أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - أما يزال الإنسان العراقي يقف على كف عفريت، أما يزال تحت رحمة الإرهابيين؟














المزيد.....

أما يزال الإنسان العراقي يقف على كف عفريت، أما يزال تحت رحمة الإرهابيين؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 23:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المراسلة مع المواطن بالوطن ضرورة دائمة لجميع المقيمين بالخارج، فهي الحبل السري الذي يربط الإنسان بالوطن وأهل الوطن وحياة الناس اليومية. إنها الغذاء الروحي اليومي الذي يتزود به الإنسان ليبقى على مقربة من حياة ومرابع الطفولة والصبا، إنه الحنين الدائم إلى أرض الأهل والأصدقاء والشعب، إنه العذاب النفسي الدائم الذي لا يحس به إلا من هو بالغربة مقيم.
تصلني رسائل كثيرة من أناس لا أعرفهم, ومن آخرين عرفتهم على عجل، ومن آخرين أعرفهم جيدا. هذه الرسائل تحمل الكثير من الآلام والمحن، ولكن البعض الكثير منها يحمل الحلم والأمل بالخلاص. بعضها يحمل شكوى يريدني أن أجعلها موضوعاً لمقالاتي اليومية تقريباً، ومع انسداد الصحف المحلية بوجه مقالاتي النقدية، فأن أبواب المواقع مفتوحة عليها دون استثناء.
الرسائل التي تصلني تساعدني على العيش اليومي مع الناس في وطني المستباح من الإرهابيين والفساد، على التفاعل مع الأحداث اليومية، على معرفة بموقف الناس باتجاهاتهم المختلفة. رسائل تجعلني أتلظى باللهيب المشتعل بالعراق، أعيش مع القتلى، مع أنين الجرحى والمعوقين وآلامهم، مع حزن وبكاء الأمهات والآباء والأزواج والزوجات الثكالى ومع الأنباء والبنات اليتامى الذين فقدوا عزيزاً أو عزيزة لهم. أبقى الليل ساهراً مفتوح العينين أفكر في من قتل أو جرح منهم، ولماذا قتل أو جرح. أتساءل عن أسباب هذه العبثية الظالمة والمجنونة والقاتلة. أفكر في الحالة النفسية والعصبية للناس جميعاً، ولكن وبشكل خاص للأطفال والصبية الذي يرتعبون من أصوات الانفجارات الهائلة التي تقع يومياً في هذه الساحة أو تلك وفي الشارع أو ذاك وفي هذا السوق الشعبي المزدحم بالفقراء من الناس أو ذاك، وتلك الانفجارات التي هزت البيوت القديمة التي تهاوت على رؤوس ساكنيها من الفقراء أو كسرت زجاجات النوافذ وجرح فيها من جرح أو قتل.
أحياناً كثيرة أنهض من سريري وأذهب إلى الحاسوب في محاولة مني لكتابة مقال عما يجري ببلاد الرافدين. أحيانا ينساب القلم سهلاً، وأحياناً أخرى يكون عصياً يعذبني. أشعر بإرهاق شديد، اترك القلم لأعود إلى السرير حاملاً معي أرقي وصور الأشلاء المتناثرة تملأ سقف وأجواء غرفة النوم!
وفي الصباح الباكر أعاود الكتابة ثانية وأضع الخطوط الأولية لمقال جديد. ما أن أبدأ بالكتابة حتى أتسلم رسائل أخرى عبر البريد الإلكتروني تروي لي ولغيري وقوع جرائم بشعة أخرى ترتكب في طول البلاد وعرضها. ضحاياها هم المسيحيون، الإيزيديون، الصابئة المندائيون، الشبكيون، الكاكائيون، البهائيون، المسملون شيعة وسنة، اللا دينيون، العرب، الكُرد، التركمان، الكلدان الآشوريون السريان، الفرس، زوار العتبات، أو المصلون في الكنائس والجوامع أو المساجد، أو طلبة المدارس أو النساء أو الرجال أو الأطفال والصبايا, إنهم ضحايا أبرياء، إنه بنات وأبناء شعب العراق، إنهم من أهل الموصل الحدباء والفلوجة وديالى وبغداد وغيرها وغيرها.
واليوم وصلتني رسالة حزينة من صديق أعتز به كثيراً جاء فيها:
"عدت يوم أمس من كردستان إلى بغداد الحبيبة ... وبعد ساعتين من وصولي خرجت انأ وابنتي ملاك (6 سنوات) إلى الطبيب وعلى بعد 10 أمتار انفجرت سيارة مفخخة قربنا، حملت ابنتي وانأ اركض وسط النار وفوق الشظايا وابنتي تقول لي باب ما أريد أموت عندي باجر امتحان .. وتسألني من الذي قام بالانفجار هل هم داعش أم العراقيين وعندما وصلت البيت وجدت زجاج النوافذ قد تكسر وان زوجتي وابني مهيمن في وضع يرثى له".
