عملية القضاء على الفساد التي تحاول اطراف العملية السياسية الترويج والتطبيل له، هي اكبر من اقالة عدد من الضباط واكبر من تبرئة مسئولي البنك المركزي او اعادة محاكمة مسئولين لفقت لهم تهم كيدية من قبل المالكي وجماعته. فالجميع من الذين ساهموا في اطلاق وحش الفساد وتسَيّده على المشهد السياسي والامني في العراق بدء من بول بريمر الحاكم المدني للاحتلال، الذي قال بدم بارد ولامبالاة كبيرة في رده على سؤال لمذيع في قناة امريكية عن اختفاء 12 مليار دولار بأنه لا يعرف بالانكليزيةI don’t Know” " ومرورا بنفوذ الجمهورية الاسلامية التي لا يتزعزع في العراق، والتي بسببها اقيل مدير البنك المركزي ولفقت له تهم شتى هو ومساعديه، لان المالكي اراد تحويل اموال الى دعم نظام بشار الاسد دون اية مسائلة، وانتهاءا بالعبادي المنقذ لماء وجه حزب الدعوة والاسلام السياسي الشيعي، نقول الجميع يحاول القاء مسؤولية تحويل العراق الى دولة فاشلة وبلد فاشل على كاهل العاثر الحظ نوري المالكي. وكان اخر تلك المحاولات هي تصريحات مستشار وزارة الخارجية الايرانية، بأن سياسات المالكي الطائفية وراء تأسيس دولة الخلافة الاسلامية، والتقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز حول اسباب هزيمة الجيش العراقي الذي يتزامن على قدم وساق مع عملية اقالات المسؤولين والقادة العسكريين والامنيين.
ان الفساد هو ظاهرة ملازمة للنظام الراسمالي، ولطالما هناك سلطة رأس المال، هناك الجشع الذي يقود الى توسيع ربحية الراسمال، و"الفساد" وسيلة لتحقيق تلك الربحية. الا ان في العراق توسع حجم الفساد ليتحول الى جزء من المؤسسة السياسية المعروفة بالعملية السياسية. اي بعبارة اخرى ان الفساد تحول الى جهاز مرتبط بتلك المؤسسة التي بنيت على اسس المحاصصة الطائفية والقومية. فعلى سبيل المثال لا الحصر استحداث مناصب نواب رئاسة الجمهورية التي لا يقرها الدستور المتفق عليه واستحداث مناصب وزراء الدولة ومناصب لنواب رئيس الوزراء لشؤون المختلفة والفائضة عن الحاجة والذاكرة.. كلها رشاوى تمنح للكتل السياسية ارضاء لمشاركتها في ادارة العملية السياسية.
ان التغييرات التي يحدثها العبادي لا بد منها كما تحدثنا ولكن ليس الغاية منها القضاء على الفساد لان وصوله الى سدة السلطة تم عبر عملية فساد كبيرة، وهي التغاضي عن جرائم المالكي وخروقاته لحقوق الانسان وسرقته الكبيرة لأموال وثروات المجتمع مقابل تركة لمنصب رئيس الوزراء، عبر منحه منصب يمكنه من الحصانة الدبلوماسية وتبرئة جميع المقربين منه من قادة حزب الدعوة الذين شاركوا خلال 8 سنوات من حكم المالكي وحزبه المصون في نشر الكراهية الطائفية، ودعمه للمليشيات والاستحواذ على ما يمكن من الثروات دون اي وجه حق. ان القضاء على الفساد في خطوته الاولى هو القضاء على المحاصصة الطائفية والقومية وبغير ذلك هو ضربا من الحماقة اكثر مما هو ضربا من الاوهام.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفنن في تسويق الداعشية في العقلية الثقافية العراقية
- العراق بين فكي اوباما وخامنئي
- المعاشات للمليشيات والزبالة للمحرومين
- مرسوم المساواة صفعة لحركتي القومية العروبية والكردايتي
- العبادي والهوية الطائفية
- تقشيف مهزلة -التقشف-
- (عراق واحد) ذهب ولم يعد
- بئس المواجهة الثقافية والفكرية والايديلوجية
- الإرادة الثورية وكسر شوكة داعش
- تحالف الاسلام السياسي الشيعي بين فكي كماشة
- دولة الخلافة الاسلامية والجيفة والغرب
- دولة الخلافة الاسلامية بين -الاسلام المعتدل- و-الاسلام المتط ...
- زعامات ذكورية ولا تاريخية
- بكاء فيان دخيل في مكانه المناسب
- اللاقانوني في القانون الجعفري
- كلكم افاقين!
- وادي الذئاب والنزعة القومية الاردوغانية
- عندما يتحول البابا الى منظر فاشل
- مؤتمر القاعدة وليس قمة مؤتمر النقمة وليس نعمة
- جمهورية الخوف الثالثة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - العبادي ووهم القضاء على الفساد