أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - القاتلُ مُجرما وليس مقدَسا















المزيد.....

القاتلُ مُجرما وليس مقدَسا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 15:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أرفض بشدة أن نسمي القتلة بالشهداء فهؤلاء منحرفون ومرضى في عقولهم وقلوبهم ونفسيون وأصحاب جُنح وجرائم وآثام لا يغفرها الله, فكيف نطلق عليهم صفة (شهداء)؟ هؤلاء ليسوا شهداء بل مجرمون والله سيعاقبهم على أعمالهم الإجرامية ومن المستحيل أن الذي يقتل يهوديا يدخل الجنة ونطبل له ونزمر له ونسميه شهيدا, وكذلك اليهودي الذي يقتل المسلم يجب أن لا نطلق عليه لقب شهيد, وكذلك المسيحي وكل أصحاب الديانات لأن جريمة القتل وقطع الأعناق تقشعر لها الأبدان ويوصي القانون المدني بتوقيع أقصى أنواع العقوبات بحق القتلة, فكيف نحن نمجدهم ونخلدهم في التاريخ على أساس أنهم قتلوا وقُتلوا في سبيل القتل لنطلق عليهم لقب شهداء!, فالفئتين في النار سواء أكانوا يهودا ومسلمين أو مسيحيين ومسلمين, ويجب أن نركز جهودنا على أنشطة السلام العالمية وننفق الأموال على إغاثة الناس ومساعدتهم لمن كان منهم بحاجة للمساعدة, ولندخل هنا على موضوع المساعدة, باعتقادي أن المسيحي يدخل الجنة واليهودي يدخل الجنة إذا تقدما بمساعدة أحد المحتاجين مساعدة عينية أو نقدية أو مساعدة على شكل خدمات اجتماعية أو دعما لوستوجيا , ولا يمكن أن يدخل المسلم الجنة لأنه قتل يهوديا, فالقاتل في الدنيا مكانه السجن كعقوبة له على فعلته وليس الجنة التي يتوهمونها الناس, ومهما كان نوع الدين أو شكل المعتقد أو المعبود فلا يمكن أن يقبل الله بالقتلة وبالمجرمين الذين يتسببون بتيتيم الأطفال وترميل النساء, فلا يوجد على مر التاريخ عملا أبشع من القتل ولا يوجد على مر التاريخ جريمة أبشع من جرائم القتل, فكيف يتوهم هؤلاء المرضى النفسيين أنهم سيدخلون الجنة إذا ما قتلوا يهوديا أو أي إنسان بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو جنسه أو عرقه!!!,هنالك سوء تفاهم بين المسلمين والإسلام من جهة وبين الإسلام نفسه وموضوع دخول الجنة لأسباب تتعلق بقتل الآخر وينسون أن مساعدة الآخر على الحياة هي التي ٍ تُدخل صاحبها إلى الجنة , بغض النظر عن نوع المساعدة أو شكلها أو تعدد مهامها, فالإنسان يتلقى المساعدة كونه بحاجة لها سواء أكان غنيا أم ثريا أم فقيرا, المهم أنه بحاجة لها, مثلا من الممكن أن نجد ثريا بحاجة إلى كلية أو قرنية عين وبالتالي تحق له ولا تحق إلى فقير كليته أو قرنيته سليمة.

ومساء هذا اليوم دار نقاش بيني وبين أحد الأقارب شيوخ الدين الإسلامي الذين لديهم الشجاعة الكافية للقتل لكي يدخلوا الجنة بجوار الحبيب محمد(ص) , طبعا أنا لا أمانع من أن يدخل الناس الجنة, أولا لأنها ليست لي وثانيا لأنني لست موكلا عليها ولا أملك صلاحية من الذي سيدخلها ومن الذي سيخرج منها ومن هو الذي حُرمت عليه جنة عرضها السماوات والأرض بسعة من الممكن أن تكون أكبر وأوسع من المجرات السماوية الثلاث, على كل حال سألت الشيخ: يا شيخ هل الذي يقتل يدخل الجنة؟ يعني إذا أنت قتلت كافرا هل ستدخل الجنة؟ قال: بالتأكيد نعم, صحابة الرسول(ص) كلهم دخلوا الجنة لأنهم قتلوا الكفار والملاحدة والمشركين, فقلت له: على رسلك يا شيخ, أعتقد بأن القاتل يدخل السجن, يعني لو قمت أنت بقتل أي أحد لأنه ليس مسلما فأعتقد بأنك ستدخل السجن, القتلة مكانهم المناسب هو في السجون أو في المصحات العقلية, فالقاتل يتسبب بالأذى ليس للمقتول وحسب وإنما على الأغلب يتسبب بالأذى لأم المقتول وأبيه وأولاده وزوجته إن كان معيلا ويعيل عائلة بأكملها, أعتقد جازما بأن أي قاتل من المستحيل أن يدخله الله الجنة, واسمح لي يا فضيلة الشيخ وإن كان فهمي على قدي و(عقلاتي شويه),نعم, اسمح لي بالقول بأن جنتكم تمتلئ بالقتلة وبالزعران , جنتكم تمتلئ بالمجرمين وبسفاكي وسفاحي الدماء, فهل من المعقول يا فضيلة الشيخ أن يدخل الله المجرمين والقتلة إلى جنته؟ فإذا كنا نحن نعاقب القتلة والمجرمين وندخلهم السجون أو المصحات العقلية فكيف مثلا الله وهو رب الكون العظيم يُدخل هؤلاء القتلة الجنة!!, أعتقد بأن هنالك لبسا في الموضوع.

