ياسين المصري
الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 10:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القاعدة بين البشر هي : إذا لم يعرف المرء ما يجب عليه أن يفعله ، فرض عليه الآخرون ما يريدون منه أن يفعله.
هذه القاعدة تطَبَّق الآن في الكثير من دول الشرق الأوسط من خلال إطلاق النار ونشر الدمار ، وإذا أتت أكلها فلن تتغير الخريطة السياسية وحدها بل والخريطة الثقافية للمنطقة برمتها ، وإذا لم تأتي أكلها فسوف يُجَرّ إليها دول أخرى فاعلة في المنطقة مثل السعودية ومعها دويلات الخليج الفارسي والجزائر والمغرب والسودان ... و(ربما) مصر ، حتى يكون الدمار شاملا والتغيير كاملا.
القوى الكبرى في العالم تدرك تمام الإدراك أن حكام المنطقة عجزة وفاقدي الشرعية ، وفي مقابل إهمالهم لشعوبهم ، تَرَكُوا منذ عقود المارد الإسلاموي يتورم كالسرطان ويعبر القارات ويهدد العالم أجمع كالأوبئة الفتاكة .
وتعرف أن حكام المنطقة عاجزون تماما عن ممارسة السياسة والعمل على إيقاف الوباء الإسلاموي خاصة بعدما تفشى وأصبح جزءا لا يتجزأ من هوية مواطني المنطقة المطحونين والمقهورين اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا.
وعاجزون أيضا عن تطوير أنفسهم وتطوير منظومة الحكم في بلادهم والأخذ بيدها إلى طريق الحرية والكرامة الإنسانية .
وتعرف أنهم أنانيون وجهلة وتتحول الثروة والنفوذ بين أيديهم إلى هباء وحطام.
القوى الكبرى تعلمت من تجاربها التاريخية المريرة أن النفس الإنسانية لا ترقى وتسمو إلا بالنار والدمار مثلها مثل الذهب لا يستخرج إلا بعد تعرضه لحرارة تصل إلى 3000 درجة مئوية.
لذلك عقدت العزم على فرض إرادتها وإراحة العالم من ثقافة الغباء والتخلف والانحطاط .
لن تخمد النيران ويتوقف الدمار إلا بعد أن تسقط الرؤوس المليئة بالقش وتتهاوى العروش المعلقة في الهواء وتنهار القصور القائمة على الرمال . وقبل أن تخمد النيران ويتوقف الدمار لابد أن تتصدع وتتداعى ثقافة الغباء والغرور والغطرسة القائمة على "خير أمة أخرجت للناس".
سوف تنبثق ثقافة جديدة في المنطقة تتمحور حول مبادئ حقوق الإنسان والحيوان والنبات ، وتلتزم بالتسامح والتعددية واحترام النفس البشرية مهما كانت .
الحرب الدائرة رحاها الآن في بعض دول المنطقة لن تنتهي مالم تأتي أكلها ، فالقوى الكبرى في العالم هي التي أرادتها وهي التي تغذيها ، وتنميها ، وهي التي تنتظر وتراقب نتائجها.
أية دولة في المنطقة تتمتع بالحد الأدنى من الذكاء الجمعي يمكنها معرفة ذلك ، ويمكنها البدء بأسرع ما يمكن بهذه التغييرات قبل أن تنجرَّ في يوم ما إلى أتون النار والدمار.
#ياسين_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