أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - شوكت جميل - كادر مشيدي الحضارة يا محلب














المزيد.....

كادر مشيدي الحضارة يا محلب


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 19:34
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


أنظر و قد أوشكت الثورة المصرية المجيدة أن تسلخ عنها أربع سنواتٍ عجاف، و أمعن النظر.. فإذْ هيَ لم تكد تمضي خطوةً يتيمةً واحدةً ملموسةً في اتجاه العدالة الاجتماعية؛تلك التي كانت المطلب الرئيسي و الوقود الأظهر المغذي،لذلك الحراك الشعبي الكبير.و إذْ نحن نعلم أن العدالة الاجتماعية ليست بالمطلب الهين و لا اليسير،كما نعلم أنها ليست بالثمرة التي نجنيها ما بين ليلةٍ و ضحاها،و إنما بالصراع و النضال شيئاً فشيئاً و قليلاً قليلاً، و بالأخص في الظروف الاقتصادية العسيرة التي تمر بها البلاد.

أقول نعلم كل ذلك،و لكن الذي يقع في نفسي موقع الدهش،أن تقعد الأصوات المنوط بها هذا الحديث و هذا الصراع عن واجبها، و تنصرف إلى سفاسف الأمور،و ربما تضرب صفحاً عن واجبها فلا تكتسب سخط القوى السياسية الحاكمة عليها،و لربما لكسب رضاها...فإذا جهر فو موجوع بهذا الحق و هذا الواجب ؛سارعت الأصوات الأكثر علواً و تكاتفت لتكميمه،و الزج في حلقه باللافتة القماشية البالية البائتة البائخة:"إنما هي مطالب فئوية لا تتحملها البلاد!":فإذا ضج المعلمون بحالهم فهي المطالب الفئوية،و إذا ضاق المحامون بها فهي المطالب الفئوية،و كذا الأطباء و المهندسون وموظفو البريد و حتى العاطلين عن العمل من حملة الماجستير و الدكتوراة..فإنما هي المطالب الفئوية!و هلم جرا... و لست أعلم حقاً،إذا كان "كل هذا" في تصنيف الراسخين في العلم "من المطالب الفئوية"،فماذا تبقى من الشعب إذن؟!..لا أكاد أعثر على أحداً:اللهم سوى رجال الإعلام"الذين يرددون هذه المقولة الباطلة"..و رجال رأس المال الذي يملك هذا الإعلام..و الحكومة التي على خير و فاق مع هذا و ذاك،و بين هؤلاء و هؤلاء و هؤلاء..يضيع الحق و يئن المطحونون.

و ننظر إلى الحكومة المصرية الرشيدة،و لخطتها و تقديرها لإقالة الاقتصاد المصري من عثرته،فإذْ هي لم تزد أن تكون رؤية رثة و إجراءاتٍ عقيمة،رأت الحكومة فيها "ببصيرتها النافذة"الإصلاح و النجع،إجراءاتٌ يدور أكثرها حول إلغاء الدعم عن الوقود،و طائفةٍ من السلع الأساسية،فجاء الأمر ضغثاً على أبالة؛إذْ أثقلت كاهل الطبقات الفقيرة بأعباءٍ فوق أعباء،و شظفٍ فوق شظف،لحساب نفرٍ من مصاصي الدماء الاحتكاريين...فكأن الأمر بمثابة نزع كسرة الخبز الجافة من أيدي الجائعين لتحسين الكافيار على مائدة المترفين،و قد أتمت الحكومة فعلتها بليلٍ،تحت مظلةٍ من المغالطات و المماحكات؛يروج لها إعلامٌ و مؤسساتٌ معبرةً عن مصالح الطبقة الناهبة لشعبها...و بدت الدولة كتجلٍ فجٍ لمصالح هذه الطبقة و هذه الطبقة فقط..فماذا يقولون و ماذا نقول؟

يقولون :الشعب لا يعمل تلك هي القضية..و نقول:القضية "أن الذين يعملون لا يملكون،و الذين يملكون لا يعملون".

يقولون:الدعم أموالٌ تلقى في الهواء_خارج دائرة الاستثمار_،و سيفضي حتماً إلى الإفلاس العام،و لا بد مما ليس منه بد...و نقول: أن ما أفضى إلى إفقار الطائفة الأكبر من الشعب،إلى درجة تكففٍ يسمونه دعماً،إنما كثمرةٍ مرةٍ لسوء توزيع الثروات،و علاجها ليس برفع الدعم عن الطبقات الكادحة،بل بفرض ضرائب تصاعدية،و أن يتحمل العبء الطبقات الأكثر ثراءً فالأقل فالأقل...