ثم لماذا ترتكبون جريمة القتل بحق من تسمونهم أو تصفونهم بالكفرة لكي تعبروا عن طريقهم إلى الجنة؟ أفلا توجد لديكم طريق أخرى؟ ألم تستكشفوا طريقا أخرى تصلون من خلالها إلى الجنة عدى القتل والذبح والسلخ والسحل بالشوارع؟, أعتقد بأن هنالك وسائل أخرى تستطيعوا فيها أن تعبروا إلى الجنة بدون أن ترتكبوا جريمة القتل, وأعتقد بأن بكم غِلظة حث عليها القرآن وحثت عليها سُنة الرسول محمد(ص)(ولتكن فيكم غلظة) وليشعروا أن بكم غلظة,وهذا معناه ليس لطيفا ولا يحثُ على اللطف.

المجرم عندنا مصيره إلى السجن والمجرم والقاتل مصيره عند الله إلى النار, ولن يدخل ملكوت الله من كان مجرما أو قاتلا أو سفاحا وسفاكا للدماء, وتستطيعوا إقناع الآخر بدينكم عن طريق وسائل الحوار المتعددة عبر عقد الندوات والمحاضرات العلمية ودعم الكُتّاب والمثقفين وتشكيل الجمعيات الخيرية التي تهدف إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين وفتح المستشفيات لعلاج الفقراء وغير الفقراء وتقديم العون والمساعدة لكل من يحتاجها, فأنتم على ما أظن لديكم خلط بالمفاهيم عن المساعدة تختلف عن مفهوم المسيحيين لها, فالمسيحيون ومؤسسات المجتمع المدنية المسيحية من هيئات ومنظمات وجمعيات بكل أطيافها وتياراتها الفكرية تساعد كل من يحتاج للمساعدة بغض النظر عن دينه وبلده وموطنه أو جنسه أو لونه أو عرقه, أما أنتم فتنظرون إلى المساعدة على أساس الاستحقاق, أي أنكم تقدمونها إلى كل من يستحقها وهذا هو فهمكم الخاطئ للمساعدة, فالمساعدة ليست لمن يستحقها بل لمن يحتاجها سواء أكان غنيا أم فقيرا, مسلما أم مسيحيا, هنديا أم صينيا, فعن طريق كل هذه الطرق تستطيعون الدخول إلى الجنة من غير أن تقتلوا أحدا.

وهؤلاء الذين يساعدون الناس سيدخلون الجنة أما الذين يقتلون الناس فلا أعتقد بأنهم سيدخلون الجنة ولا أحد يملك صلاحية الحكم والمعرفة ليحدد من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار, وربما وفي أحيان كثيرة يكون رصيد المقتول من الأعمال الإنسانية المسجلة بحسابه عند الله أكثر وأفضل من أعمال القاتل, وكم كان المقتول أفضلُ من القاتل!, ثم ما نوع هذه الجنة التي تكتظ بالقتلة وبالمجرمين من أرباب السوابق؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يفتقر نظامها الداخلي ...
- امرأة حاولت تعريفها بالمسيح
- استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية
- المسيح يشفي الأمراض دون أن يضطر لفتح الجراح بالشفرة
- لآدم زوجة واحدة 2
- فضيحة الشيخ رمزي
- هكذا هي الحياة
- المرأة العاقلة في المجتمع الإسلامي
- العلمانيون والملحدون أكثر قربا لله من الشيوخ المسلمين
- محمد سيد الخلق أجمعين!
- فجأة شعرت أنني غريب
- نسبة العلمانيين من سنة1900-1980
- المسلم غير راضٍ عن قرارات الله
- بإمكاننا أن نحب اليهود
- فضيحة عقد النكاح
- عالم عربي بلا هوية عصرية
- أرض الميعاد
- المسجد الأقصى مَعْلَمٌ سياحيٌ
- الرؤيا العلمية لبيت المقدس
- يا سيدي المسيح


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - القاتلُ مُجرما وليس مقدَسا