عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 10:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في سيرة ابن هشام ج 2 وص 413 قال : وحدثني بعض أهل العلم ؛ أن رسول الله دخل البيت يوم الفتح ؛ فرأي فيه صور الملائكة وغيرهم ؛ فرأى إبراهيم عليه السلام مصورا في يده الأزلام يستقيم بها ؛ فقال : قاتلهم الله ؛ جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام ؛ ما شأن إبراهيم والأزلام ؟! ، ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ؛ ولكن كان حنيفا مسلما ؛ وما كان من المشركين ؛ ثم أمر بتلك الصور كلها فطمست ؛ انتهى النقل ؛ صديقي القارئ الكريم والعزيز ليس مبحثي الآن الاختلاف في لفظ شيخنا بين قدماء العلماء ؛ فابن كثير ذكر الرواية بلفظ شيخنا ؛ ورواية البخاري خلت منها ؛ وابن القيم في جلاء الأفهام ص 304 ذكرها ؛ وفي البداية والنهاية لابن كثير ج 1 و ص 389 أيضا مثل ابن القيم وابن هشام ذكر لفظ شيخنا ؛ وقال ابن كثير : وفي بعض ألفاظ البخاري ... إلخ ؛ ليس مبحثي الآن الاختلاف والتضارب في لفظ شيخنا بين الروايات ! ؛ بل قصد النبي الكريم محمد من قوله شيخنا !! ؛ فالشيخ يطلق عادة على أمرين ؛ إما الرجل الطاعن في السن ؛ وقد وردت لفظة شيخ وشيخة في آية الرجم المنسوخة والمرفوعة كما سبق لنا ذكر ذلك بمقالة سابقة لنا ؛ الشيخ والشيخة إذا زنيا ... إلخ ، - ننصح بالرجوع لتلك المقالة لأهميتها - ؛ إذن إما المقصود بها الرجل الطاعن بالسن ؛ أو المعلم والمدرس بلغة عصرنا ؛ وإذا أطلق على عمومه كان القصد منه ذلك ؛ فالشيخ وفق تراثنا الإسلامي يقصد به المعنى الثاني ؛ وهذا يتفق وينسجم مع مع غرض النبوة ومقام القول وغرض الوصف ؛ لكن كيف عرف النبي أن هذه الصورة فعلا هي صورة أبي الأنبياء إبراهيم ؟! ؛ وكيف تم رسمها ؟! وجلبها بحال رسمها من مكان بعيد آخر ؟! ؛ وأيضا ألم يثبت لنا ووفق مقالات سابقة لنا أن روايات أخرى صحيحة تحدثت عن تماثيل وصور للسيد المسيح ولأمه القديسة والصديقة مريم العذراء ؟! فهل هذه تعضد قول من ينفي أن من بنى الكعبة نبي الله إبراهيم ؟!! ؛ أم تعزز ما في القرآن الكريم من ذكر لبنائه الكعبة ؟!! ؛ لكن قد يحتج من ينفي بالمطلق بناء نبي الله الكريم ابراهيم للكعبة بمثل هذه الروايات على نسق من فمك أدينك ؟! ؛ بمعنى أن يقول : لاتوجد مصادر تأريخية تؤكد ذلك عند المسلمين إلا مصادرهم ! ؛ وبذات الوقت مصادرنا تنفي !! ؛ ولا توجد مصادر محايدة أو غير إسلامية !! ؛ ناهيك عن أن تلك الروايات الصحيحة والتي تحدثت عن وجود تماثيل وصور للنبي الكريم إبراهيم وللسيد المسيح وللقديسة مريم العذراء تؤكد أمرا خطيرا !! وهو أن العرب قبل ظهور الإسلام وبقرون طويلة اختلطوا بأهل الكتاب وأخذوا عنهم بعض الموروثات والتراث وصورا وتماثيل لما ذكر ووضعوها في الكعبة وبعد فترة زعمت العرب بناء إبراهيم الكعبة !! ؛ لكن ما يعنيني الآن هو : ما الذي قصده النبي الكريم محمد بوصف النبي الكريم إبراهيم بأنه شيخه ؟!! ؛ وما دلالات ذلك ؟!! .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