قحطان جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 00:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يشغل بالي موضوع كبير يتعلق بقضية علاقة الفرد بالله والايمان به. إذا كانت الكتب السماوية تقر جميعها بان الله هو خالق الكون، وهو العالم بالاشياء وجوهرها ومصيرها، فلماذا يلجأ الناس الى الوسيط كالائمة وآيات الله وعلماء الدين والشيوخ والملالي وغيرهم ، لكي يكونوا وسطاء بينهم وبين الله؟ وكيف يمكن لكل هؤلاء إصدار فتاوى عن الجنة والنار والحلال والحرام، بحيث يقررون فيها بدلا عن الله ما سيصيب المؤمن الفرد. ونحن نعرف ان الله، وطبقا لهذه الكتب السماوية التي يدعي هؤلاء ايمانهم بها ، هو الوحيد العارف المطلع الذي يقرر مسألة العقاب والثواب والجنة والنار؟ ولو اقتصرنا الحديث على القرآن فسنجد العديد من الآيات التي تؤكد ان العلم والمعرفة عند الله فقط، وان إدعاء الوساطة مع الله من كل أولئك الذين يدّعون ذلك، هي محض تصورات واختلاقات من وضع البشر، لحماية مصالحهم وتعزيز نفوذهم وجني اكبر الثروات..وفي القرآن امثلة عدّة منها: " والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم "، " الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير "( سورة البقرة).. بل ان الله يشير في آية أخرى " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"( سورة النساء)، اي انه يغفر كل شيء باستثناء الشرك به، والمؤمن هو اصلا مؤمن به وغير مشرك فلماذا يحتاج إذن الى وسيط إذا كانت الآية واضحة وحاسمة في قرارها بان الله يغفر كل شيء للمؤمن،وكيف يعتقد احد بالوساطة عن الله وهو القائل: "واتقوا يوما لا تجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون" سورة البقرة. وفي سورة اخرى يقول " ومن جهد فانما يجهد لنفسه، إن الله لغني عن العاملين" ( سورة العنكبوت)، وفي آية اخرى يقول " .. كلّ إمرء بما كسب رهين" ( سورة الطور) ..او " واليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ..." ( سورة سبأ) ثم "من جهد فإنما جهد لنفسه .."( سورة القصاص ) وغيرها وغيرها..فمتى يكف الناس عن اتخاذ وساطة بين الله والانسان. فالله لا يحتاج الى وسيط، و الايمان هي علاقة بين الفرد والله لا غير.؟وان هؤلاء الذين يجعلون من انفسهم وكلاء لله على الارض لن ينفعونهم بشيء؟وهم ليسوا اكثر من طلاب سلطة وجاه وثروة.
#قحطان_جاسم (هاشتاغ)