|
يريدون عض الكورد به كالكلب
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 22:31
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اننا قلنا من قبل، نعتقد و على الاكثر، ان الظروف الشخصية الخاصة هي التي دفعت الشاعر سعدي يوسف الى كلامه الشاذ و اراد ان يتراجع عنه و لم يدعوه الشوفينيين كي يبريء ذمته من ما نسميه نزوة و شطحة او غلطة . و لكن الشوفينية التي سيطرت على عقول الكثير من المثقفين، لم يكن اليسار خاليا منهم، فكم من سجال و جدال و نقاشات وصرخات وصلت عنان السماء، و كتابات نشرت من قبل من حسب على اليسار ايام النضال العسكري و السياسي و كانت تقطر منها الشوفينية كمطر جبال كوردستان . ليس بمشكلة ان ينشر هذا الشاعر و ذاك ما يحلو له من ما في جعبته و يعبر به، و في المقابل و يتلقون الرد المناسب الواجب و في مكانه، والكلام بالكلام والراي بالراي و الموقف بالموقف و ليس بالسلاح كما يفعل الشوفينيون و الارهابيون . لم ارد ان اعيد الكلام حول هذا الموضوع الذي فرض نفسه على اقليم كوردستان و العراق و على بعض النخبة للاسف، بعد موقف وزارة التربية و اخراج نتاج هذا الشاعر و ملخص من تاريخ حياته من المنهاج التربوي، و لكنني مثلما لم اكن مع احراق نتاجات الشاعر لست ايضا مع اجراء وزارة التربية، لان النتاجات السابقة و تاريخ و موقف الشاعر غير محسوب عليه بشكل مطلق و لا يمكن تكرار ما اقدمت عليه الدكتاتورية البعثية حول المثقفين و موقفها تجاههم في العراق واقليم كوردستان، و كان من المفروض ان يكون صدرنا اوسع كما سامحنا اعدائنا و لم نتخذ اجراءات ضدهم في وقت القوة و التمكن كان لابد ان ندع هذا الشاعر ان يحس بخطئه و يعتذر . لكني هنا انا بصدد الرد على مجموعة شوفينية قحة تتربص منذ مدة لتقتنص فرصة من اجل الشتم و السب للشعب الكوردي، و اليوم متخذين من ما طرحه سعدي يوسف و الردود التي تلقاه حجة لتقيؤهم وبث سمومهم التي صار لهم مدة غير قليلة يخزنونها، و منذ العقدين بعد تحرر الاقليم من النظام الدكتاتوري لحد الان و حان لهم الوقت لتفرغها . انما العبارة التي اطلقها هذا الشاعر مهما كانت الدوافع من حيث اللغة و التعبير و التوجه يضمن في طياتها سبا و سخرية و محاولة بائسة لتنزيل من منزلة الكورد الانسانية و الثورية من جهة، و يحسب عليه كشطحة كبيرة لاسباب شخصية و بالاخص للاهمال الذي تعرض له منذ سقوط الدكتاتورية من جهة اخرى، ولكن ليس من حق احد التجاوز على شعب كامل لموقف سلطته . انه ربما اراد التغطية على ما كان يقصده بشكل رئيسي وهو انتقاد سلطة الاسلام السياسيي و ما يجري في بغداد، و لكنه اخطا و وضع نفسه في متراس الدفاع عن القومجية العروبية التي تُحسب عليه كثيرا . ان كان احدهم يقول بان العبارة متداولة سرا بين العرب العراقيين، فان عشرات النكت و النعوت و التوصيفة و الكلمة غير اللائقة حول العرب العراقيين متداولة لدى الكورد، فهل يصح ان تضعه الشعراء العظام من الكورد على الورق كما يحلو لهم . و ليس هناك خلاف و نزاع في هذه الاونة كي يسامح الكورد الخطا بسهولة بعد التصالح كعادته، و هذه التسمية لا يمكن ان تكون نابعة من المشاعر البشرية السليمة، بل صادرة من الحقد و الكره و العقلية البليدة الموجودة لدى الشوفينيين دائما . الامة الكوردية ليست باقلية و ليس لديها هوس السب و