|
مع مالك سيف في أعترافاته
كاظم حمود محسن
الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 15:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ربما مثل مالك سيف نقطة تحول في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ونضاله حيث أدت اعترافاته إلى تنفيذ حكم الإعدام بقادة الحزب فهد ، حازم ، صارم وإذا كان فهد وعلى لسان مالك سيف يفرح بالتضحيات التي يقدمها الحزب لأنها ترفع من شأنه ففهد بتضحيته مع رفيقيه منح الحزب وكل الوطنيين درسا عظيما بالتضحية ومنح الحزب أسما لامعا لازال الشيوعيون العراقيون يعتزون به ولعل ما حدث عام 1963 من تصفيات جسديه عشوائية ضد الشيوعيين كان أمامهم درسا بالتضحية لم يريدوا أن يحيدوا عنه وتقدمهم الشهيد سلام عادل وفي حديث لي مع أحد الشيوعيين اقترحت تخفيف الوطء عن بعض من لم تسعفه قواه على الصمود رد علي ( لقد أستشهد سلام عادل ولم يبق عذر للتسامح مع الخيانة ) هكذا سار الشيوعيون وراء رموزهم فكانت لهم مواقف كبيره على مر تاريخ العراق المليء بالدكتاتورية والنزعات العدوانية ، ويهمنا الآن مالك سيف والذي كتب للتاريخ لسان وأغفل ان التاريخ سيتحدث عنه أيضا . هنا اعترافات مالك سيف كما وردت في كتاب وزارة الداخلية الصادر في بغداد عام 1949 تحت عنوان ( موسوعة سرية خاصة بالحزب الشيوعي العراقي ) والكتاب واسع وبأجزاء عده وقد شغلت اعترافات سيف مساحة واسعة من ص12-إلى ص77 ثم يعود لاعترافاته من ص217-ص232 وهذه الصفحات أشار بها إلى كل أسرار الحزب من حيث الأشخاص والأوكار وفي البدء يتوضح لنا إن مالك سيف ضعيف ومؤشر ضعفه من قبل التنظيم من أول انتمائه حيث يقول ( في خريف 1942 أنتقل إلى العمارة من النجف المعلم حسين الشبيبي وكنت أنا معلم في المجر الصغير .. يواصل .. لم يتصل بي نظرا لتقرير غير حسن قدمه نعيم بديوي عند نقله ) ص12 لقد كانت نظرة نعيم بديوي صائبة عندما نقرأ (لقد فكرت مليا وأنا في التوقيف حقيقة الأمر فوددت خدمة الحكومة دون أن أنظر ثوابا على عملي هذا في القضاء على كل نشاط شيوعي وفي إنهاء المشاكل والمآسي التي خلقها هذا الحزب لذلك طلبت في يوم 11/11 /1948/في الساعة الرابعة بعد الظهر طلبت من رئيس العرفاء ياسين إبراهيم حضور المعاون السيد نائل وعبد الرزاق عبد الغفار لعزمي الإدلاء بمحل المطبعة )ص25 ، هكذا دون أن يعترف بضعفه أو تخاذله فهو بعدما وصل مراكز قياديه عرف المآسي التي خلقها الحزب ، أما السؤال المطروح فهو لماذا أوكل فهد قيادة الحزب إلى مالك سيف وسحبها من يهودا صديق ؟ لقد لعبت قضية فلسطين دورا في ذلك ففي هذا العام 1948 هو عام احتلال فلسطين من قبل الصهاينة وكون صديق يهودي فأن الأبواق الرجعية ستعزف على هذا المنوال خاصة وان العواطف على مستوى عالي من الحقد على الصهيونية وخلطها باليهودية ، فعلى الرغم من كون مالك سيف مندائي لكن المندائيين ليست لهم عداء داخل المجتمع العراقي ولا يوجد لهم وطن بديل غير العراق ورغم هذا فأن مالك سيف بين آونة وأخرى يحاول زج المناضلين اليهود تحت جناح الصهيونية ، بل شكك حتى في عصبة مكافحة الصهيونية في سياق اعترافه المذل ولعلنا لازلنا نسمع كلمة تبعية اليسار للسوفيت ولو كان هذا الشيء موجود لما قصر مالك سيف بذلك إذ يقول ( لا أعرف عن مساعدات أخرى للحزب الشيوعي العراقي ) ص38 ويعزز ذلك يهودا صديق باعترافه ( لم أتصل بأي أجنبي طيلة وجودي في الحزب من أجل قضية من قضايا الحزب كما لم أسمع عن أية صلة لأحد من قادة الحزب بالسوفيت حول أمور الحزب ولذلك الذي أعلمه ليس للحزب علاقة بالسوفيت وليس للسوفيت أية سيطرة على الحزب ) ص78 . قد يطول الكلام مع اعترافات مالك سيف ولكن لنقرأ ملحق اعترافاته الذي يثير العجب فهو يدلي بمعلومات من أوليات برامج الحزب محاولا ليها غالى مواضيع سريه مثلا: 1- الحزب الشيوعي كباقي الأحزاب الشيوعية لايقر بالملكية ( النظام الملكي ) ولا يوافق عليها . 2- ان الحزب في حال سيطرته – لا سامح الله – سيقوم بجميع الإجراءات ( كما في رومانيا ) لتأليف الجمهورية الاشتراكية . 3- يهودا صديق قد كتب مقالا في عدد القاعدة لعام 1948 تحت عنوان حقائق عن القضية الفلسطينية تعرض فيها لصاحب السمو الملكي وولي العهد المعظم رغم إلحاحي بعدم نشر هذه الفقرة . ( كل ذلك ص218) هناك الكثير جدا من هذه الثوابت يحاول مالك سيف أن يوحي بأنه أكتشفها ويهديها للمحققين ولعل أكثر ما يثير السخرية هو ما ورد ص222 ( كما إن المطالبة بتصنيع القطر تستهدف زيادة المعامل وبالتالي تحشيد العمال لجرهم للحزب الشيوعي ) ، وكذلك في نفس الصفحة ( نظرة الحزب إلى الكون نظرة مادية ديالكتيكيه )ن لو كان مالك سيف في ذلك يطبق مقولة فهد ( على الشيوعي أن يعرف كيف يلعب على ذقون الشرطة )لكان ذلك فن مقبول ولكن اعترافاته المذلة أدت إلى إعدام قادة الحزب كما جاء في ألمقدمه وحسبنا أن نذكر ما قاله ص227 (لقد أخبر الجادرجي فهد بأن فخامة نوري السعيد سيقضي على الحزب الشيوعي وسيلقي القبض عليك ( أي على فهد ) ولكن فهد قال :- إن ورائي حزبا لاخوف عليه .
#كاظم_حمود_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطائفية أنتجت الأزمات
-
قصهقصيره جدا
-
نقد أدبي
-
الطائفية في العراق هل هي موجوده أم مستحدثه
-
العراق قبل الأنتخابات..... بعد الأنتخابات
-
المهد
-
أربعزن عاما من الكذب
-
الدم العربي وأنتصارات الحاكم
-
البحث لا عن وطن
-
قصة قصيره
-
هل الحوار مع داعش من سمات العصر؟
-
ماحدث في العراق والغموض
-
قصه قصيرة جدا
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|