و الحق،يمكن لنا أن نوجز سياسة الحكومة في جملة مفيدة:"، أن يزداد الثري ثراءٍ،و يزداد الفقير فقراً...".
و نعود إلى العنوان،و أقصد به مطالب المهندسين المصريين بتطبيق الكادر لهم،و رفض رئيس وزراء مصر الغليظ له،في احتفالية يوم تفوق المهندس المدني و الذي حضره رئيس الوزراء كواحدٍ منهم،و كان الرد كما قدمنا"إنما هي مطالب فئوية لا تتحملها ظروف البلاد"...و ليس في الأمر من تعصبٍ لأهل المهنة،إنما عرضها كحالة كغيرها من حالات جميع طوائف الشعب التي تعاني و تئن..أقول: جميعها و قد استثنيت القطط السمان،و لعل أبلغ وصف هو ما ورد في خطاب رئيس النقابة"الفرعية"للمهندسين بأسيوط...و كان الأجدر بالخطاب أن يوجهه رئيس النقابة العامة..و لكنها مثال عن قعود الرجال عن واجبهم،و انخذالهم عن قول قولة حق_و لكلٍ حساباته_:
.........................................
السيد المهندس/إبراهيم محلب
رئيس مجلس الوزراء
تحية طيبة ..و بعد..
لقد تلقينا رد سيادتكم على مطالب المهندسين بتطبيق الكادر باحتفالية يوم تفوق المهندس المدني ببالغ الدهشة و كان هذا هو رد الفعل الوحيد الذي لم نكن نتوقع من سيادتكم.
سيادة رئيس الوزراء....لقد توقعنا من سيادتكم كمهندس مدني أولاً و كرئيس وزراء مصر ثانياً أن تكون متحمساً لتطبيق كادر المهندسين الذي هو ليس مطلب مادي للمهندسين.لكنه مطلب لتحقيق كرامة المهندس أولاً و لتحقيق المساواة بين المهندسين العاملين بالحكومة و القطاع العام.
سيادة رئيس الوزراء..لقد توقعنا من سيادتكم أن تنتصر للمهندسين و أن تعدهم بتطبيق الكادر.فالمهندسين لديهم حسٍ وطنيٍ عالٍ و ليسوا هم من يطالب بحقوقه.و بلاده تعاني.لقد عانت مر من المظاهرات الفئوية من كافة الطوائف.ما عدا المهندسين لأن المهندسين هم المحرك الأساسي لتنمية مصر و تقدمها الذي سوف تبنى به مصر و تتقدم إلى الأمام إن شاء الله.
سيادة رئيس الوزراء و نحن إذ نعلن كنقابة مهندسين تمسكنا الكامل بضرورة تطبيق الكادر للمهندسين.
نرجو من سيادتكم البدء بتبني النقاش المجتمعي تحت رعاية المهندسين لوضع بنود كادر المهندسين مع تحديد برنامج زمني لتطبيقه تدريجيا.
و تفضلوا بقبول فائق الاحترام،،،
رئيس النقابة الفرعية بأسيوط.
........
...............................................................................................
و بالطبع كان هذا الخطاب صيحةً بوادٍ و نفخةً برماد،و لم تجد جواباً غير صداها،و هو ذات مصير أي دعوة للتحرك خطوةً نحو العدالة الاجتماعية في ظل الحكومة الحالية،و لمعرفة العلة و السبب في التجاهل و الرفض؛علينا العودة إلى بداية المقال......و تمضي قافلة الحكومة..و يئن المطحونون.



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمسة حياة
- لهتلر نوبل للسلام و للغنوشي جائزة ابن رشد
- مخطوطات العهد الجديد_دراسة نقدية_
- إرحلْ!
- ثورة البعير
- المنهزم
- نزاهة النقد الديني و توزيع الصفعات بالتساوي!
- الذبيح:إسحاق أم إسماعيل؟!
- الخِراف
- أنا الشرقي
- فطرة الذئاب
- هيَ و الصاعق
- صاحب الكَرْم
- عاشَ حماراً و مضى حمارا(2)
- عاشَ حماراً و مضى حمارا(1)
- نضال و وحدة و فناء الأضداد(2)
- نضال و وحدة و فناء الأضداد(1)
- فناء الضدين أم تحول الضدين!
- إلى مستحيلة الدمع(2)
- رد الصفعة


المزيد.....




- 25 November, International Day for the Elimination of Violen ...
- 25 تشرين الثاني، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
- استلم 200000 دينار في حسابك الان.. هام للموظفين والمتقاعدين ...
- هل تم صرف رواتب موظفي العراق؟.. وزارة المالية تُجيب
- متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع ...
- استعد وجهز محفظتك من دلوقتي “كم يوم باقي على صرف رواتب الموظ ...
- -فولكسفاغن-.. العاملون يتخلون عن جزء من الراتب لتجنب الإغلاق ...
- إضراب عام في اليونان بسبب الغلاء يوقف حركة الشحن والنقل
- متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع ...
- مفاجأة كبرى.. مقدار زيادة الأجور في المغرب وموعد تطبيقها ومو ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - شوكت جميل - كادر مشيدي الحضارة يا محلب