الكره، و انما الشوفينية هي التي تدفع اية قومية مهما كانت حجمها الى التدني من المستوى بحيث تفرز منها العبارات المقززة النابعة من قلة الادب و الذوق . و الدليل ان القومية السائدة هي التي تعيش بمعايير و قيم و سمات الانغلاق القومي و الديني و المذهبي، و يبرز كل مرحلة منهم تنظيم ارهابي باسم و تحت يافطة جديدة و يدعون حملهم لقيم و مفاهيم و منها تجذرت في كيانهم و ترسبت في تاريخهم المليء بالقتل و سفك الدماء و حز الرقاب، و المعلوم ان القومية التي تنبت فيها الشوفينية و التعصب النابع من التمسك بالعرق والدين و المذهب هي مجموعات متفرقة لم تكتمل لتسمى قومية او امة، لانها متخلفة بشكل لا تسمح خصائصها ان تكون معتدلة و تحترم الاخر و تحسب على امة . ان المشاعر المعادية للكورد من قبل الاخر لم تطفح اليوم وليست وليدة هذه الساعة، و ما يدور على الساحة العراقية، بل هي تراكمات للتعصب المتوارث من قبل من استوردها من الجزيرة العربية منذ مجيئهم الى العراق . ان ما كتبه سعدي يوسف يمكن ان يتفهمه المثقفون من جوانب عدة، الا ان من يدافع عنه من منظوره و خلفيته الشوفينية، انه موقف سياسي و حقد دفين و نقد جارح هدام نابع من القومية الشوفينية . و ربما هناك من المثقفين الشوفينين يفهمون النقد على انه عض النقود لحد هذه الساعة، و يريدون الخيار بين الذهب الخالص و المزيف و يفضلون ان يبقوا عليه لحد اليوم، و يمكن ان يعضون به الكورد كالكلب . الكورد من حقهم ان ينتقدوا بعضهم و ان كان جارحا احيانا و لكن الشوفينيين القومجيين العرب لا يسمح لهم ان ينتهزوا فرصة شطحة سعدي يوسف و ينبحوا كالكلب و يعضوا الكورد بكل ما لديهم من فكوك مسمومة، و ان الكورد يعيش على ارضه و له جغرافيته و تاريخه، و ابناء الشعب الكوردي هم من ينتقدون سلطتهم و قادتهم و ليس للشوفينية العربية و الفارسية و التركية الحق في التجاوز على حتى طفل كوردي و ليس رموزه فقط . و ليس لنكرة ياتي بين فينة و اخرى و ينبح على الكورد كلما سنحت له فرصة و وجد موضوعا ليفرغ ما في عقله البائس. و ان زمن الشوفينية ولى الى الابد و لم يبق الا الالتزام بالعقلية الانسانية المحترمة للاخر . و اخيرا اقول انهم اكتسبوا الشوفينية من الشعراء الجاهلية و القومية القحة التي برزتها الجزيرة العربية، و ياتون بابيات لهم في تثبيت كلامهم الجاهلي .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يؤمٌن حياة الناس في هذه المرحلة ؟
-
تمسكن كثيرا و لم يتمكن اخيرا
-
هل الايات القرانية حمالة الاوجه ؟
-
من يحكم العراق هو المومن و الفريضة العارفة
-
ربما التاريخ يعيد نفسه
-
ثراء شيوخ العشائر العراقية على حساب رجالهم
-
اين نحن في وضعنا الكوردستاني و الى اين نسير ؟
-
اهمية المهرجانات في تفاعل المثقفين
-
العراق لا يحتمل ما طبق في ايران
-
القانون ليس لحماية المراة فقط
-
الكورد لن يطلبوا حرق كتب سعدي يوسف ابدا
-
عراقيل امام علاقات تركيا و العراق
-
الشراكة العادلة ام دولة كوردستان برسم المجهول
-
لماذا تدان كوردستان وحدها على ابسط خطا ؟
-
كيف نحارب الدجل و الخرافة ؟
-
سيرأس اوجلان دولة كوردستان
-
شطحات اردوغان مستمرة
-
قادة الكورد لا يقراون
-
المشكلة في الدين ام في الواعظين ؟
-
يُظلم الاصيل و يحكم الدخيل
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|