حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1303 - 2005 / 8 / 31 - 11:23
المحور:
المجتمع المدني
انتشرت ظاهرة خطيرة، ولو بدا الخير ظاهرها؛ فقد تصور البعض من تلقاء أنفسهم أو مُحَرَكين مدفوعين من غيرهم، أن بوسعهم تولي الوعظ وترديد الفتاوى. تراهم في المواصلات العامة، في الشوارع، في التجمعات، في المساجد؛ منهم من يقوم "بالمهمة" بهدوء ومنهم من يتشاجر ويعلو صوته وتَكُر منه البذاءات وكأنها أحد حقوقه الأصيلة!
منهم من نبتت لحيته بالكاد ومنهم من أشعلها الزمن بياضاً. معلوماتهم الحقيقية وثقافتهم معدومة أو تكاد. أحدهم ردد بتيه أنه منع كحك العيد عن أبنائه لأنها بدعة "فاطامية"، يقصد فاطمية! وآخر فسر "الضحك يُميت القلب" بأن الضاحك يقع من طوله ميتاً! في المساجد يترصدون المصلين باحثين عما يرونه ثغرة في وقفة أو جلسة، منها ينفذون بوعظهم وفتاويهم.
الأثر العكسي الرافض لهم، صراحة أو ضمناً، هو رد الفعل الأغلب، لو فَطِِنوا أو فَهِموا أو أُفهِموا. الوعظ والفتاوى ليسا لعبة لأي عابث، فرداً أو مجموعة، بحثاً عن احترام مُفتقد أو سلطة مُشتهاة؛ هؤلاء "اللاعبون" ليسوا إلا فتنة علي أحر من الجمر. إلي متي التسيب والتراخي في كل أمور حياتنا؟ هل الكوارث قدرنا؟
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