كتبت للصديق رسالة قصيرة أعلن فيها عن سعادتي بنجاته ونجاة ابنته وزوجته وابنه وتمنيت لهم الصحة والسلامة في بلد ما يزال يفتقد الأمن والسلامة. ولكن في الوقت نفسه حزنت لمن مات بفعل هذا الانفجار ومن جرح أو عوق منهم، لمن أخرج من دائرة النشاط الإنسان الاقتصادي والاجتماعي.
لقد ترك الحكام الشوفينيون المستبدون العراق، الذين عاثوا في البلاد إرهاباً وحروباً وفساداً، ساحة حرب طائفية مدمرة. الموت يحصد الناس في الموصل، في سنجار والفلوجة وهيت والسعدية وخانقين ... وبغداد.
وإذا كانت جمهرة من قادة النظام الاستبدادي القديم قد حوكمت وصدرت بحقها الأحكام العادلة، فأن قادة النظام السياسي الطائفي الذي ورث مخلفات النظام السابق وساروا على طريق الاستبداد والظلم والظلام وتسببوا بما يعاني منه الشعب في الوقت الحاضر، وفي المقدمة منهم نوري المالكي والنجيفي ومن لف لفهما، ما زالوا يحتفظون بمراكز قيادية في الدولة العراقية الهشة والمتزعزعة ويقفون حجر عثرة شرسة في طريق التحول أو الإصلاح ويتسلمون رواتب ضخمة، إلى جانب الثروات التي تكونت لهم خلال الفترة المنصرمة، وكلها من السحت الحرام. ورغم الإجراءات الطيبة الأخيرة لحكومة العبادي، فهل في مقدورنا الإدعاء بأن الإنسان العراق لا يقف على كف عفريت، وأنه لا يعاني من شراسة وقسوة وجنون الإرهابيين من الإسلاميين السياسيين التكفيريين، وأن الموت لا يراوده في كل لحظة وفي كل مكان؟
إن الاختراقات ما تزال موجودة في أجهزة الأمن والشرطة العراقية وفي الأجهزة المدنية أيضاً، وإلا لما استطاع هؤلاء القتلة ممارسة التفجير اليومي في مناطق كثيرة من العراق، كما أن الحكومة ما تزال لم تكسب ثقة الشعب لكي يساهم معها في الكشف عن المجرمين والتصدي لهم، وإن الناس ما زالوا ينتظرون التنظيف والتطهير لكبار الفاسدين والمفسدين العاملين في مؤسسات الدولة القيادية وفي كل المواقع التي يمكن أن تكون أداة بيد من لا يريد لعملية الإصلاح أن تتقدم نحو الأمام، ومن يريد الانتقام من رئيس الحكومة الجديد الذي أخذ موقعه بالرغم من قوله "أخذناها بعد ما ننطيها" وكأنها ملك أبيه وجده، أو كما قال صدام حسين في حينها "جئنا لنبقى" وكلاهما كان يقصد نفسه وعائلته لا غير.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ما يزال العراق يعيش كوارث الشوفينية والحروب والاحتلال وال ...
- التضامن الإنساني حاجة إنسانية ماسة وملحة في أوضاع العراق، وط ...
- الظلم إن دام دمَّر!! البنك المركزي العراقي نموذجاً
- مقترح للمناقشة حول لقاء قادم لحقوق الإنسان بالعراق في خريف ا ...
- هل التحولات السياسية الضرورية محتملة للخلاص من الواقع المزري ...
- رؤية أولية للمناقشة حول سبل تنفيذ توصيات لقاء برلين لحقوق ال ...
- لنكن بمستوى المسؤولية في تنفيذ توصيات لقاء برلين لحقوق الإنس ...
- من المسؤول عن ضحايا أبناء شعبنا العراقي من إيزيديين ومسيحيين ...
- ستندحر الراية السوداء لقوى داعش وأشباهها، وستنتصر إرادة الشع ...
- مصائب شعب عند أحزاب إسلامية سياسية حاكمة بالعراق فوائد!!!
- بطولة كوباني وجرائم داعش كشفا عن الوجه القبيح لنهج الدولة ال ...
- القضايا التي توحد جمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق الإنسان في داخل ...
- من أجل إنهاض حركة حقوق إنسان شعبية بداخل العراق وخارجه بمناس ...
- نحو إنجاح مؤتمر جمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق الإنسان ببرلين - ...
- الشعب الكُردي ب-كوباني- يقدم نموذجاً مقداماً للمقاومة البطول ...
- سيبقى العراق هدفاً ضعيفاً أمام قوى الإرهاب ما دام الحكم طائف ...
- المأساة والمهزلة في عراق اليوم!! متى يعي الشعب مأساته تحت حك ...
- ماذا يراد للعراق وأهل العراق؟ وماذا يجري في مدينة كوباني الك ...
- التعذيب يلاحق اللاجئين حتى في بلدان المهجر؟ ألمانيا نموذجاً!
- إقليم كُردستان العراق في الواجهة والمواجهة!


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - أما يزال الإنسان العراقي يقف على كف عفريت، أما يزال تحت رحمة الإرهابيين؟