القناعة المفقودة

حيدر الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 08:29
المحور: المجتمع المدني
    

في احدى السفرات نزلنا في مطار احدى الدول وفي مكان استلام حقائبنا جائنا اثنين من العمال الذي يعملون في داخل المطار واخذو يدفعون بامتعتنا بالرغم انها كانت غير كبيرة واوصلونا الى حيث توجد سيارات الاجرة واخذو على عاتقهم نقل الحقائب الى داخل السيارة ..وعبارة .(( الحمد الله على سلامتكم )) لم تفارق السنتهم طلباً للبقشيش ..وبالفعل مددت يدي بجيبي لكي ادفع لهم البقشيش واخرجت ما في جعبتي من العملات الصغيرة لكن لسوء حضهم لم يكن معي غير عملتين من فئة الواحد دولار فقط والباقي كلها من فئة المائة دولار ..فطلبت من صديقي ان يدفع لهم ..عندها مد صديقي يديه ليعطيهم البقشيش ..فاخرج ورقة من فئة العشرة دولار فدفعها لاحدهم الذي سرعان ما اخذ البقشيش وغادر مبتعدا فيما بقي العامل الثاني ينتضر دوره ليدفع له ولكن لسوء حضه لم يعد مع صديقي الذي اجهد نفسه بالبحث غير اوراق من فئة المئة دولار ..وورقة من فئة دولار واحد … .اخذت من يده الدولار ومعي دولارين كانا ملفوفين على شكل سيكارة اي مبرومين ورحت احاول ان ادفعهم للعامل الثاني محاولا الاعتذار منه ولكن سرعان ما ابتعد العامل متذمراً مبديا انزعاجه وهو يهمم بكلمات توحي بعدم رضاه واستصغاره للمبلغ المدفوع مما جذب انضار من هم المارة ..عندها طلبت من صاحب سيارة الاجرة ان يعطيني عشرة دولار او ما يعادلها بعملة ذاك البلد لكي ادفع للعامل وارضيه… وبالفعل اخذت من السائق مبلغ العشرة دولار ودفعتها للعامل الذي انفرجت سريرته ما ان شاهد النقود ..وركبنا السيارة متجهين للفندق.… .وبعد ان استرحنا من عناء الرحلة وتناولنا الغداء اخذت افرد امتعتي واعيد ترتيبها انا وصديقي ..واخذت ارتب محفضتي واوراقي عندما فتحت الاوراق فئة الدولار التي رفض العامل تقبلها كونها كانت مبرومة على شكل اصطوانة… ومع اول ورقة افتحها تفاجئت ان بداخلها ورقة ثانية من فئة المائة دولار ..وفتحت الورقة الثانية لاجد ايضا بداخلها ورقة من فئة الخمسين دولار… .عندها تذكرت العامل هو وامثاله الذين لم يقتنعو بما قسمه الله لهم ..ورفض العامل ان ياخذ مبلغ مائة وخمسين دولار التي دفعتها له وقبل بعشرة دولار……
بالمناسبة الاوراق جائت عن طريق صديق فقد رفضت ان اخذ من مقابل عن عمل قدمته له ..وكان هو مصر ان يدفع ولكونه الح قلت عليك ان تدفع لي شي رمزي اعطني دولار او اثنيين ..وبالفعل جاني بدولارين ..ملفوفين وقمت بدفعهم الى محفضتي… ..
حيدر الطائي

#حيدر_الطائي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات