أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - مناقشات حول ظاهرة الحزن العاشورائي














المزيد.....

مناقشات حول ظاهرة الحزن العاشورائي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 21:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تأسست هذه الموضوعة على الحوار المصور بين السيد أياد جمال الدين والمفكر حارث حسن بشأن مسألة الحزن العاشورائي. وكما أرى فإن الإطلاع على الشريط ضروري لمتابعة هذه المقالة*.
أعتقد أن ما يقوله السيد اياد هو مهم جدا, لكنه ليس بالضرورة صحيح جدا. فهومحاولة جدية ورصينة لتفسير ظاهرة الحزن العاشورائي العراقي بعيدا عن النمطية وبطريقة أكثر علمية. إلا أن منح طقوس هذا الحزن صفة الفلكور الضارب في القدم هي محاولة غير موفقة, ليس لأنها ناقصة التوصيف فقط وإنما أيضا لأنها تؤسس لمعالجات ناقصة أو حتى خاطئة.
من المؤكد أن (صوفة) صدام التي إحترقت صارت مدعاة لتصوير أن كل ما قام به كان خطئا مما جعل الخطاب المضاد له يجري في بعض الأحيان على طريقة ما يطلبه المستمعون وليس من باب البحث عن الحقائق, والسؤال هنا: هل سنكون مع هذه الطقوس لأن صدام كان ضدها أم أننا سنكون ضدها دون أن نتهم بممالئته ؟!.
في جزئية أخرى وأخريات مثلها ينتقل السيد اياد من موقع التفسير إلى موقع التبرير, فهو يقدم تفسيرا جيدا لمسألة فلكلور الحزن العراقي وتأثيره على الإلتزام الديني لكنه لا يتجاوز ذلك لغاية تشخيص ما إذا كان ذلك(الفولكلور) يحتوي على شحنات معطلة لبناء مستقبل عراقي متحضر أم انه غير ذا ضرر. فهو ضد صدام هنا لأنه لم يقدر فولكلورية الحزن العراقي الحسيني, لكنه مع ذلك لم يقل لنا شيئا عن سلبية ذلك (الفلكلور) وعمق تأثيرها على المجتمع العراقي, كما انه لم يقدم لنا طريقته للمعالجة في حالة الإتفاق على تلك السلبية.
ثم لنقارن بين موقفين: إذا جاز لنا ان نقول إن موقف صدام المضاد لتلك الطقوس لم يتأسس على تناقضات طائفية وإنما على رؤى إجتماعية وسياسية نقيضة, بغض النظر عن إختلافنا أو إتفاقنا معه على هذه الرؤى, فلماذا لا نرتب ذلك الموقف في نفس خانة موقف خامئني ضد ظاهرة التطبير نفسها. هنا سنحشر موقف الفلكلور العراقي لتبرير الحاجة للخضوع عراقيا للظاهرة السلبية والقبول بها خلافا للموقف الإيراني المتأسس على تاريخ خال من فلكلور الحزن ! ذلك الذي إعتبره السيد اياد شأنا عراقيا خاصا ناسيا إن الحزن ليس إختراعا عراقيا صرفا وان كلنا في الهم شرق!
ترى ألم يُحرِّم خامئني التطبير خوفا من أن يتحول أيضا إلى فلكلور إيراني, ولماذا كان من حقه ان ينفذ قراره ذاك بقوة عسكرية قدرَّها السيد اياد بأكثر من خمسة آلاف عسكري في حين ُحرِّم على الآخرين أن يسلكوا طريق القوة. وإذا كان السيد خامنئي قد أسس تحريمه لظاهرة الحزن المبالغ فيه تبعا لإحتراسات إجتماعية وثقافية هدفها منع إستغلال المناسبة لتأسيس ثقافة تعطيلية فلماذا يعاب على غيره أن يعالج الحالة بنفس الأسلوب خاصة إذا ظن ان هناك محاولات جوهرية ومكثفة لإستثمار الظاهرة بإتجاهات سياسية مضادة.
وقضية فولكلور الحزن العراقي هذه بحاجة إلى مزيد من الدراسة, فمثل ما يعود به السيد أياد إلى عصر جلجامش يجد البعض أن الحزن صفة إنسانية عامة وليست خاصة بالعراقيين لوحدهم. ولكن على عكس ما نفعل فإن غالبية تلك الشعوب تمارس حزنها بعيدا عن المبالغة والخرافة والنفاق لأسباب قد يبدو في مقدمتها أن ممارسة الحزن المتعقلة تلك لم تخضع إلى ما خضع إليه الحزن العراقي حين خطفه المنافقون والمرابون والمعادون والمتاجرون لكي يحولوه إلى دجاجة تبيض ذهبا.
لكن هل سيكون من الحق تفسير هذه الظاهرة من خلال التركيز على كونها متأسسة على تاريخ مأساوي عراقي صار بحكم الفلكلور وغض النظر عن إمكانات أن تكون هناك توظيفات وإستخدامات سياسية بينية محلية خاصة بالصراعات على السلطة, وإقليمية ذات علاقة بالتعطيل الإحتماعي الممنهج الذي حاولت قوى الجوار أن تكرسه عراقيا في فترات الصراع المختلفة ؟.
ظاهرة بهذا الحجم لا يمكن تفسيرها من خلال تعويمها بطوافة عامل واحد, والصحيح البحث عن حزمة العوامل المتداخلة التي يجب الوقوف عندها لغرض الإلمام بالظاهرة والذي هو الشرط الأول لنجاح وعدالة أية معالجة تستهدف تقديم الحلول الصحيحة. ولذا سأقول, دون أن يعني ذلك إنني سأتوقف عند هذا الحد, إنني مع السيد اياد على مستوى محاولته لإيجاد تفسير غير نمطي لقضية الحزن العاشورائي, لكني لست معه في محاولته تحويل ذلك التفسير إلى تبرير يسمح بإستمرار الظاهرة وحتى تفاقمها. وهذا معناه إننا قد نختلف على حدية وضراوة التصدي لهذه الظاهرة لكن ليس على حق التصدي لها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://youtu.be/T_A7TWUxjHs*



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ركضة طويريج لهذه السنة
- المؤامرة .. على الإسلام أم بالإسلام
- هنود عبدالجبار محسن
- جويسم بن حسين قال لي .. الطائفية والوطنية لا يجتمعان تحت سقف ...
- من الذي إنتصر .. الفتلاوي أم اللهيبي
- زراعة الأدمغة
- التاريخ بعين بصيرة
- هذا ما حدثني به رسول الله حول إسلام أبي سفيان ونهج الخليفة أ ...
- إلى الأستاذ عاشق علي* .. مطالعات في الهويتين القومية والثقاف ...
- إستشهاد الإمام الحسين ونظرية المؤامرة
- عزرائيل العراقي
- ملالا يوسف .. كل نوبل وأنت بخير
- أدب الشتيمة
- صورة الفقيه وصورة الخليفة
- للتاريخ فم, ولكن أين هي فتحات التصريف
- الحرب الأمريكية ضد داعش ولعبة الإستغماية
- النفاق الدولي والعربي في محاربة داعش
- العثمنة والفرسنة ونحن الذين بينهما
- سامي المظفر .. ليس لأنه إبن عمي, وطاهر البكاء .. ليس لأنه صد ...
- يوم إمتدح المالكي خصميه اللدودين


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - مناقشات حول ظاهرة الحزن العاشورائي